عندما سألت "الخليج" صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي أمام القمة الحكومية عن اعتزام سموه إجراء تعديل وزاري على حكومته التي تشكلت في ،2009 اعتبر البعض السؤال في غير سياقه على اعتبار أن الفريق الوزاري يبلي بلاء حسناً، لكن من يتابع توجيهات القيادة ويقرأ ويحلل لن يستغرب السؤال، فالحكومة هدفها كبير جداً وهو الوطن والمواطن أولاً وثانياً وثالثاً . أما جواب سموه فكان: الإنجازات المحققة أوصلتنا إلى العالمية وأصبحنا بين الأفضل، لكن التطوير ضروري، فهناك أولويات يجب تحقيقها . . لا بد من تجديد الدماء، وإعطاء الفرصة للآخرين، وعندما تكون هناك حاجة ضرورية في مصلحة الوطن والمواطن لن أتردد . التعديل الوزاري الجديد الذي باركه صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة كان محدوداً ما يؤشر الى رضى القيادة على الأداء العام للوزراء، لكن الجديد فيه إحداث وزارة للتعاون الدولي لتحل محل "التجارة" التي أنيطت مهامها بوزيرتها الشيخة لبنى القاسمي، وكذلك إحداث منصبين جديدين لوزراء الدولة كلف كل من سلطان الجابر وعبدالله غباش بتوليهما . يؤكد التعديل أن الإمارات عازمة على تعزيز تنافسيتها وترسيخ حضورها الاقتصادي العالمي، فوجود وزارة للتعاون الدولي أصبح ضرورة للمرحلة المقبلة في ظل تشعب الملفات مع الدول، فالعلاقات الاقتصادية لم تعد تقتصر على التجارة إذ إن المتغيرات وتركيبة الاقتصاد العالمي الجديد لناحية المعرفة والخدمات والابتكار والجودة بات يحتم إيجاد وسائل جديدة للتواصل . منصب وزير الدولة الجديد الذي أنيط بالمسؤول عن ملف "الطاقة المتجددة" سلطان الجابر والذي نجح تحت قيادة سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية قبل سنوات في استضافة الإمارات لمقر "إيرينا" إضافة مهمة للفريق الوزاري الجديد لخبرته وعلاقاته التي بناها خلال مهمته إقناع الدول بالتصويت للإمارات في هذا الملف حيث ستعزز الفريق المكلف باستضافة الإمارات لمعرض اكسبو 2020 الذي يحتاج لإقناع دول العالم بالتصويت للإمارات . أما الحقيبة الثانية التي أنيطت بالوزير عبدالله غباش الذي يمتلك خبرة تمتد لأكثر من ربع قرن في الصناعة المصرفية فقد يسند إليها ملفات مالية ومصرفية محددة تعزز الجهود المبذولة التي يقوم بها المسؤولون عن الملفين لتعزيز الشفافية والتشريعات الخاصة بهما . تجديد الثقة بالوزراء سيلقي عليهم مزيداً من المسؤولية، خاصة أنهم حققوا إنجازات في مجالات عدة، فهم، انطلاقاً من إدراكهم أن مناصبهم تكليف وليست تشريفاً، ملزمون بمضاعفة جهودهم لأن النجاح يبقى غير مهم إن لم يحافظ عليه . الإمارات ستبقى بقيادتها ومواطنيها والمقيمين فيها منارة عربية في معركة التنمية والبناء يؤمل أن يحتذى بها لتحقيق رفاهية الشعوب .