ناقشت ندوة «الثقافات المتعددة في الإمارات.. تكامل أم اختلاف»، أهم العوامل والعناصر للتعدد والتنوع الثقافي في الإمارات، ضمن البرنامج الفكري المصاحب لمعرض الشارقة الدولي للكتاب أول من أمس. وأشارت الندوة إلى المشهد الثقافي في دولة الإمارات وما يتميز به من تنوع بين الثقافتين العربية والعالمية، لاسيما المرونة التي تطغى على هذا التعامل، وتأتي أهمية ذلك من خلال التقاء الحضارات والثقافات الوافدة وانعكاسها على المجتمع الإمارتي الذي يبدي مرونة في انفتاحه على تجارب الآخرين وإبداعاتهم المختلفة، إلا ان هذا التنوع له العديد من الإيجابيات والسلبيات التي تشكل موضوع بحث ونقاش لدى الباحثين وأصحاب القرار في الدولة. وشارك في الندوة أمين عام المنتدى الإسلامي، الأديب الإماراتي ماجد بوشليبي، الذي ركز على أن الثقافة والتنمية لا يمكن الفصل بينهما، خصوصاً أن مشروع العقد العالمي للتنمية الثقافية، الذي أطلقته منظمة الأممالمتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو)، جاء ليخدم تعزيز مساهمة الثقافة في التنمية المستدامة، ومن هنا جاءت فكرة العواصم الثقافية العربية، التي تهدف بدورها إلى تعزيز الهوية الثقافية وتعزيز التواصل بين الثقافات العربية. وتطرق بوشليبي الى أهم العوامل والعناصر للتعدد والتنوع الثقافي في الإمارات، والتي يأتي في مقدمتها البعدان التاريخي والجيوسياسي، إذ يشكل الموقع الجغرافي لدولة الإمارات بين الشرق والغرب محطة التقاء بين مختلف الحضارات والأجناس، فيما تأتي شبكات التعليم والمواصلات والحراك السياسي المعتدل، إضافة إلى التنوع في الجهاز الإعلامي لتصبح أحد أبرز العناصر المهمة للتعدد الثقافي، إضافة إلى البعد الإسلامي والعربي الداعم للكثير من القضايا. من جانبها، سلطت الاختصاصية الاجتماعية، الدكتورة علياء إبراهيم، الضوء على أهمية البيئة الجغرافية التي تسهم في صنع ثقافة الإنسان وبناء فكره، مشيرة إلى أن الإمارات تمثل نموذجاً عالمياً في الانفتاح على العالم والشعوب والحضارات والثقافات المختلفة بفضل إنجازات المغفور له الشيخ زايد الذي أرسى قواعد العيش المشترك واحترام الآخر. وأكدت ابراهيم أن «الإمارات تتمتع بجودة عالية في إدارة التعدد الثقافي، عبر اهتمامها بإقامة المهرجانات والفعاليات الثقافية والتراثية التي من شأنها الحفاظ على الموروث الشعبي والحضاري، فضلاً عن أهمية التبادل والتقارب الثقافي الذي يسهم في تعميق أواصر العلاقات بين الدول». إلى ذلك، تحدث رئيس جمعية حماية اللغة العربية في الإمارات، الدكتور علي الحمادي، عن اللغة العربية في دولة الإمارات وضرورة الاهتمام بها، محذراً من تراجع مستواها واستبدالها باللغات الأجنبية من بينها الإنجليزية، وذكر معاهدة اليونسكو ودورها في حماية التنوع الثقافي واللغوي، عبر اتخاذ اجراءات مناسبة تكفل صون اللغات المهددة بالانقراض. ودعا رئيس جمعية حماية اللغة العربية في ختام مداخلته إلى الحفاظ على اللغة العربية والنهوض بها وتعزيز مكانتها في المجتمع، بهدف الحفاظ على الهوية الوطنية وصون التراث الإمارتي، وتعريف العالم بحضارتنا وثقافتنا. واستعرضت الروائية الأميركية ديانا أبوجابر تجربتها الإبداعية، والتي اشتهرت من خلال روايتين هما «الجاز العربي» و«هلال»، والتي نالت جائزة بن سينتر للقصة الأدبية لعام 2004، وجائزة مؤسسة بيفور كولمبس، كما صنفت الرواية بين أفضل 20 رواية لعام 2003 مِن قبل صحيفة «كريستيان ساينس مونيتور»، كما نالت رواية «الجاز العربي» جائزة كتاب أوريغون. وأكدت أنها ترعرعت على حكايات وقصص والدها التي حملت الكثير من الحنين والشجن حول بلاده الأردن والماضي الجميل، وقالت إن «هذه القصص التي تتناول المكان والعادات والتقاليد العربية، أثرت في موضوعاتي، وفي أسلوب لغتِي، وقد تطرقت إلى قضايا الهوية والانتماء في رواياتي، إذ أكتب باللغة الإنجليزية عن الثقافة العربية».