د. عبد العزيز حسين الصويغ ظلت مسألة تسليح المعارضة السورية موضوعاً لم ينقطع التفكير فيه من الأطراف المعنية بالأزمة السورية منذ الشهور الأولى لاندلاع الانتقاضة السورية ضد نظام بشار الأسد وزمرته، خاصة بعد أن ازدادت شراسة القوات الحكومية على الانتفاضة الشعبية التي ظلت ولأمد طويل سلمية حتى انشق أفراد من الجيش ليُكونوا ما أصبح يُسمى ب"الجيش الحر" الذي تنامى ليقارع جيش السلطة، فيستخدم السلاح كي يرد على السلاح .. والقوة كي يردع القوة. *** وقد أعلن وزير الخارجية الأمريكي جون كيري أخيراً أن الولاياتالمتحدة "لن تقف في وجه" الدول الأوروبية التي تريد تسليح المعارضة السورية لمواجهة نظام بشار الأسد. علماً أن المملكة كانت من أول الداعين إلى تسليح المعارضة السورية حيث وصف وزير الخارجية الأمير سعود الفيصل ذلك بأنه "واجب .. لأنها ما تقدر تدافع عن نفسها إلا بالأسلحة للأسف". لكن ظل هذا الموضوع بين أخذ ورد ومثار تحفّظ لكثير من الأطراف الدولية التي رأت أنه مع عدالة المطلب، إلا أن هناك مخاطر كبيرة يمكن أن تفاقم من الوضع المأساوي في سوريا. لذا تأتي التحركات الدولية الأخيرة إيذاناً بدخول قضية تسليح المعارضة السورية في منحنى جديد أكثر حسماً. *** ورغم حماس كل من بريطانياوفرنسا أخيراً لخيار تسليح المعارضة السورية، فإن الدول الأوربية لم تنجح في اجتماعها الأخير يوم الجمعة الماضي (22/03) في الاتفاق على إرسال أسلحة الى المعارضة السورية، اذ اعتبر عدد كبير من عواصم الاتحاد الاوروبي هذه المبادرة محفوفة بالمخاطر. وتنظر لندن وباريس إلى خيار تسليح المعارضة السورية كوسيلة للوصول إلى حل سياسي للأزمة السورية. فرغبة فرنساوبريطانيا برفع الحظر الأوروبي على تسليح المعارضة السورية، كما يؤكد مصدر رسمي فرنسي، يندرج في رؤية حل سياسي لن يتحقق الا بمواكبة قوات المعارضة على الأرض لقلب ميزان القوى. كما ترى الدبلوماسية الفرنسية أن أي حل سياسي لن يتحقق سوى بالمساعدة في قلب ميزان القوى كون النظام السوري لا يمكن ردعه إلا بالقوة، وعلى أرض المعركة. *** وأخيراً ... رغم إيماني بأن تسليح المعارضة سيؤدي إلى مزيد من الخسائر للمقدرات السورية واستنزاف للقوة السورية، حيث أن كل طائرة تُسقط، وكل دبابة تُدمر، وقبل هذا وذاك كل دماء سورية تُراق من المعارضة، أو من المؤيدين لنظام الأسد، هي دماء عزيزة من العار أن تُهدر في قتال بين سوريين وسوريين لأن كل الأطراف في النهاية خاسرة، فإن الوضع وصل إلى درجة لابد أن تتخذ فيها قرارات حاسمة حتى ولو كانت مؤلمة. وكان ينبغي أن يأتي الحل للأزمة السورية من داخل سوريا نفسها، أو من داخل المحيط العربي على أكثر تقدير. لكن النظام السورى تحدى الجميع، وعزل نفسه عن الجوار الجغرافي واستعداه، قبل أن يتحدى ويستعدي العالم كله. لذا فليس أمام السوريين إلا اللجوء إلى آخر العلاج وهو الكي. نافذةصغيرة: [من الأفضل للغسيل الوسخ أن يغسل في البيت.] اران كوثراني - الممثلة السينمائية والمسرحية الإيرانية [email protected] للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (6) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain