يعقد وزراء الخارجية العرب في الدوحة اليوم، اجتماعهم التحضيري للقمة العربية التي تبدأ أعمالها هناك بعد غد الثلاثاء. وفيما علمت «المدينة» أن الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي سيقدم للوزراء العرب، مقترحًا ورؤية جديدة بشأن الصراع العربي الاسرائيلي؛ تمهيدًا لعرضها على القادة العرب. يتجه العالم العربي نحو قطيعة نهائية مع نظام الرئيس السوري بشار الأسد عبر فتح أبواب القمة العربية أمام المعارضة السورية. وأعلنت الدولة المضيفة قطر رسميا، مشاركة المعارضة السورية في القمة، دون تحديد ما إذا كانت المعارضة ستشغل مقعد سوريا الشاغر من تعليق عضويتها في نوفمبر 2011. ونقلت وكالة «فرانس برس» مسؤول بالجامعة العربية قوله إن «مسألة المقعد سيحسمها وزراء الخارجية العرب في اجتماعهم التحضيري اليوم. ويطالب في مقترحاته بإعادة النظر في التعامل العربي مع المنهجية الدولية المتبعة وآلياتها في معالجة القضية الفلسطينية والصراع العربى - الإسرائيلي والدفع نحو بلورة آليات جديدة للتحرك على اساس مرجعيات الشرعية الدولية لإنهاء الاحتلال الاسرائيلى للاراضى العربية المحتلة. ويشدد العربي على اهمية الوصول لإنهاء الاحتلال الاسرائيلى والانسحاب من الاراضى العربية المحتلة عام 1967، باعتباره السبيل الوحيد لاستقرار المنطقة وتحقيق الامن والسلام فيها. ويرى العربى في مقترحاته أن أي اطروحات او مبادرات سياسية او محادثات تفاوضية لا تشير صراحة الى ذلك هي مضيعة للوقت، وتكريس للاحتلال، ولم تحقق اى استقرار او امن او سلام في المنطقة دون تحقيق الانسحاب الاسرائيلي من الاراضي المحتلة. كما يرى العربي أنه رغم الطرح العربي للسلام كخيار استراتيجي، الا ان تجربة المفاوضات التى خاضها الجانب العربي خلال العشرين عاما الماضية اكدت عدم جدية اسرائيل في تحقيق السلام بانهاء الاحتلال، بل اكسبها مزيدًا من الوقت لمواصلة مراوغتها السياسية والتفافها على قرارات الشرعية الدولية ذات العلاقة ونجاحها في دفع المجتمع الدولى واطرافه الفاعلة بادارة الصراع وعدم التعامل الجدى لانهائها بالزام اسرائيل بالانسحاب من الاراضى عام 1967 وفقا لقرارات الشرعية الدولية ذات العلاقة وخاصة قرارى 242 و338. ويتبنى العربى، عدة عناصر منها اطلاق تحرك سياسى عربى جديد وفاعل على الساحة الدولية، ومطالبة مجلس الامن الدولى باستصدار قرار يضع منهجية جديدة لتنفيذ قراري المجلس 242 و338 تنفيذًا كاملا لانهاء الاحتلال الاسرائيلى للاراضي الفلسطينية المحتلة. كما تتضمن الخطة تحديد مرجعيات التفاوض بهذا الشأن تحت رعاية آلية دولية خاصة تشرف على تنفيذ ما يتم الاتفاق عليه في اطار زمني محدد وملزم لانهاء الاحتلال الاسرائيلي للاراضي الفلسطينية بما فيها القدسالمحتلة، واعلان قيام الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس. ويؤكد في مقترحاته أن ذلك هو السبيل لإنهاء الصراع وتحقيق الانسحاب واقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف، وهو ما يتطلب تبني هذه الخطة وبذل الجهود الحثيثة واتخاذ الخطوات اللازمة في الضغط على المجتمع الدولي لتحقيق ذلك. وفي الشأن السوري، يتجه العالم العربي نحو قطيعة نهائية مع نظام الرئيس بشار الاسد عبر فتح أبواب القمة العربية التي تعقد بعد غد الثلاثاء في الدوحة أمام المعارضة السورية. ونقلت وكالة «فرانس برس» عن المسؤول في الائتلاف الوطني السوري المعارض احمد رمضان قوله: «سنتمثل برئيس الحكومة المؤقت غسان هيتو وبرئيس الائتلاف احمد معاذ الخطيب وبرئيس اركان الجيش السوري الحر اللواء سليم ادريس». وبحسب رمضان، فإنه من المفترض ان «يقوم الوفد السوري بالقاء كلمة للمرة الاولى امام القمة» مشيرًا الى ان الائتلاف المعارض «طلب من الامين العام للجامعة العربية دعوته الى القمة لتمثيل» سوريا. ولا تزال الدول العربية منقسمة، فالعراق والجزائر اعربتا عن تحفظاتهما فيما نأى لبنان بنفسه عن القرار الذي اتخذه مجلس الجامعة العربية في السادس من مارس في القاهرة حول دعوة المعارضة لتشكيل هيئة تنفيذية من اجل الحصول على مقعد سوريا في قمة الدوحة. الا ان الائتلاف الوطني السوري قام فقط باختيار رئيس للحكومة، ولم يشكل حكومة، وقد لا يتمكن هيتو من تشكيل هذه الحكومة قبل القمة في الدوحة. وقال رمضان: إن هيتو الذي انتخب الاثنين «يتابع مشاوراته لتشكيل حكومته. أمامه مهلة ثلاثة اسابيع لتشكيل حكومة مؤلفة من تسعة الى 12 عضوًا». واعتبر المسؤول في الجامعة العربية الذي طلب عدم الكشف عن اسمه ان انتخاب هيتو «يشكل خطوة مهمة الا انها ليست كافية. نحن ما زلنا ننتظر تشكيل الحكومة المؤقتة او الهيئة التنفيذية». وبعد ان علقت في نوفمبر 2011 عضوية سوريا بسبب رفض دمشق خطة لوقف العنف تتضمن تنحي الرئيس الاسد، اعترفت الجامعة العربية بعد سنة بالائتلاف الوطني السوري «ممثلا شرعيًا» للسوريين. وتبقى الدول الاعضاء في الجامعة منقسمة حول الموقف من نظام الرئيس الاسد، وما زالت تسع دول في الجامعة تقيم علاقات دبلوماسية مع سوريا، وهي لبنان والجزائر والسودان والاردن ومصر واليمن والعراق وسلطنة عمان وفلسطين.