نيقوسيا: يعقد البرلمان القبرصي اجتماعا اليوم الاحد لبدء اجراءات المصادقة على خطة الانقاذ "المؤلمة" التي تم التفاوض حولها مع الاتحاد الاوروبي الذي طلب فرض ضريبة على كل الودائع المصرفية لقاء منح الجزيرة قرضا بقيمة عشرة مليارات يورو. واعلن الرئيس القبرصي نيكوس اناستاسيادس الذي عاد مساء السبت من بروكسل، انه سيوجه خطابا الى الشعب اليوم الاحد بشأن الخطة التي اتفق عليها فجر السبت من اجل انقاذ البلاد من الافلاس وهي الاولى التي تتضمن مساهمة كبيرة من المودعين. واكد اناستاسيادس السبت ان "الحل الذي اخترناه مؤلم لكنه الوحيد الذي يسمح لنا بمواصلة حياتنا بدون اضطرابات"، مشددا على خطر "انهيار" كل النظام المصرفي في الجزيرة. ويفترض ان يتحدث الرئيس القبرصي امام لجنة المالية في البرلمان في الساعة التاسعة (7:00 تغ) ثم امام كل النواب في الساعة 9:30 تغ. وسيناقش الحزب الديموقراطي (ديكو، يمين الوسط) الذي تحالف مع حزب اناستاسيادس التجمع الديموقراطي (ديسي) ودعم هذا المحافظ في الانتخابات الرئاسية التي جرت في شباط/فبراير، في الساعة 10,30 تغ تفاصيل الاتفاق الذي تم التوصل اليه مع مجموعة اليورو قبل جلسة عامة للبرلمان عند الساعة 14:00 بتوقيت غرينتش. ويخوض البرلمان سباقا مع الزمن للمصادقة على الاتفاق قبل ان تفتح المصارف ابوابها صباح الثلاثاء اذ ان الاثنين يوم عطلة. واكد عدد كبير من المودعين المستائين عزمهم سحب ودائعهم من المصارف. لكن يتوقع ان تكون المناقشات صاخبة اذ ان الحزب الشيوعي الذي يشغل 19 من مقاعد البرلمان ال56 واشتراكيي الحرب الاشتراكية الديموقراطية (ايديك، خمسة مقاعد) رفضوا خطة الانقاذ اصلا التي انتقدتها الحزب الديموقراطي (ثمانية مقاعد)، كما ذكرت وسائل الاعلام القبرصية. وكانت قبرص طلبت مبدئيا 17 مليار يورو. لكن لخفض مساهمتهم في القرض، طلب المانحون من قبرص فرض رسم استثنائي نسبته 6.75 بالمئة على كل الودائع المصرفية التي تقل عن مئة الف يورو، و9.9 بالمئة على المبالغ الاكبر. وسيطبق هذا الاجراء الذي يفترض ان يؤمن 5.8 مليارات يورو على كل المقيمين في الجزيرة. وقال وزير المالية ميخاليس ساريس ان الرسوم على رأس المال وفوائد الودائع سيتم تعويضها بتوزيع اسهم. ورأى "بنك اوف سايبروس" المصرف الاول في قبرص والذي طلب مساعدة الحكومة بسبب خسائره المرتبطة الازمة اليونانية، القرارات التي اتخذت في بروكسل "بالمؤلمة والمفاجئة"، مؤكدا انه "يتفهم قلق الرأي العام". وتظاهر نحو مئة شخص مساء السبت امام القصر الرئاسي. وستنظم تظاهرة جديدة اليوم الاحد امام مبنى البرلمان. ودعا جورج ليليكاس الذي هزم في الانتخابات الرئاسية في شباط/فبراير الماضي وركز في حملته على مهاجمة خطة الانقاذ، الى تعبئة الثلاثاء. واضطرت الحكومة في مفاوضاتها مع الاتحاد الاوروبي والمصرف المركزي الاوروبي وصندوق النقد الدولي لتجاوز خط احمر آخر وقبول زيادة الضرائب على الشركات.
