اكتشف علماء بريطانيون 21 جيناً جديداً مرتبطاً بمستويات الكوليسترول . وفي أكبر دراسة بحثية أجريت حتى الآن حول الكوليسترول، وجد العلماء أن هذه الأشكال المختلفة للجينات لها علاقة بالتغيرات في الكوليسترول الجيد "HDL"والكوليسترول الرديء "LDL"أيضاً . وقد توصل العلماء أيضاً إلى معلومة أثارت دهشة كبيرة في الأوساط العلمية، فقد وجد الباحثون أن بعض التغيرات الجينية تزداد أرجحية ظهورها وسط الرجال، والبعض الآخر وسط النساء . في هذه الدراسة، حلل العلماء التحولات والتغيرات الجينية الخاصة ب 90 ألف شخص . وقال الباحثون إن نتائجهم وسّعت قائمة الأهداف المحتملة للعقاقير والعلاجات الأخرى لأمراض القلب الناجمة عن ارتفاع الكوليسترول . والمعروف أن أمراض القلب هي السبب الرئيس الذي يؤدي لوفاة وعجز ملايين الناس حول العالم، ويقول الأطباء إن الأنظمة الغذائية السيئة والغنية بالدهون، بجانب التدخين وقلة الرياضة، هي عوامل الخطر الأكبر . والكوليسترول هو نوع من الدهون التي يفرزها الكبد والتي تعتبر ضرورية لمساعدة الجسم على إنتاج الهرمونات، وامتصاص فيتامين "دي"وصنع المادة الصفراوية اللازمة لهضم الطعام . وهي تنتقل في الدم عبر ناقلات صغيرة تسمى "ليبوبروتين""البروتين الشحمي" . "LDL"تنقل الكوليسترول بعيداً عن الكبد وتتخلص منه في أوعية دموية رئيسة، حيث يمكنها أن تتسبب بانسداد خطر على الحياة . الليبوبروتين شديد الكثافة أو "HDL«، يقوم بوظيفة نقل الكوليسترول وإعادته للكبد لكي يتم التخلص منه بطريقة آمنة . ويقول الأطباء إن ما يقدر ب20% من المرضى الذين لديهم مستويات زائدة من "LDL"يصنفون باعتبارهم مقاومين للإستاتينات، وهي العقاقير التي يتناولها ملايين الناس حول العالم لضبط الكوليسترول . وقالت الدكتورة هيلين ويلسون، مستشارة البحوث في مؤسسة القلب البريطانية: "هذه الدراسة الضخمة وفرت لنا رؤية ومعلومات قيمة في ما يتعلق بجيناتنا، يمكن أن تعيننا كثيراً في المعركة الهادفة إلى دحر أمراض القلب . هذا البحث يزيد من أهمية حل لغز الشفرة الجينية ويسهّل اكتشاف طرق جديدة لإنتاج عقاقير وعلاجات أفضل" . وقال الدكتور روبرت كرامب، رئيس مجلس أمناء المؤسسة الخيرية البريطانية المعنية بأبحاث الكوليسترول "هارت HEART«: "هذه دراسة مهمة ومفصلية للغاية، ولكن بالرغم من تحديد الجينات، إلا أن إيجاد العلاقة التي تربطها بمرض أو أمراض محددة ومن ثم تصميم العلاجات المناسبة، سيستغرق بعض الوقت قبل أن تظهر المنافع الإكلينيكية" .