هناك بعض الرجال الكبار كان لحياتهم أثر لا يمحى في قلوب شعوبهم ولرحيلهم أبلغ الأثر لفقدانهم .. ولكن عزاءنا أن أعمالهم الخيرة الكبرى لاتزال شواهد ناطقة أمام أعيننا.. وسلطان الخير والعطاء برغم رحيله عن دنيانا الفانية إلا أنه باق بيننا قد تراه في عيني طفل يتيم .. أو معاق أو مريض يتوجع.. أو أرملة ثكلى.. أو شيخ يتوكأ على عصاه من فرط تعب السنين.. وكلهم ألسنة تدعو وأكف ترتفع إلى السماء بأن يرحم الله سلطان بن عبدالعزيز الذي كان أرحم علينا من أنفسنا فواسى صغيرنا وكبيرنا وفقيرنا وغنينا.. وأشاع البهجة والفرح والتعاضد والتكاتف والتراحم بين شعب أحبه فأحبه الله والناس.. سلطان الحب الذي دخل كل بيت في وطننا الحبيب.. كان قلبه الكبير الحنون يسبقه إلى كل محتاج فأصبح وأمسى كالغيث يروي جدب حياتنا.. ورحمة تغمر قلوبنا.. وغرسا خيرا أثمر في وجدان أمة آمنت بأن الخير لا يموت. الأمير سلطان بن عبدالعزيز.. الذي شاهدته بالأمس القريب في عيني طفل معاق وهو يقول «أحبك يا أبي ووالدي وعزوتي سلطان» والذي انهمرت الدموع وهي تسمع نداءه وحنينه.. «وينك يا أحب الناس» رحمك الله يا من أثرى حياتنا بالعطف والحب في حياته وبعد مماته.. سلطان.. الذي أنطق شاعرا أعجميا فتحدث بلسان عربي أعجز كل شعراء العرب في أمسية رائعة في الجامعة الإسلامية التي احتفت بذكرى أكرم وأنبل وأشجع الرجال سلطان بن عبدالعزيز.. وفي هذه الأمسية تحدث الابن البار خالد بن سلطان عن أبيه.. فأصغت إليه قلوب المحبين فجاء بتواضع الكبار بالقليل من الكثير.. سلطان الأب والقائد .. والحاكم والإنسان أكثر بكثير من كل الكلام.. وقد تعجز أقلام المؤرخين أن تحصي أعمال الخير لسلطان الخير.. وأعمال البناء لرجل البناء.. وفطنة السياسة لحكيم العصر.. لقد أحسنت الجامعة الإسلامية ومديرها البالغ الأدب والتهذيب الأستاذ الدكتور محمد بن علي العقلا بهذه البادرة الحسنة في إحياء ذكرى أعز الناس وأحبهم إلى قلوبنا سلطان بن عبدالعزيز الذي هو في الواقع بأعماله الخالدة حي بيننا نراه في كل مدينة وقرية وفي عيون كل مواطني هذا البلد وجنوده البواسل..رحم الله أبانا الإنسان سلطان بن عبدالعزيز وأجزل له الثواب وأسكنه فسيح جناته .. إنه سميع مجيب.للتواصل أرسل sms إلى 88548 الاتصالات ،636250 موبايلي، 737701 زين تبدأ بالرمز 254 مسافة ثم الرسالة