| كتب عزيز العنزي | «منو انتم؟... والله راح أخليكم تتعبون بالمحكمة الكلية!». هكذا توعد شخصية «نافذة»، ويحمل وظيفة مرموقة في الدولة رجلي دورية عندما ضبطاه يقود سيارته في شارع الفروانية وبحوزته زجاجة خمر محلية، وتبين انه مغرق في السكر، وفيما لم يمنعه «التلبس» من اهانة وتهديد عنصري الامن، أصر الأخيران على تنفيذ القانون واقتاداه للتحقيق غير مكترثين إلا بواجبهما الوظيفي. وعلمت «الراي» من مصدر أمني ان «رجلي دورية تابعين لأمن الفروانية كانا في جولة اعتيادية في شوارع المنطقة حينما اشتبها في سيارة تترنح بين جانبي الطريق، فبادرا الى استيقافها قائدها، وما كاد يقتربان منه حتى دهمتهما رائحة كريهة تنبعث من السيارة، واسترعت أنظارهما الى جواره زجاجة مياه معدنية مملوءة بسائل نفاذ الرائحة يشتبه في كونه خمرا محلية الصنع، وبجانبها كوب يستخدمه في احتساء الشراب». المصدر واصل ان عنصري الامن - وهما وكيل عريف وشرطي - بادرا بطلب هوية قائد السيارة الذي كان مغرقا في السكر (وفقا لمحضر الضبط)، ففوجئا به يهاجمهما مستنكرا: «منو انتم يا مجانين؟»، مصوبا اليهما عبارات سب وقذف قبل ان يعرفهما بنفسه: «أنا ...»، مشيرا الى وظيفته المرموقة قبل ان يبرز لهما هوية العمل التي أثبتت انه شخصية نافذة في الدولة، لكن رجلي الامن أصرا على تنفيذ القانون، فسارعا بإخراجه من السيارة بالقوة واقتاداه الى الدورية، تصاعدت وتيرة غضبه وانهال عليهما بعبارات التهديد والوعيد قائلا: «أنا أعلمكم... والله ما أخليكم... يعني رجال ماسكيني... راح أخليكم تتعبون في المحكمة الكلية». وأفاد المصدر «ان رجلي الدورية أدارا ظهريهما لإهانات المتنفذ وعمدا الى تحريز المضبوطات والتي اتضح انها خمر مصنعة محليا وأحالوها معه على مخفر منطقة الفروانية، حيث أخطر أمنيوه ادارة مكافحة المخدرات والخمور». وزاد المصدر «ان حزمة من المخالفات المرورية حررها رجال المخفر بحق الشخصية النافذة، أبرزها قيادة سيارة تحت تأثير الكحول، وتعريض حياته وحياة الآخرين للخطر، بالاضافة الى تسجيل قضيتي السكر في العلن وإهانة موظف عام أثناء تأدية عمله، وجار اتخاذ ما يلزم بشأنه».