تدرس دائرة الخدمات الاجتماعية في الشارقة نزع الحضانة عن الأسر التي تتجاهل تقديم الرعاية الجيدة لأطفالها، خصوصاً عن الآباء المدمنين، وفقاً لرئيسة الدائرة، عفاف المري، التي أشارت إلى استقبال الدائرة طفلين فاقدي الرعاية بسبب إدمان والدهما المواطن، وإصابة الأم الأجنبية بمرض عصبي، ورفض أعمام الطفلين تسلمهما. وقالت إن الدائرة دمجت الطفلين مع أحد أعمامهما لساعات قبل أن تعيد سحبهما بسبب تعرضهما للتهديد من قبل العم، مؤكدة أن الحضانة انتقلت لمصلحة الدائرة التي ستعيد محاولة دمج الطفلين، قبل نقل الرعاية إلى أسرة بديلة حاضنة. وأشارت المري إلى أن الطفلين ضحية لإدمان الأب على المواد المخدرة، وتكرار دخوله السجن، فيما عدا الأسرة المفككة بشكل عام، وعدم وجود علاقة متينة بين أسرة الأب، وعدم وجود أقرباء من جهة الأم، كونها أجنبية، وتعاني اضطرابات عصبية شديدة، تشكل خطراً على الطفلين حال بقائهما معها. وأكدت المري أن الأطفال ينعمون بالرعاية الكاملة، والاهتمام في الدار التابعة لدائرة الخدمات الاجتماعية، ويتلقون تعليمهم في المدارس، وتوفر لهم كل الاحتياجات. وأشارت إلى أن حال الطفلين بسيطة مقارنة بحالات أخرى تصل الدائرة، إذ يكون مستوى الإهمال والإيذاء للطفل شديداً للغاية، إلى درجة عدم استخراج أوراق ثبوتية للأطفال، وإيذائهم جسدياً ومعنوياً، مؤكدة أن الدائرة لا تسلم الأطفال إلى ذويهم إلا بعد التأكد من عدم وجود خطر على حياتهم. وقالت المري إن الدائرة تنزع الرعاية حالياً عن أهل الطفل بقرار قضائي بناء على توصية من الدائرة، حال كان فاقد الرعاية بسبب غياب الوالدين أو عدم أهليتهما العقلية، لافتة إلى أن الدائرة تدرس نزع الحضانة عن الأسر التي تهمل رعاية أطفالها. وأكدت أن الدائرة لا تتخذ إجراء نزع الحضانة إلا في حال كان مصلحة الطفل، حيث إن بقاء الطفل مع أسرته يعد الحل الأفضل له، غير أن تعرضه للخطر يجعل بقاءه مع الأسرة أمراً غير إيجابي ولا يصب في مصلحته. وتابعت أن الدائرة تدمج الطفل في أسرة بديلة، ليعيش حياة أسرية طبيعية، مشيرة إلى أن طلبات الاحتضان تفد إلى الدائرة بشكل دائم من أشخاص خيرين، يتعاطفون مع هؤلاء الأطفال، الذين لم يحصلوا على العطف من ذويهم الحقيقيين. وأكدت المري أن الحكومة أمنت مراكز الإيواء ودعمتها بجميع الإمكانات البشرية والمادية، وهو ما تتميز به الدولة، من حيث مفهوم الرعاية الفائقة للأطفال فاقدي الرعاية، والأماكن المجهزة، التي يقل مثيلها في المنطقة. وطالبت باتخاذ إجراءات مشددة بحق الأهالي المهملين لأطفالهم، كون التربية أساس النشأة السليمة للطفل وتحويله إلى إنسان صالح، وان الإضرار بالطفل وعدم تقديم الرعاية اللازمة له من شأنه تحويله إلى شخص غير صالح يؤذي نفسه ومجتمعه. ودعت المري المجتمع إلى الإبلاغ عن حالات الإهمال أو الإيداء للأطفال، لأقرب مركز أو عن طريق خط نجدة الطفل، من أجل مساعدتهم نفسياً واجتماعياً، وتهيئتهم لأسرة بديلة، بعد دراسة حالتها الاجتماعية والنفسية. وأشارت أن بعض حالات الإهمال تنتج عن انفصال الطرفين وتحويل الطفل إلى طريقة (للمكايدة) بينهما.