الجريمة المركبة.. الإنجاز الوطني في لحظة فارقة    أول ظهور للبرلماني ''أحمد سيف حاشد'' عقب نجاته من جلطة قاتلة    فرع العاب يجتمع برئاسة الاهدل    صحيفة تكشف حقيقة التغييرات في خارطة الطريق اليمنية.. وتتحدث عن صفقة مباشرة مع ''إسرائيل''    الإطاحة بشاب وفتاة يمارسان النصب والاحتيال بعملات مزيفة من فئة ''الدولار'' في عدن    أكاديمي سعودي يتذمّر من هيمنة الاخوان المسلمين على التعليم والجامعات في بلاده    البحسني يكشف لأول مرة عن قائد عملية تحرير ساحل حضرموت من الإرهاب    العميد باعوم: قوات دفاع شبوة تواصل مهامها العسكرية في الجبهات حماية للمحافظة    وكالة دولية: الزنداني رفض إدانة كل عمل إجرامي قام به تنظيم القاعدة    حزب الإصلاح يسدد قيمة أسهم المواطنين المنكوبين في شركة الزنداني للأسماك    مأرب: تتويج ورشة عمل اساسيات التخطيط الاستراتيجي بتشكيل "لجنة السلم المجتمعي"    من كتب يلُبج.. قاعدة تعامل حكام صنعاء مع قادة الفكر الجنوبي ومثقفيه    لا يوجد علم اسمه الإعجاز العلمي في القرآن    - عاجل شركة عجلان تنفي مايشاع حولها حول جرائم تهريب وبيع المبيدات الخطرة وتكشف انه تم ايقاف عملها منذ6 سنوات وتعاني من جور وظلم لصالح تجار جدد من العيار الثقيل وتسعد لرفع قضايا نشر    ناشط يفجّر فضيحة فساد في ضرائب القات للحوثيين!    المليشيات الحوثية تختطف قيادات نقابية بمحافظة الحديدة غربي اليمن (الأسماء)    خال يطعن ابنة أخته في جريمة مروعة تهزّ اليمن!    في اليوم 202 لحرب الإبادة على غزة.. 34305 شهيدا 77293 جريحا واستشهاد 141 صحفيا    "قديس شبح" يهدد سلام اليمن: الحوثيون يرفضون الحوار ويسعون للسيطرة    الدوري الانجليزي ... السيتي يكتسح برايتون برباعية    فشل عملية تحرير رجل أعمال في شبوة    إلا الزنداني!!    مأرب.. تتويج ورشة عمل اساسيات التخطيط الاستراتيجي بتشكيل "لجنة السلم المجتمعي"    الزنداني.. مسيرة عطاء عاطرة    انخفاض الذهب إلى 2313.44 دولار للأوقية    المكلا.. قيادة الإصلاح تستقبل جموع المعزين في رحيل الشيخ الزنداني    ارتفاع عدد الشهداء الفلسطينيين جراء العدوان الإسرائيلي على غزة إلى 34305    إيفرتون يصعق ليفربول ويعيق فرص وصوله للقب    الشيخ الزنداني رفيق الثوار وإمام الدعاة (بورتريه)    ذهبوا لتجهيز قاعة أعراس فعادوا بأكفان بيضاء.. وما كتبه أحدهم قبل وفاته يُدمي القلب.. حادثة مؤلمة تهز دولة عربية    مفاوضات في مسقط لحصول الحوثي على الخمس تطبيقا لفتوى الزنداني    تحذير أممي من تأثيرات قاسية للمناخ على أطفال اليمن    لابورتا يعلن رسميا بقاء تشافي حتى نهاية عقده    مقدمة لفهم القبيلة في شبوة (1)    الجهاز المركزي للإحصاء يختتم الدورة التدريبية "طرق قياس المؤشرات الاجتماعي والسكانية والحماية الاجتماعية لاهداف التنمية المستدامة"    نقابة مستوردي وتجار الأدوية تحذر من نفاذ الأدوية من السوق الدوائي مع عودة وباء كوليرا    نبذه عن شركة الزنداني للأسماك وكبار أعضائها (أسماء)    الإصلاحيين يسرقون جنازة الشيخ "حسن كيليش" التي حضرها أردوغان وينسبوها للزنداني    طلاق فنان شهير من زوجته بعد 12 عامًا على الزواج    رئيس الاتحاد الدولي للسباحة يهنئ الخليفي بمناسبه انتخابه رئيسًا للاتحاد العربي    تضامن حضرموت يظفر بنقاط مباراته أمام النخبة ويترقب مواجهة منافسه أهلي الغيل على صراع البطاقة الثانية    الشاعر باحارثة يشارك في مهرجان الوطن العربي للإبداع الثقافي الدولي بسلطنة عمان    سيئون تشهد تأبين فقيد العمل الانساني والاجتماعي والخيري / محمد سالم باسعيدة    اليونايتد يتخطى شيفيلد برباعية وليفربول يسقط امام ايفرتون في ديربي المدينة    دعاء الحر الشديد .. ردد 5 كلمات للوقاية من جهنم وتفتح أبواب الفرج    لغزٌ يُحير الجميع: جثة مشنوقة في شبكة باص بحضرموت!(صورة)    الخطوط الجوية اليمنية تصدر توضيحا هاما    - أقرأ كيف يقارع حسين العماد بشعره الظلم والفساد ويحوله لوقود من الجمر والدموع،فاق العشرات من التقارير والتحقيقات الصحفية في كشفها    الديوان الملكي السعودي: دخول خادم الحرمين الشريفين مستشفى الملك فيصل لإجراء فحوصات روتينية    برشلونة يلجأ للقضاء بسبب "الهدف الشبح" في مرمى ريال مدريد    دعاء قضاء الحاجة في نفس اليوم.. ردده بيقين يقضي حوائجك ويفتح الأبواب المغلقة    أعلامي سعودي شهير: رحل الزنداني وترك لنا فتاوى جاهلة واكتشافات علمية ساذجة    كان يدرسهم قبل 40 سنة.. وفاء نادر من معلم مصري لطلابه اليمنيين حينما عرف أنهم يتواجدون في مصر (صور)    السعودية تضع اشتراطات صارمة للسماح بدخول الحجاج إلى أراضيها هذا العام    مؤسسة دغسان تحمل أربع جهات حكومية بينها الأمن والمخابرات مسؤلية إدخال المبيدات السامة (وثائق)    مع الوثائق عملا بحق الرد    لحظة يازمن    وفاة الاديب والكاتب الصحفي محمد المساح    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



قراءات المثقفين لكلمة سلطان في مؤتمر اتحاد كتّاب وأدباء الإمارات
نشر في الجنوب ميديا يوم 24 - 02 - 2012

قدم عدد من المثقفين قراءة متعمقة لكلمة صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة في افتتاح مؤتمر اتحاد كتّاب وأدباء الإمارات، وفي ما يلي نص الكلمة:
"أيها الأخوة والأخوات . . كتّاب وأدباء الإمارات
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
سيتساءل بعض الناس بعد مؤتمركم هذا . . من هو الكاتب الذي يتحدثون عنه؟ هل هو ذاك الإنسان الذي يحاول دخول ميدان الآداب حيث يدور الحديث حول مواضيع أكثر خطورة: الدين والعادات والتقاليد والسياسة والعلم والتاريخ؟ . . وليس لدى ذلك الكاتب الإمكانيات العلمية التي تؤهله الولوج في ذلك الميدان .
وهنا نترك مع ذلك الكاتب وصية الإمام علي بن أبي طالب كرم الله وجهه، حيث يقول:
وكن للعلم ذا طلب وبحث
وناقش في الحلال وفي الحرامِ
وبالعوراء لا تنطق ولكن
بما يرضي الإله من الكلامِ
أم أن كاتبنا هو ذاك الإنسان الذي تزود بالعلم والمعرفة، لكن له ناصية كاذبة خاطئة، ويحاول الدخول إلى ذلك الميدان الخطير؟ وهنا يتدخل المشرع لصون الآداب العامة من معتقدات وتقاليد .
فالمادة الثلاثون من الدستور تقول: "حرية الرأي والتعبير عنه بالقول والكتابة، وسائر التعبير مكفولة في حدود القانون"، وعبارة حدود القانون والتي يفسرها المشرع يجب أن لا تكون سيفاً مسلطاً لتقييد الرأي وحجبه، وإنما ينبغي على المشرع أن يضع القوانين التي تستهدف صون الآداب العامة من شرائع وعادات وتقاليد .
أم أن كاتبنا مثقف؟!
وقد سئلت يوماً من هو الكاتب المثقف؟ هل هو الإنسان الذي كان مكباً على دراسة الماضي القديم، وعلى الآداب القديمة باحثاً عن درس من الحكمة لتطبيقه على زمنه؟ أم أنه إنسان مستقيم لا يبحث في الكتب عن الحكمة وإنما عن المتعة الذهنية، ويبحث في الآداب من وراء عوارض التاريخ عن صورة خالدة وأبدية للإنسان؟
كان جوابي: الكاتب المثقف هو إنسان له جذور في المجتمع يعلم أنه لا توجد حقيقة نهائية ولكنها تتشكل بالاحتكاك بالرجال وبالأشياء فهو في نفس الوقت شاهد على عصره ومرشد له:
القاضي يحكم بين الناس بالعدل، والكاتب المثقف يبين للقاضي ما هو عدل وما هو ظلم . . الجندي يدافع عن الوطن، والكاتب المثقف يعلمه ما هو الوطن . . المسؤول يحكم الجميع، والكاتب المثقف يعلم المسؤول منبع سلطته وحدودها . .
كل إنسان عليه واجبات ينبغي أن يقوم بها في أسرته وفي المجتمع والكاتب المثقف يعلم كل فرد ما هي واجباته وعليه كذلك أن ينشر فكره وأن يتخذ موقفاً في كل ما من شأنه أن يمس مصير الإنسان . . فهو كاتب ملتزم قبل أن يوجد هذا التعبير .
ويتساءل البعض: من هو الكاتب الملتزم؟
فأقول: هو ذلك الكاتب الذي:
يجسد حرية أبدية هي حرية الحكم على الأشياء .
ويملك العقل الذي يكشف أكثر الأكاذيب خداعاً .
وهو الذي يخفف من الآمال قبل أوانها .
ويدعم اليقينيات المستندة إلى العقل . .
وفي مجتمع خاضع لصدمات مختلفة مثل مجتمعنا اقتصادية وأيديولوجية وخاصة تطورات اجتماعية وثقافية، يبدو الكاتب الملتزم وكأنه دخل في أزمة هوية وأزمة مشروعية .
يضاف على هذه العوامل معطى جديد حاسم هو طغيان وسائل الإعلام الحديثة وظهور ما سمي "بالمجتمع ذي الوسائط الإعلامية" والمعربة بالميديا وبروز الصحفيين والخبراء كشخصيات منافسة للفكر . . إن طغيان وسائل الإعلام الحديثة في نشر الحياة الكريمة والثقافية عامل قوي في حذف شخص المثقف التقليدي . . وخضوع الإنتاج الفكري لوسائل النشر المذكورة بعبارة أخرى خضوع الكاتب للصحفي يجر قطعاً فقدان الوسط الثقافي لاستقلاله فعندما يسيطر نجاح الميديا ورقم المبيعات يفقد الوسط الثقافي السيطرة على العمل الثقافي والحكم عليه وعلى مشروعيته .
إن فقدان مركز المثقف نتيجة حضور وسائل الاتصال المكثف في الحياة الاجتماعية هو بتعبير آخر نهاية سيادة المكتوب وانتصار الثقافة السمع بصرية . . لا جدال أن وسائل الاتصال وسيادة الشاشة وثقافة الصورة قد نالت من المشروعية الثقافية للمفكر التي زعزعتها من ناحية أخرى سلطة "الخبير" الذي يمكن أن نعتبره "المضاد للمثقف" . . يقيم الخبير سلطته على كفاءته في تخصص معين لا تتجاوز تطبيقاتها حدود ذلك التخصص . . أما المثقف فبالعكس يعرف نفسه بتعدد فروع المعرفة يخرج من حقل مادته ليبدي رأيه في الحياة العامة . .
أصبحت الأمور السياسية نفسها موضوع تقييم واختبار من طرف "الخبير" أي نقلت المشروعية من المثقف إلى الخبير . . هكذا تنمحي المقاييس التي كانت تطبع الحياة الثقافية وظهرت بإلحاح من ناحية أخرى أزمة هوية المثقف .
إنني أدعوكم لجعل مؤتمركم الأول نقطة انطلاق لظاهرة الكاتب الملتزم والالتزام بخاصياته وهي: الالتزام الجماعي ليصبح قوة جماعية ومراجعة الأحكام لقضايا كبرى مثل العدالة والحقيقة . . والتدخل لحسم كل القضايا التي تفرق بين المواطنين .
وفقني الله وإياكم للعمل معاً لتحقيق الأهداف النبيلة لاتحاد كتاب وأدباء الإمارات
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته"
.. حبيب الصايغ:
باسم اتحاد كتّاب وأدباء الإمارات، ومركز الخليج للدراسات أرحب بالجميع في هذه الحلقة النقاشية التي تتناول كلمة الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، الرئيس الفخري لاتحاد كتّاب وأدباء الإمارات في المؤتمر الأول لكتّاب وأدباء الإمارات، كانت كلمة سمو الشيخ شاملة جامعة ركزت على الكاتب والمثقف والمؤلف، ورأينا في اتحاد الكتاب ألا تمر هذه الكلمة مروراً عابراً، كلمة قيمة بعيدة عن الوعظ والإرشاد وقريبة من النصح الأليف والجميل، فالرجل واحد من أسرة الإبداع في الإمارات ولا يخاطب الأدباء إلا مخاطبة الند للند والصديق للصديق .
. بلال البدور:
ركزت كلمة صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي على قضية الالتزام، فالثقافة هي مجمل المعارف والمدارك وأنماط السلوك التي يتمتع بها الإنسان بغض النظر عن تحصيله العلمي، وما يختزنه من معارف وكيفيه تعامله معها ومع المجتمع، لأنه من الظلم القول إن من لا يجيد التعامل مع الكمبيوتر ليس بمثقف .
لذا يجب أن تكون هذه الثقافة موجهة لخدمة المجتمع والبيئة التي ينتمي إليها المثقف، ولا يجب أن تكون بعيدة عن هموم وطنه واحتياجات مجتمعه، يجب أن يكون لديه رؤية مبنية على احتياجات المجتمع وعلاقة الفرد مع نفسه ومع الآخرين .
. ماجد بوشليبي:
قرأت الكلمة في اتجاهين: الاتجاه الأول كونها معنية بالكاتب . والاتجاه الثاني متعلق بالعمل الثقافي . وأود أن أشير إلى أن مشروع الشيخ سلطان ينصب في اتجاه ثقافي حتى لو كان المشروع التنموي يصب في اتجاهات أخرى . وقد قرأنا منذ فترة بسيطة أن "جاك لانغ" الوزير الفرنسي الذي كان في عهد حكومة ميتران وزيراً للثقافة اختير رئيساً لمعهد العالم العربي في باريس، والمعهد له علاقة وثيقة بالعمل الثقافي المشترك بين فرنسا والعالم الإسلامي أو العالم العربي بشكل أساسي . ما شدني في هذا الموضوع أن فرنسا من أكثر الدول التي تمتلك سياسات ثقافية معنية بالعمل الثقافي التنموي .
مفهوم الثقافة ينقسم إلى مفهوم تاريخي تنصب فيه كل التعاريف التي تعنى بالثقافة، ومفهوم تنموي يأتي دوره لتحريك عجلة التنمية في الاتجاه الصحيح وهذا ما نحن معنيون به وما تبناه النموذج الفرنسي ووجدته في تجربة الشارقة الثقافية .
وللثقافة أبعاد أربعة: بعد جمالي يتعلق بالفنون وارتفاع الذائقة فيما يتعلق بالحياة الاجتماعية والاقتصادية وصناعة رفاه المجتمع، والبعد التجاري المعني بتحويل هذه التجارة إلى معطى من معطيات الاقتصاد كمعرض الكتاب والمعارض الفنية وصناعة المطابع، وبعد إعلامي، وبعد ترفيهي ليس على الإطلاق ولكنه تربوي وتعليمي واجتماعي .
كلمة سمو الشيخ سلطان جزء من سياسة الشارقة لإرساء عناصر وسمة للثقافة، وأشار سموه إلى نوعية الكاتب والبعد القانوني المتعلق بسقف الكتابة والملكية الفكرية وحدود التزام الكاتب تجاه مجتمعه وقوانين النشر والمطبوعات .
. مريم جمعة فرج:
أثمن كلمة الشيخ الدكتور سلطان القاسمي لما قدمه من خطة استراتيجية للثقافة في الوقت الذي نحن فيه بحاجة إلى إعادة الاعتبار إلى استراتيجيتنا الثقافية .
بالنسبة إلى مفهوم الثقافة لا أعتقد أن هناك تعريفاً محدداً للثقافة، فالتعريف بها نسبي لأن هناك تفاصيل وخصوصيات، وأستشرف رؤية الكاتب الألماني توماس مان الذي يجد أن تعريف الثقافة غير مطلق ونسبي وأختصره في أن الثقافة هي روح الحضارة التي تعمل كآلية لتفعيل الثقافة، لذلك على كل مجتمع أن يخترع آليته وخصوصيته وثقافته .
. نجيب الشامسي:
تؤكد رعاية الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي للمؤتمر الأول لكتّاب وأدباء الإمارات وحرصه على الحضور وتقديم الدعم المادي والمعنوي، ثم إلقاؤه كلمته التي تعد رسالة موجهة إلى شريحة المثقفين المنوط بهم وضع استراتيجية ورؤية ثقافية للمجتمع وإحداث التنمية الثقافية المنشودة، على أهمية الالتزام الجماعي من قبل الكتّاب والأدباء والمثقفين، ليصبحوا قوة جماعية تمكنهم من تحديد مسار الوعي وتبني الرؤى والمشاركة الفاعلة في تحمل المسؤولية التاريخية تجاه وطنهم، وتمثل الكلمة إضافة ومراجعة لأحكام العدالة والحرية والحقيقة والتدخل لحسم القضايا التي تفرق بين المواطنين .
أشار سموه إلى أن المثقف الملتزم هو الذي ينتمي إلى القيادات التنويرية في المجتمع، ودوره مهم في تحصين المجتمع من أية أزمات، ومجتمع الإمارات يعاني صدمات اجتماعية واقتصادية وأيديولوجية، وقد عرف صاحب السمو ماهية المثقف الملتزم المنكب على دراسة الماضي والعادات والتقاليد والأخلاقيات التي يفترض أن يلتزم بها المجتمع الذي ينشد التطور . فالكاتب الملتزم يستمد الحكمة والتجربة لتطبيقها على مجتمعه، وهو الذي يعرف القاضي بماهية العدل والظلم، وهو من يعرف الجندي بماهية الوطن وحدوده، ويعرف المسؤول بماهية مسؤوليته وحدود سلطته، ولا يتم ذلك إلا من خلال نشر فكره وثقافته بشكل ملتزم ودون التفريط في موقفه، وأن يكون دستور الدولة كافلاً لحرية رأيه وآليات التعبير عنه بالقول والكتابة .
. د . صالح هويدي:
ما يميز خطاب سموه أنه ليس خطاباً موجهاً من حاكم وإنما خطاب إنسان منخرط في الإبداع ويعيشه، وبالتالي هذا الخطاب جزء من الخطاب الشعبي الجماهيري الثقافي، فيه صدق فقد كتب صاحب السمو كلمته وقدمها للمثقفين والكتاب، كلمة عارية واضحة دون رتوش ومن دون المرور عبر قنوات، وبذلك قدم لنا المثل في ذلك الرجل الحاكم المثقف الذي يمتلك هذه الدلالة ويتعكز عليها ولا يتسولها من الآخرين في ادعاء فيمن يمتلكون إبداعاً من الحكام الذين مروا علينا .
بعض دلالات هذا الخطاب، خروج على الرؤية النمطية التي يفرض فيها الحاكم خطابه على سائر الخطابات السياسية والاجتماعية والثقافية إلى مفهوم إكساب المثقف سلطة الخطاب، فالمثقف هو المهيمن على رب الأسرة والمهيمن على القاضي الذي يحكم بالعدل لأنه هو العقل الذي يمكن أن يهدي الحاكم إلى مفهوم العدل كقيمة فلسفية ليجنبه الخطأ .
وجعل من خطاب المثقف مرشداً للحاكم في تحديد مفهوم السلطة وحدودها . نحن أمام سلطة عليا معرفية، وهو انتقال بالمثقف من المفهوم التقليدي الذي يضيق ويقتصر على الكتابة المسرحية أو الشعرية أو الروائية إلى مفهوم معرفي يمتلك فيه المثقف رؤية فلسفية موجهة وعقلية مهيمنة .
. عبدالفتاح صبري:
جاءت كلمة سموه في وقتها، فنحن في عالم رجراج متخم بالتغييرات تقف الثقافة عند مفصل تاريخي ما بين انهمار وتدفق نتاجات العولمة ومحاولة التمسك بالهوية القومية والعقدية، ويضاف إلى ذلك وقوفنا على باب ما يحدث من تغيرات في الطوق المحيط "بلدان الربيع العربي"، إذ لابد من إعادة التأمل لاستخلاص الأبعاد المرتبطة بوضعية راهن الثقافة الوطنية اليوم، وما هي طموحات الآتي أو المستقبل .
وبالتالي لابد أن تطرح أسئلة مهمة في السياق عن المثقف ودوره في المجتمع، وعلاقته المتشابكة مع محيطه، ومع المؤسسات الثقافية والرسمية، باختصار ما هي العلاقة الحاكمة بين المثقفين والآخرين سواء سلطة المجتمع (القيم الحاكمة)، أو سلطة المؤسسات (القوانين الحاكمة)، وبالتالي ستتأكد الرؤية المستقبلية للوطن، والرؤية المستقبلية لوضعية الثقافة بوصفها مؤسسة مهمة في النهوض والتنوير وتماسك المجتمع .
. خالد الضنحاني:
كلمة صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي دليل عمل للمثقف أو الكاتب، عرّف سموه من هو الكاتب سواء المثقف أو الملتزم، وإذا أردنا الخوض في مفهوم الثقافة من الصعوبة أن نختصر أو نجد له مصطلحاً محدداً . والسؤال المهم: هل يؤمن المثقف بالعمل أو الفعل الثقافي الذي يقوم به؟ أو هل يعلم أن العمل الثقافي رسالة؟ أرى أن المثقفين كالأنبياء لديهم رسالة إن عملوا بها نجحوا وإن لم يعملوا بها فشلوا، وهو ما حدث في الوقت الحالي أن المثقف فقد مركزه .
. زكريا أحمد:
سألت نفسي: هل يتحدث سموه عن مثقف مثالي ومفهوم للثقافة لا يوجد ولكن يجب أن نصل إليه؟ إلا أنني وجدت أن سموه كان يتحدث عن نفسه وكأنه يرسم صورة له ولمشروعه الثقافي . ففي عام 1979 بدأ في قاعة إفريقيا يتحدث عن ثورة الثقافة، وقال سأفاجئ الجميع بما أخططه، وفي عام 2011 صدر كتاب حصاد السنين وذكر في نهاية الكتاب الآن أنجزت ما كنت أود أن أصل إليه، ونعيش الآن في جو مشروع الشارقة الثقافي .
إذاً، هناك مثقف مثال ومشروع ثقافي منجز، ما هي سمات هذا المثقف؟
هي السمات الذي تناولها سموه في تعريفه للمثقف وتعريفه للثقافة، وهو متمثل في مشروع الشارقة الثقافي، إذا نظرنا إلى مؤلفات سمو الشيخ سلطان نجد أنها تؤكد أن الثقافة منظومة شاملة تحتضن كل مفردات النشاط الإنساني المادي وغير المادي، إذا طبقنا هذا المفهوم على سمو الشيخ سلطان سنجد أن دائرة إبداعاته ليست فقط أدبية ولكنها ثقافية من الرواية إلى التاريخ والجغرافيا وتحقيق المخطوطات والمسرح وتحقيق دواوين الشعر .
والثقافة هنا منظومة شاملة وداخل كل منظومة دائرة ومنظومة ثقافية أخرى .
. باسمة يونس:
الكاتب المثقف والتزامه هو التزام نحو ما يُعطى من حرية، فالكاتب مبدع ويحق له ما يحق للآخرين، ولكنّ عليه التزاماً كبيراً تجاه تلك الحرية، وعليه التزام تجاه مصداقيته في الكتابة والتعبير عن الرأي وعن قضاياه المجتمعية، وهناك من يحاول إلزام الكاتب بالتدخل في كل ما يحيط بالمجتمع وهذا يشتت فكر الكاتب وإبداعه .
والتحول بالنسبة إلى الكاتب لابد أن يكون قادراً على التعايش مع المتغيرات الحديثة والجديدة، وقابلاً لاستخدام قدراته الفكرية والإبداعية من خلال التحولات الجديدة، ولا يكون منغلقاً على نفسه بحيث يرفض تلك المتغيرات لالتزامه في بعض الأحيان بقضية وهمية لا يكون قادراً على التعبير فيها عن شيء .
. د . ساجدة الموسوي:
هناك حقيقة لا نختلف عليها، أن الشيخ زايد، رحمه الله، لم يدرس في جامعة، ولكنه أسس لبلد متحضر وبناء متصاعد وحياة قائمة على أسس من العدل والتقدم والحضارة .
والشيخ سلطان اختصاصه زراعة ونال الدكتوراه في التاريخ ولكني اكتشفت أن سموه اختصر في هذه الكلمة الفعل الذي يسبق الكلام، فهو عمل قبل أن يتكلم فأعطى الكلمة الكثير من المعاني والدلالات . وقد اختصرت هذه الكلمة الكثير من نظريات الأدب العالمي، نجد فيها المثقف العضوي لأنطونيو غرامشي، والمثقف المثالي لأورليان، وفيها نظرية السمو لعصر زنوبيا التي كان أحد قادة تدمر معها وعندما أسرت في روما أحدث هذا القائد مع أرسطو نظرية السمو .
اختزل سمو الشيخ العديد من النظريات التي تعطي دوراً للمثقف لأن يكون عاملاً محركاً وبانياً ومؤسساً لبناء اجتماعي متطور لفهم حياة متقدمة ذات أبعاد عربية وعالمية .
. أمان السيد:
إذا كان محور كلمة سمو الشيخ سلطان موجهاً إلى المثقف، إلا أنها في الأساس موجهة إلى الإنسان، وهناك جرأة في الطرح فنحن في عصر متسلق، والفوز بلقب مثقف أو شاعر أو أديب يلامس النجومية . الشيخ سلطان جعل كل مثقف يتساءل هل هو مثقف حقيقي أم مدعٍ، الشيخ سلطان ابن المجتمع والبيئة ويعلم أنه لا توجد حقيقة أبدية، وهو متأثر بما حوله ويعلم أن القلق هو كينونة المبدع .
الشيخ سلطان شاهد على عصره ومرشد له، يتسم بالحكمة ويستقي منها .
. د . أمينة ذيبان:
سأخرج من الخطاب إلى ما وراء الخطاب، فالخطاب أحالني إلى قراءة جديدة للثقافة، المفهوم الجديد للثقافة هو الثقافة المتعددة في المجتمع الواحد، ومثال على ذلك: في بريطانيا نجد أن هناك المثقف الإنجليزي والمثقف العربي والمثقف الباكستاني والمثقف الهندي والمثقف الإفريقي، أي يجب التعامل مع كل هذه الثقافات في خط واحد فيما يعرف بالثقافة البريطانية، والإمارات ودول الخليج بشكل عام مثال حي للتعددية الثقافية، فنجد هناك ثقافة الإماراتي وثقافة العراقي والمصري والثقافة الروحية وغيرها من الثقافات .
التعامل مع الثقافة باعتبارها ثقافة حدثية أي فعل يومي نهاري مثل كتابة بحث أو إنتاج فكرة نهارية، فلسفة أو صياغة قصيدة مدركة يجب أن نعتبره كإنتاج بئر من النفط فهي جهد يومي يجب التعامل معه وفق هذا المنظور، لا أدين أن المدارس والجامعات - وهي جهات تدعم الثقافة ولكنها ثقافة رسمية - تؤطر للموجود، وعلى سبيل المثال لا توجد في مناهجنا قصيدة لبعض شعراء الإمارات .
. فتحية النمر:
من خلال كلمة سموه عرفت أن هناك كاتباً، وهناك مثقفاً، الكاتب سواء كان قاصاً أو روائياً أو شاعراً بإمكانه أن يكتب أي شيء أو يكون مجرد ناقل، لكن الأهم حاجتنا إلى المثقف الفيلسوف ذي البصمة الخاصة، وكلمته الخاصة، وليس معنى ذلك أن يكون في برج عاجي، إنما عليه أن يحتك بالناس وينشر فكره ويدافع عن كلمته بصلابة .
على المثقف من خلال كتاباته أن يثير الأسئلة ويحرك المياه الراكدة، فالكاتب ليس مدعواً إلى الاعتزال عن التابوهات، بل يستطيع تناولها من دون إحداث بلبلة .
. الهنوف محمد:
كلمة الشيخ أبوية وحكيمة فيها تذكير للمثقف بأدواره الحقيقية، وهناك تخوف من قبل سمو الحاكم من تقليص حجم ودور المثقف، فهو يحاول أخذ آياديهم ليذكرهم بأدوارهم الحقيقية، وتخوفه من المتغيرات العصرية وتأثيرها بهم .
. فاطمة عبدالله:
يطالب سمو الشيخ في كلمته الكاتب ألا يكون مجرد كاتباً، وإنما مثقف ملتزم في الأساس، ويؤدي هذه المهمة بشكل أفضل الأكاديميون وواضعو المناهج، وطالب بمزيد من الوعي ليتمكن الكاتب من أدواته .
. شيخة الجابري:
خطاب الشيخ سلطان يتكئ على روحانية في الكتابة، فالكلمة مكتوبة، وصاحب السمو بروح الكاتب المسؤول والمثقف والملتزم يحاول أن يبث في داخلنا روحاً جديدة، ويستشعر قيمة الكاتب المثقف ومسؤولياته، ويضع منهاجاً للكيفية التي على المثقفين اتباعها في خطابهم الثقافي . . تراكمات معرفية تسهم وبشكل مباشر في صنع مستقبل أفضل للأجيال، فالمثقف شخص مُعين على النزوع للأفضل، وليس محرضاً للذهاب إلى الأسوأ .
صفة الالتزام يجب أن لا تؤخذ بأي منحى آخر سوى الالتزام القيمي والسلوكي الذي على الكاتب أن يتحلى به كقدوة .
لفت نظري هذا الربط بين القاضي والجندي والمسؤول، وقدم القاضي والجندي على المسؤول، ذلك أن العدالة أساس الحكم والحياة وهذا ما على المثقف أن يذهب إليه .
هناك الكثير من الأدعياء الذين قذف بهم إلينا العالم الافتراضي الذي يسمى قرية إلكترونية واحدة، أعتقد أن خطاب صاحب السمو يجب أن يعلق على محرك "غوغل" كنص افتراضي وبكل لغات العالم كي ينتبه المشتغلون بالثقافة إلى أهمية ما يصدّرون للآخر، نذهب خلف كتّاب وروائيين أجانب بما يحملون من قيم هي قيمنا وننسى أن بيننا من يحمل الفكر السامي ولكننا نغفله .
. أسماء الزرعوني:
وضعنا صاحب السمو أمام سؤال كبير، هذا الإنسان القلق الذي وضعه لنا سمو الشيخ سلطان، هذا الكاتب يلعب كل أدوار المجتمع بقلمه . وهو ضمير مجتمعه .
نحن أمام خطاب حاكم رغم مسؤولياته ومشاغله يقف أمام تفاصيل صغيرة، وأمام أجوبته يضعنا في سؤال آخر، نتساءل كيف نكون كتّاباً ملتزمين وكيف ننقل ثقافة وطننا إلى الآخرين .
. إسلام أبو شكير:
هناك زوايا كثيرة يمكن قراءة الكلمة من خلالها، لكنني هنا اختار زاوية محددة، جزء من أهمية الكلمة ينبع من صدورها عن شخص يطرح نفسه على أنه كاتب مثقف وملتزم، قبل أن يكون مسؤولاً وصاحب سلطة .
هذا الخيار الذي التزمه صاحب السمو الشيخ سلطان قاده إلى تحديد العلاقة بين السلطة والثقافة على نحو أكثر حرية ومرونة وعمقاً وانفتاحاً، بل إنه أتاح له أن ينحاز إلى المثقف، ويتبنى قضاياه، وذلك على حساب المسؤول الذي يمثله هو أيضاً .
وتلفت الانتباه هنا عبارة لا تصدر عادة عن مسؤول أو صاحب سلطة يقول صاحب السمو: (الكاتب المثقف يعلم المسؤول منبع سلطته وحدودها)، وهو هنا يسبق المثقف نفسه في مطالبة المسؤول بمزيد من الحقوق، وفي تأطير العلاقة بين الطرفين، وهنا لابد من الإشادة بقرار اتحاد الكتّاب باختيار الشيخ سلطان رئيساً فخرياً له، لأنه بعد هذه الكلمة قد لا يجد مدافعاً صلباً وجريئاً وواضحاً عن الكاتب المثقف وحقوقه كما رأيناه في شخص الشيخ سلطان ممثلاً بمقولته تلك .
إن الشيخ سلطان وهو يتكلم من موقعه ككاتب مثقف - لا يطرح حقائق مطلقة، هو شأن كل المثقفين يطرح الأسئلة وبهذا المعنى يجب أن نتعامل مع كل ما ذكره بخصوص (الكاتب - الكاتب الملتزم - الكاتب المثقف) (كذلك ما قيل عن سلطة الميديا وسلطة المكتوب) هذه كلها قضايا تحتاج إلى الكثير من النقاش .
. بلال البدور:
نهاية المكتوب وانتصار الثقافة السمع بصرية سؤال جدلي، ولكني أرى أنه لن ينتهي المكتوب لأن الثقافة السمع بصرية جزء من التركيبة المجتمعية، وقد كانت العلاقات الاجتماعية تتم عن طريق التواصل العضوي وعندما اتسعت الدائرة كانت هناك المراسلة ثم تطورت الأمور، إلى الرسائل التي تتم عبر الشريط ثم عبر الهاتف والآن عبر "التويتر" .
مر الكتاب بمراحل من العظام إلى الجلود والورق بمختلف أشكاله وكلها وسائط للمعرفة ستبقى والكتاب لن ينمحي . فعندما تقرأ الكتاب من شاشة الكمبيوتر فأنت تقرأ من مادة مكتوبة أيضاً . الكتاب الورقي سيبقى .
. حبيب الصايغ:
في عالمنا العربي نطبع ألفاً أو ثلاثة آلاف نسخة ونطرح سؤالاً هل ينتهي عصر الكتاب؟ وفي الغرب تطبع ملايين النسخ من الكتاب الواحد ولا يطرح هذا السؤال؟
. شبر الوداعي:
ما الالتزام المقصود في كلمة سمو الشيخ سلطان؟
هو التزام المثقف بمحاذير وثوابت القيم الرشيدة لمنظومتنا القيمية في صناعة الفكرة الموجهة والعاقلة للتغيير، وقول الرؤية السديدة التي تضيف الجديد والمفيد لإحداث التحول النوعي للمشروع الوطني في الارتقاء بمسارات العمل الموجه لبناء ركائز القيم الثقافية للمجتمع والتقدم الحضاري .
إذاً، المثقف ينبغي أن يكون فاعلاً ومتفاعلاً مع الكلمة المسؤولة في بناء أسس التغيير وتعضيد مقومات المنظومة القيمية للمجتمع، المشهد الحديث في واقعنا يشير إلى خروج فئة غير مسؤولة وغير ملتزمة فيما تكتب وتقول وذلك مخرج كارثي تسبب في تشويه المفاهيم المجتمعية للثقافة وتفتت البنى القيمية للثقافة المجتمعية .
هنا يكمن السؤال: ما مسؤوليات المثقف في مواجهة هذا الواقع وبناء استراتيجية مؤسسة لتغيير هذا الواقع وترميم ما جرى هدمه وتحريك سواكن ومنهجيات الرؤى الملتزمة في بناء مشروع ثقافي واعٍ .
. ماجد بوشليبي:
صاحب السمو أراد كاتباً مفكراً، يطور قيماً مجتمعية وينميها، وفي ما يتعلق بنهاية المكتوب، وانتصار الثقافة السمع بصرية هناك إيجابيات وسلبيات، من الإيجابيات وجود نشر وشكل جديد، وأقلام جديدة خرجت وخاصة في ما يتعلق بما يسمى بالمدونات، ولدينا عدد كبير منها إذا حاولنا تصنيفها سنجد مدونات إبداعية كثيرة ساهمت في إبراز منحى جديد .
في عصر من عصورنا السابقة كان هناك أدب يسمى أدب التوقيعات، أدى إلى بروز منحى فكري ومدارس جديدة وخرجت في ما بعض المقامات ونتاجات فكرية أخرى وحوار جديد . الوعاء الورقي لم يكن يتيح مساحة للرأي والرأي الآخر الذي أتاحته لنا الثقافة السمع بصرية، وهذا يحسب لها، كما أدى لاكتشاف تنوع فكري جديد . وهذا يتماشى مع تعريف اليونيسكو للثقافة (الثقافة المادية، الثقافة اللامادية، التنوع) .
من السلبيات في الوسائل السمع بصرية أنها لا توجد فرصة للقراءة المتأنية، ما أثر في النشر الاقتصادي للكتاب، هناك بعض التخبط الفكري والخديعة الفكرية أنتجتها هذه الثقافة . كما أدى إلى انتشار الثقافة الاستهلاكية غير المنتجة .
. مريم جمعة فرج:
أعتقد أن المكتوب شيء والثقافة السمع بصرية شيء آخر، الثقافة السمع بصرية ستجتاح المكتوب، وهي ثقافة غربية اجتاحتنا بامتياز .
وهناك مبالغة في الخوف على المكتوب بدليل حجم ما ينتج من الكتب الورقية في الغرب يعادل ما يسوق للكتاب الإلكتروني وبنسب كبيرة، مشكلتنا في عدم امتلاك القدرة على التعامل مع مثل هذه التقنية . الغرب لديه تخوفات على الثقافة المكتوبة أيضاً ولكنه اخترع التقنية لتسويق هذه الثقافة .
. نجيب الشامسي:
شخّص صاحب السمو الشيخ سلطان حالة مجتمع الإمارات بأنه أصبح يتسم بطغيان وسائل الإعلام الحديثة أو الوسائط الإعلامية، فيتم تقديم الصحفيين لأنفسهم باعتبارهم مفكرين، لذا وجب تمكين المجتمع للخبراء باعتبارهم مفكرين ومنافسين في الساحة الفكرية ونقل المشروعية من المثقف إلى الخبير، فطغيان حجم المبيعات وأرقامها على الوسط الثقافي، انتصار للثقافة السمع بصرية ونهاية وسيادة المكتوب، ونتج عن ذلك دخول الكاتب الملتزم في أزمة هوية وأزمة شرعية، خضوع الإنتاج الفكري لوسائل الإعلام وخاصة المنشورة، فقدان الكاتب المثقف لمركزه وحضوره في الساحة الثقافية والحياة الاجتماعية، وزعزعة ثقافة المفكر بسبب سيادة الشاشة وثقافة الصورة وقد أدى ذلك إلى النيل من مشروعية المفكر، وأصبح المثقف الملتزم في ضوء تلك المعطيات يعاني من أزمة هويته .
المثقف الملتزم ينتمي إلى القيادات التنويرية في المجتمع الذي لا غنى لأي مجتمع ينشد التطور والتقدم والازدهار والحضور عن أهمية وجوده، ودوره مهم للغاية في تحصين المجتمع من أية أزمات ويجذبه لأية انتكاسات أو صدمات .
ودور المثقف الاجتماعي هو دراسة الماضي القديم ليستمد الحكمة والتجربة لتطبيقها على المجتمع في الزمن الحديث، وهو الذي يعرف القاضي بماهية العدل وماهية الظلم، ويعرف الجندي بماهية الوطن وحدوده، يعرف المسؤول بماهية المسؤولية وحدود سلطته ومرجعياتها وما بعدها، ويعرف أفراد المجتمع بماهية حقوقهم على الوطن وماهية واجباتهم تجاهه .
ولا يتم ذلك إلا من خلال نشر فكره وثقافته بشكل ملتزم ومن دون تفريط في موقعه وموقفه شريطة أن يكون دستور الدولة كافلاً لحرية رأيه وآليات التعبير عنه بالقول والكتابة .
وفي الختام أتمنى أن يتبنى اتحاد الكتّاب ندوة موسعة يستضيف فيها حاكم الشارقة على مستوى كتاب ومثقفي الدولة للنقاش في كثير من المضامين الثقافية .
. د . صالح هويدي:
ما ورد في خطاب صاحب السمو ليس إقراراً بنهاية المكتوب، وإنما نهاية سلطة المكتوب، وأقصد هنا بانتهاء الهيمنة أو انتقال السلطة أو الأولوية إلى السمع بصري، وأنه بالإمكان العودة إلى سلطة المكتوب مرة أخرى إذا ما أنضجنا ظروفاً أخرى، والدليل على ذلك ما دعا إليه الشيخ اتحاد كتّاب وأدباء الإمارات في نهاية كلمته إلى جعل مؤتمرهم نقطة انطلاق نحو ثلاث نقاط، أولاها الانتقال بمفهوم الالتزام من الالتزام الفردي إلى الالتزام الجماعي، ثم أسند إلى المثقف عدداً من القضايا الكبرى هي مراجعة الأحكام والقضايا الكبرى كالعدالة والحقيقة، والأمر الثالث الدعوة إلى التدخل لحسم جميع القضايا التي تفرق بين المواطنين وهذا يلقي ضوءاً على ما يؤرق الحاكم، ولأن دور المثقف دور تنويري فهو صاحب العقل والحارس الأمين، ولا أحد غيره يمكن أن يحول دون هذا التشظي الذي يكاد يعصف بمجتمعاتنا، هو المفكر المعني بالقضايا الكبرى فكيف ينتهي دوره .
هناك إشارة إلى الخبير التقني الذي نازع المثقف سلطته وهذا رأي جدلي، لأن الخبير التقني ليس سوى محصلة للنشاط الثقافي المجتمعي، كما أن المثقف العصري اليوم هو موجه الخطاب والمشرف عليه وما ينشر في عوالم التقنية هو خطاب المعرفة .
في هذه الملامسة إقرار بأهمية ودور المثقف، أدهشني تفسير صاحب السمو الالتزام بالحرية، فقد قال "الالتزام هو تجسيد للحرية الأبدية" أعطى ما يبدو لنا في الظاهر أنه أمر مناقض .
. يونس ناصر:
أبدأ من حيث تشخيص صاحب السمو الشيخ سلطان لدور المثقف وإعطاؤه مساحة كبيرة، أراد سموه أن يعطي للكاتب والمثقف مساحة من التأثير والحرية وبنفس الدرجة مساحة من المسؤولية في الالتزام بقضايا الوطن والأمة والثوابت . والمحلية هي بداية للعالمية وحضور المثقف المحلي في العالمية، ولنا في ما أنجز في الثقافة العالمية الكثير من الشواهد ممن اهتموا بقضايا أوطانهم المصيرية .
دخل مفهوم الالتزام إلى مرحلة لبس وكان بحاجة إلى إعادة المفهوم إلى نصابه الصحيح وصياغة جديدة، فانطلق صاحب السمو من خلال كلمته من تجربة ومعاناة وليس من خلال ترف فكري كحاكم ومسؤول عن رعيته، وككاتب ومبدع ومسؤول عما يكتب تاريخياً وإنسانياً، وهذا المزج بين ما هو قيادي وثقافي جاء بمستوى ينبئ عن خلاصة في توضيح هذه الخبرة والتجربة لتكون إضاءة لنا كمبدعين وكتاب .
. خالد الضنحاني:
العلاقة بين المكتوب والثقافة السمع بصرية علاقة تكاملية، ونحن نتهم وسائل الاتصال الحديثة بالتخريب والإسفاف، إلا أنها أسهمت في انتشار الثقافة والكاتب والمؤلف، وإن كانت أثرت بشكل أو بآخر بالمكتوب، لكنها أسهمت في انتشار الثقافة .
. عبدالفتاح صبري:
قضية المكتوب والسمع بصري الحاكم أرادها إما لتطوير الكاتب ذاته وإما للحفاظ على هويته، والورقة تؤسس لعقد ثقافي جديد في الدولة والوطن، يؤكد الحصانة الثقافية ودور المثقف الملتزم في الحفاظ على الهوية الثقافية والبحث عن إشاعة مفهوم الانتماء الوطني، وخلق آليات عمل وتنسيق بين المؤسسات .
نحن بحاجة إلى أمن ثقافي لمواجهة ثقافة العولمة التي تهمش وتحاول إلغاء الخصوصية . ويجب إعادة النظر في أساليب تقديم الثقافة . . كيف يمكن تقديم الثقافة؟ وما هي تكنولوجيا الأداء الثقافي الأنجع لإشاعة ثقافتنا على أكبر شريحة من المجتمع؟
البنية الهيكلية للمؤسسات الثقافية والإعلامية تحتاج إلى إعادة تأمل في مدى قدرتها على استيعاب تحديات المستقبل ومستوى كفاءتها في التعامل مع هذه التحديات ما يقتضي منا أولاً أن نضع تصوراً شاملاً لجميع المؤسسات المعنية بالعمل الثقافي والإعلامي .
. باسمة يونس:
المكتوب نقل فكر أو رأي إلى كلمة يتم نقلها بمختلف الوسائل، ما يعني استمرارية الكلمة، وما نحتاجه في عالمنا العربي دراسات وإحصاءات حقيقية تحدد واقع القراءة والكتابة عبر مختلف الوسائط .
في الدول الصناعية رغم انتشار التقنية إلا أن للكتاب أولوية في القراءة والشراء، وهذا يعني أن الرفاهية عامل مساعد على انتشار الكتاب بمختلف الوسائل سواء الورقي أو غيره . الالتزام والمعرفة ضرورة لنشر الفكر والثقافة .
. حبيب الصايغ:
أتمنى أن نتناول ضوابط الإنترنت، فالفضاء مفتوح للجميع من دون ضوابط . . فمهما تقدم العلم لابد من الرقابة للتقنين، وذلك بجانب حاجتنا إلى إحصاءات .
. زكريا أحمد:
الرقابة في بعض الأحيان تكون غير موفقة، وعن سيادة الكتاب الورقي في المجتمع الغربي لأن القارئ معتاد على الكتاب، ثقافة القراءة عبر الكتاب متأصلة لديه، ما يجب الاهتمام به هو صناعة القارئ، والتنمية الثقافية والعمل على تنمية القارئ والمثقف هي التحدي المقبل .
. فتحية النمر:
نحن أمة، اقرأ، يجب علينا جعل القراءة ثقافة، ودور المثقف لا يرتبط فقط بالكتاب، فالمثقف لابد أن يكون صاحب كلمة وفكر حر ينقله عبر أي وسيط .
. ساجدة الموسوي:
ما ورد في كلمة سمو الشيخ استفزاز للمثقف ليهتم بالكتاب، فالكتاب لم يعد يطبع بالشكل الذي يلبي حاجة السوق، إلى جانب ضعف التسويق وغلاء السعر، والإشكاليات التي تواجه الكتاب عديدة .
. د . أمينة ذيبان:
المنافس الحقيقي لكل ما هو ثقافة هي القنوات الفضائية عبر الترويج وغيره من الأساليب، وأحياناً تصير شهرة المذيعات أهم من شهرة الكاتبات وشهرة البرامج أهم من شهرة المؤسسة الثقافية، لذا يجب الأخذ في الاعتبار أن التلفاز الذي يخترق حياتنا وأحياناً يشوه بعض الحقائق التي قد تكون ضد المثقف والثقافة .
. شيخة الجابري:
أؤيد أن صاحب السمو أراد ألا نهجر الكتاب، ولكن نواكب ما ينتج عبر السمع بصري، نحن استمرأنا دور القنوات تجاهنا، من الشعور بالنبذ وعدم الرغبة، وفي الوقت نفسه لم أسع لإلزام هذه القنوات للاهتمام بثقافتنا المحلية، هناك برامج ثقافية نتابعها، والمطلوب من المثقف ألا يهجر الإعلام، بل يتواصل معه، فعملية التسويق والاعتناء بالمنتج مهمة ويجب أن نغير من أساليبنا في التواصل مع الآخر، وأحياناً بعض المثقفين يتقاتلون في ما بينهم مما يضعف الحالة الثقافية، نحن جزء من المقاطعة، فلا نتهم الآخر بإقصائنا .
. غزل مصطفى:
بالنسبة للثقافة السمع بصرية أعتقد أنها مروجة للكتاب، معنية فقط بالتكنولوجيا التي يجب على الكاتب أن يجيد آلية التعامل معها، لا يوجد تهميش للكتاب هناك حنين دائم بين الكتاب والقارئ، وعلينا إيجاد آلية إيجاد قارئ واعٍ . عبر الوسائط التقنية نستطيع الحصول على المعلومة سريعاً ولكن ثقتنا فيها تكون منقوصة عكس الكتاب الذي يؤصل للمعلومة .
. المشاركون
*بلال البدور - الوكيل المساعد لشؤون الثقافة والفنون - وزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع
* شيخة الجابري - كاتبة وإعلامية
* نجيب الشامسي - مستشار اقتصادي - مجلس التعاون الخليجي
* ماجد بوشليبي - كاتب
* مريم جمعة فرج - كاتبة
* أسماء الزرعوني - نائبة رئيس اتحاد كتّاب وأدباء الإمارات
* باسمة يونس - مستشارة ثقافية - وزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع
* خالد الضنحاني - شاعر وإعلامي
* عبدالفتاح صبري - مدير تحرير مجلة الرافد - دائرة الثقافة والإعلام
* إسلام أبو شكير - كاتب
* د . أمينة ذيبان - أكاديمية
* فاطمة عبدالله - مخرجة وكاتبة
* د . شبر الوداعي - باحث ومتخصص في الشأن البيئي
* د . صالح هويدي - ناقد وكاتب
* أمان السيد - قاصة
* فتحية النمر - روائية وكاتبة
* يونس ناصر - شاعر وإعلامي
* زكريا أحمد - كاتب وباحث
* الهنوف محمد - شاعرة
* غزل مصطفى - قاصة وشاعرة


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.