قال رئيس الوزراء التركي طيب أردوغان أمس، إن الاعتذار الإسرائيلي عن مقتل تسعة نشطاء أتراك مؤيدين للفلسطينيين في عام 2010 لبى شروط تركيا وأظهر نفوذها الإقليمي المتزايد. واعتذرت إسرائيل لتركيا في الأول من أمس، عن قتل الأتراك التسعة في إطار وساطة للرئيس الأميركي باراك أوباما لتطبيع العلاقات بين البلدين. وقال أردوغان الذي يعتزم زيارة الأراضي الفلسطينية بما في ذلك قطاع غزة الشهر القادم "ندخل مرحلة جديدة في تركيا وفي المنطقة. نحن في بداية عملية لرفع مكانة تركيا إلى وضع يجعل لها كلمة وقدرة على المبادرة وسلطة كما كانت في السابق." وقال أردوغان إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وافق في مكالمة هاتفية معه في الأول من أمس، على قبول شروط تركيا الثلاثة لتطبيع العلاقات. وأضاف أردوغان الذي كان يتحدث في مؤتمر أذيع مباشرة في بلدة إسكي شهر في غرب تركيا إن هذه الشروط الثلاث هي اعتذار واضح ودفع تعويضات لعائلات الضحايا وتخفيف الحصار المفروض على قطاع غزة. وأذعنت إسرائيل لطلب تمسكت به أنقرة منذ فترة طويلة واعتذرت رسميا عن مقتل المواطنين الأتراك على السفينة مرمرة التي اعتلتها قوات البحرية الاسرائيلية أثناء اعتراضها للقافلة البحرية التي كانت تسعى لكسر الحصار الإسرائيلي على قطاع غزة. وقتل الرجال التسعة بعد أن داهمت القوات الإسرائيلية السفينة. وأضر الحادث بالعلاقات الدبلوماسية بين تركيا وإسرائيل بعد أن كانا شريكين استراتيجيين. وطردت أنقرة السفير الإسرائيلي وجمدت التعاون العسكري بين البلدين بعد أن برأ تقرير للأمم المتحدة بشأن حادث السفينة مرمرة إسرائيل إلى حد كبير. ونشر التقرير في سبتمبر 2011 . وقالت شبكة سي.إن.إن. ترك التلفزيونية التركية إن اردوغان قال للصحفيين وهو في طريقه إلى إسكي شهر "أعلنت أن تطبيع (العلاقات) الذي سيساعد السلام الإقليمي يعتمد على هذه الخطوات." وينظر إلى إحياء العلاقات بين البلدين على أنه مصدر رئيسي للاستقرار حيث تواجه الدولتان وحلفاؤهما الغربيون حربا أهلية في سورية واحتمالات امتلاك إيران أسلحة نووية. وقال اردوغان للحشد إن أوباما الذي كان في زيارة لإسرائيل اتصل به هاتفيا قبل أن ينقل الهاتف لنتنياهو كي يعتذر. وأضاف الزعيم التركي أن نتنياهو أبلغه أيضا بأن القيود المفروضة على وصول البضائع الاستهلاكية لغزة والضفة الغربية سترفع وتعهد بأن يطلب مساعدة تركيا في تحسين الأوضاع الإنسانية في الأراضي الفلسطينية.