أنقذت دائرة الخدمات الاجتماعية في الشارقة، بالتعاون مع الجهات المختصة في الإمارة، ثلاثة أطفال مواطنين من مأساة، بعد وفاة والدهم كانوا برفقته خارج الدولة، بعد أن (خطفهم) من والدتهم خلال الملتقى الأسري الأسبوعي في الدائرة، كونهم في حضانتها. وقالت رئيسة دائرة الخدمات الاجتماعية في الشارقة، عفاف المري ل«الإمارات اليوم» إن «الأب المتوفى تعمد خطف الاطفال واخفاءهم، وتغيبوا عن مدارسهم مدة تصل الى 90 يوماً، حتى عثر على جثته خارج الدولة وبرفقتها الاطفال العاجزون عن التصرف». وأشارت المري إلى أن الدائرة تابعت القضية باهتمام وبقيت على تواصل مع الجهات المعنية، بغية حماية الأطفال وإعادتهم إلى حياتهم الطبيعية، مشيرة إلى أن «الأطفال تعرضوا لإيذاء غير مقصود، لكنه كاد يتسبب في مأساة حقيقية». وتابعت أن الأب تعمد إخفاء الاولاد عن زوجته التي لها حق الحضانة، والتي بذلت جهدا كبيرا لاستعادتهم، من دون أن يراعي متطلباتهم الاساسية، خصوصاً أنهم في سن صغيرة، ولا يستطيعون خدمة انفسهم، وبحاجة لاستمرار تعليمهم، كما أنهم بحاجة الى رفقة والدتهم. وطالبت المري الأسر المنفصلة ب«عدم تحميل الاطفال وزر خلافاتهم، وعدم تعريضهم للمواقف السلبية التي يظهرونها تجاه بعضهم بعضاً»، مشيرة إلى أن غالبية مرتادي «الملتقى الاسري» يظهرون تصرفات مؤذية للاطفال. وأوضحت أن الأطفال يتعرضون بعد عودتهم من لقاء أحد الوالدين في الملتقى الأسري إلى الطرف صاحب الحضانة، ويتعرض لأسئلة بالاستجواب حول الساعات التي قضاها مع الطرف الآخر، فضلاً عن التنبيهات المكررة وزرع الفكرة السلبية عن احد الوالدين في ذهنية الطفل. وأِشارت إلى أن اللقاء الأسري غالباً ما ينتهي باتهام أحد الطرفين للآخر بالايذاء الجسدي، وتقديم الشكاوى لأقسام الشرطة، ومحاولة تلقين الطفل ما يقوله، وغيرها من الممارسات القاسية تجاه الطفل التي يتصرفها الوالدان لإفراغ احقادهما المتراكمة من دون التفكير في تأثيرها السلبي في الطفل. وأوضحت المري أن «الملتقى الاسري هو أداة لتحقيق أحكام رؤية الابوين المنفصلين، في مكان حيادي مؤهل لاستقبال الطرفين والأطفال»، مشيرة إلى أن الأهل يعتبرون يوم اللقاء الأسري فرصة للمشاجرة ومحاولة إهانة الطرف الآخر. واختتمت المري بأن أهالي الأطفال قد يتصرفون بدافع حبهم لأولادهم ورغبتهم في البقاء بجانبهم، غير أنهم في النهاية يتسببون في كوارث قد لا يتمكن أحد من ردعها، مطالبة الأسر بتفضيل مصلحة الطفل عن أي شيء آخر وتجاهل رغباتهم الخاصة والتصرف بحكمة ووعي قبل اتخاذ قرار يخص الاطفال.