لقي 125 شخصا حتفهم في سوريا بنيران القوات النظامية والاشتباكات أمس، بينهم 32 جندياً نظامياً و23 من مقاتلي المعارضة سقطوا في معارك وصفت بأنها الأعنف خلال الساعات ال24 الماضية، في محيط أكاديمية الشرطة ببلدة خان العسل بالريف الغربي لحلب، حيث تمكن المسلحون المناهضون لنظام دمشق من السيطرة على حاجز أمني ومبنى ومستودعات للكهرباء كانت تتمركز فيها القوات النظامية. وفي تطور متصل بالمنطقة نفسها، أسقطت الكتائب المعارضة مروحية إثر إصابتها في محيط مطار منج العسكري بريف حلب الذي يحاول المسلحون اقتحامه منذ أشهر، تزامناً مع اشتباكات شرسة قرب مطار كويرس العسكري شرق مدينة حلب المضطربة. وفيما استمرت المعارك والقصف المدفعي والجوي على أحياء دمشق وريفها، أكدت الهيئة العامة للثورة نقلاً عن ناشطين ميدانيين رصد عملية إطلاق جديدة لصواريخ سكود لليوم الثاني على التوالي، انطلاقاً من مقر للواء 155 بمنطقة القطيفة على الطريق السريع الواصل بين دمشق وحلب مروراً بحمص. وفي وقت متأخر مساء أمس هز انفجار ضخم كراجات العباسيين وسط دمشق تبعه اطلاق نار في عدة أحياء. وأفادت بيانات المرصد السوري الحقوقي وحصيلة غير نهائية للهيئة العامة للثورة بسقوط 125 قتيلاً في سوريا أمس، منهم 9 سيدات و8 أطفال مشيرة إلى مقتل مواطن ليبي دون توضيح لطبيعة تواجده في سوريا وما إذا كان من المقاتلين الأجانب الذي انضموا إلى جانب كتائب المعارضة التي تقاتل لإطاحة نظام الرئيس بشار الأسد. وذكرت حصيلة هيئة الثورة، أن حلب شهدت سقوط 18 قتيلاً دون الضحايا الذين حصدتهم معارك أكاديمية الشرطة في خان العسل. وسقط 18 قتيلاً في دمشق وريفها، و11 في إدلب، و7 في درعا، و6 في دير الزور، و7 في حمص وريفها، وقتيل واحد في كل من حماة والحسكة. وأكد المرصد أن من ضمن القتلى سقط 32 عنصراً من القوات النظامية و23 من مسلحي المعارضة بينهم قيادي، بمعارك واشتباكات في محيط أكاديمية الشرطة في بلدة خان العسكل بالريف الغربي لحلب التي تحاول المعارضة اقتحامها ضمن «حرب المطارات» التي أطلقتها منذ بضعة أسابيع. وتعد أكاديمية الشرطة في خان العسل، أحد آخر معاقل القوات النظامية بريف حلب الغربي، حيث استمرت المعارك لوقت متأخر، بحسب المرصد الحقوقي. ووصف المرصد هذه الاشتباكات بأنها «الأعنف منذ أشهر» بالمنطقة، وتمكن خلالها مقاتلو المعارضة من السيطرة على حاجز ومبنى ومستودعات الكهرباء التي كانت تتمركز فيها القوات النظامية بالبلدة. وذكرت لجان التنسيق المحلية أن الطيران الحربي السوري كثف غاراته على المناطق المحيطة الأكاديمية الشرطية. من جهة ثانية، أسقط مقاتلو المعارضة أمس، طائرة مروحية فوق مطار منج بريف حلب حيث تستمر المعارك أيضاً. وأفاد المرصد بأن «طائرة مروحية هوت بعد أن اندلعت فيها النيران إثر إصابتها في محيط مطار منج العسكري بريف حلب. وأشار إلى استمرار الاشتباكات في محيط المطار منذ أشهر بين القوات النظامية ومقاتلين من عدة كتائب حاولوا اقتحامه مرات عدة. وبث ناشطون على شبكة الانترنت شريط فيديو تظهر فيه طائرة مشتعلة تهوي بسرعة فيما عدد من الرجال يراقبونها على سطح أحد المنازل من بعيد ويرددون «الله أكبر، الله أكبر» أبطال الجيش الحر يسقطون مروحية فوق مطار منج العسكري. كما دارت اشتباكات بحسب المرصد، بالقرب من مطار كويرس العسكري شرق مدينة حلب. كما شهدت مناطق أخرى في حلب وريفها، اشتباكات وقصف تسببا بوقوع قتلى وجرحى. وشهد حي الأشرفية بحلب، اشتباكات عنيفة بين الجيش الحر والقوات النظامية، تزامناً مع اشتباكات قرب دوار السبع بحرات، بينما سقط قتيلان أحدهما طفلة والعديد من الجرحى في حي ضهرة عواد بالمدينة المضطربة. وبمنطقة دمشق وريفها، أعلنت الهيئة العامة للثورة، أنه تم العثور على 5 جثث بينهم 3 نساء وطفل عمره 4 أشهر، تحت أنقاض أمس، إثر غارة شنتها مقاتلة ميج على بلدة جسرين بريف دمشق، مشيرة إلى عمليات بحث تجري عن مفقودين بالمنطقة المستهدفة. وشهدت منطقة نهر عيشة إعدام سوري يدعى سعيد براك ملحم بيد القوات النظامية، بينما لقي طفل عمره 14 عاماً حتفه بسقوط قذيفة هاون أثناء انصراف التلاميذ من المدارس بحي القابون في دمشق. وفي الحي نفسه، لقي مواطن وابنته حتفهما مع سقوط عدد من الجرحى جراء القصف، في حين تعرضت منطقة النذير خلف مبنى رئاسة مجلس الوزراء بكفرسوسة، لحملة دهم واسعة. من جانب آخر، شنت القوات النظامية قصفاً كثيفاً براجمات الصواريخ، مستهدفة حي جوبر في دمشق، تزامناً مع إطلاق نار كثيف شنته عناصر أمنية متمركزة عند حاجز المشروع بحي برزة. كما هاجمت القوات النظامية بقذائف الهاون قرية الحميرة، بينما قصف الطيران الحربي بلدة كفربطنا في الريف الدمشقي حيث تصاعدت أعمدة الدخان. وقصفت دبابات الجيش الحكومي بالهاون شارع الثلاثين في مخيم اليرموك جنوبدمشق. وتجددت الاشتباكات في حي القدم العاصمي، تزامناً مع حملة اعتقالات واسعة طالت العديد من الشباب بالصالحية. وتعرضت مدينة داريا لقصف واشتباكات إثر وصول تعزيزات عسكرية للجيش النظامي من مطار المزة العسكري أمس. وفي حمص، سقطت قتيلة وعدة جرحى إثر قصف القوات النظامية مدينة الحولة مستخدمة المدفعية الثقيلة، بينما قتلت سيدة وأصيب العديد من المواطنين وتهدمت منازل جراء قصف للقوات الحكومية لمدينة الرستن. وشهدت حمص القديمة اشتباكات بين الجيشين الحر والنظامي، وسط قصف عنيف استهدف أحياء المدينة المحاصرة. كما شنت القوات الحكومية قصفاً بالمدفعية طال بلدة غرناطة بالريف الشمالي في حمص. وقتل أحد عناصر الجيش الحر باشتباكات مع قوات نظامية في البويضة الشرقية حاولت اقتحام البلدة تزامناً مع قصف جوي عنيف. وفي إدلب، نفذ الطيران الحربي السوري غارات عدة في مناطق عدة، قتل في إحداها 5 مواطنين بقرية بليون في منطقة جبل الزاوية . كما شملت الغارات مناطق في حماة والرقة ودرعا.