يهدف مشروع «صُنع في الإمارات»، المبادرة المشتركة بين المجلس الإماراتي لكتب اليافعين ومعهد غوته لمنطقة الخليج، إلى تشجيع إنتاج كتب أطفال «صنعت في الإمارات» بيد مواهب إماراتية سواء في الكتابة أو الرسم، لتعكس قيماً ثقافية. وتأتي فكرة المشروع بالتعاون مع ستة كتاب وسبعة رسامين تمكنوا خلال ثلاث ورش عمل استمرت لعام كامل، أن ينتجوا سبعة كتب مخصصة للأطفال، على أن تكون شيقة وممتعة، إضافة إلى الاهتمام بالجانب الإبداعي في العمل، كما يشترط أن تكون هناك شخصيات إماراتية يمكن للأطفال أن يندمجوا معها تعود إلى خلفيات تراثية وانسانية تحمل الكثير من القيم الثقافية. وحصلت، أول من أمس، قصة «أمي الجديدة» للكاتبة الإماراتية مريم الراشدي والرسامة الإماراتية ريم المزروعي، على تقدير لجنة تحكيم «صنع في الإمارات»، لما تميزت به القصة من اسلوب بسيط في الكتابة، وابتكار ورسوم مبدعة. تحفيز قالت سمو الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي، رئيس جمعية الناشرين الإماراتيين، إنه «عندما تم طرح فكرة مشروع (صنع في الإمارات) بين المجلس الإماراتي لكتب اليافعين ومعهد غوته، كان الهدف منه تحفيز ودعم الطاقات الشابة الإماراتية من مؤلفين ورسامين للخروج بإصدارات تنسجم مع هوية الطفل الإماراتي والعربي، ومعرفة احتياجات الشباب الإماراتي الراغب في دخول عالم النشر للأطفال ومساعدتهم على تجاوز المرحلة الأصعب وربطهم بالناشرين». وأعربت سمو الشيخة بدور عن سعادتها بمجمل الإنتاج الإبداعي للمشاركين في المشروع، معتبرة جميع المشاركين فائزين بإسهاماتهم في تحقيق هذا المستوى من الجودة في صناعة ثقافة الطفل، وإفساح المجال لجيل كامل من الشباب لدخول عالم الكتب والرسم للأطفال. فيما اعتبرت مدير عام معهد غوته لمنطقة الخليج، سوزان شبورر، ان أهم مراحل ترويج القراءة هي مرحلة الطفولة، لذلك عمل المعهد من خلال هذا المشروع على كتب الأطفال الإماراتية، واستطاع المؤلفون والرسامون الشباب انتاج كتب خلاقة وابداعية تنسجم مع متطلبات واحتياجات الأطفال، معربة عن أملها في أن تجد تلك الكتب طريقها إلى الناشرين والقراء. وتدور أحداث القصة الفائزة حول «ذكريات»، وما تحمله من صور معبرة وحانية لعلاقة خاصة، وهي علاقتها بزوجة أبيها التي اعتبرتها «أمها الجديدة». فيما رسوم القصة امتازت بالقوة والدقة في تجسيد الشخصيات، والمحيط التراثي الذي رافق أحداث القصة، وعلى الرغم من ان رسامة القصة ريم المزروعي لاتزال طالبة في جامعة زايد، وتدرس الفن البصري والرسوم المتحركة، إلا انها استطاعت باتحادها مع الكاتبة أن تشكلا فريق عمل قوياً تمكن من اقتناص الفوز بجائزة «صنع في الإمارات». وتنافست سبعة كتب تم إنتاجها خلال المشروع على الجائزة، منها «كعك العيد» للكاتبة ريم القرق والرسامة دانة ناصر المزروعي. وتحمل القصة معاني انسانية وقيماً اسلامية، وتكشف الكثير عن عيد الفطر وروح العطاء، وتبرز أهمية الروابط الأسرية، خصوصاً أن القصة لفئة الأطفال دون الخمس سنوات. ومن بين الكتب أيضا «فنتير .. الفلامنغو المنفوش» للكاتبة نورا عباس الخوري، والرسامة شيماء أحمد المالك. وتدور قصته حول طائر فلامينغو يسير إلى القرم مع والديه، وهناك يمرح كثيراً عبر مطاردته سرطان البحر، وأكل الكثير من الروبيان الذي اكتشف من خلاله سبب اللون الوردي لطيور الفلامينغو حتى يسقط في عمق القرم ولا يجد والديه. أما كتاب «رطب من ذهب» للكاتبة نورا عباس الخوري، والرسامة نوف عبدالرحمن الشيخ، فتدور حكايته حول «أحمد» الصغير الذي يحاول جمع التمر لتصنع له والدته فطيرة التمر التي يعشقها، ويجد صعوبة في الوصول إلى التمر بسبب النخل العالي، فيحاول بشتى الطرق الوصول إلى التمر اللذيذ. أما «القملة الهاربة» لميثاء الخياط، والرسام عبدالله الشرهان، فتبرز قصته مغامرة غريبة تقوم بطلتها، وهي قملة، بمغادرة رأس عاشت به طويلاً لتقرر ايجاد بيت أفضل، ولكن لا تجد المكان المثالي، فالرأس الأصلع لا يقي من الحرارة، ورأس آخر يكون زلقاً ورطباً، فلا تستطيع الثبات وآخر يبدو جليدياً، وبعد كل المحاولات تعود القملة للرأس القديم بعد قناعتها بأنه لا يوجد رأس كامل