عدن فري-متابعات حذرت صحيفة /نيويورك تايمز/ الأمريكية من مغبة تفاقم الوضع المآسوي في سوريا وخاصة على الصعيد الإنساني ولاسيما المصير القاتم الذي يشهده قطاع الأطباء الذين يتم استهدافهم بشكل ممنهج في سوريا. وذكرت الصحيفة الأمريكية – في سياق تقرير أوردته على موقعها الألكتروني مساء/الأحد/- أن المئات من الأطباء السوريين من الذين يعتقد النظام السوري أنهم متورطين في علاج الجرحى من قوات المعارضة السورية، قد لقوا مصرعهم في سوريا فضلا عن إختفاء الالاف منهم في السجون السورية خلال العامين الماضيين. وحذرت الصحيفة من مغبة النقص الحاد في الإمدادات الطبية وفرق الإغاثة في معظم المدن السورية وعلى رأسها حلب ومساحات واسعة من ريف دمشق، وذلك نظرا لفرار معظم الأطباء السوريين من بطش واستهداف القوات النظامية والمعارضة لهم على حد سواء، فضلا عن منع الحكومة وقوات المعارضة معظم فرق الإغاثة الطبية من الدخول إلى المدن التي تقع ضمن نطاق سيطرتهما. وأشارت الصحيفة إلى أن الوضع الحالي في سوريا دفع العديد من المواطنين السوريين قليلي الخبرة إلى التطوع في الفرق العلاجية، وأنهم الأن يجرون عمليات جراحية بسيطة للجرحى من المدنيين، مثل استخراج رصاصة من القدم أو الذراع، ولكن نقص الأطباء المتمرسين وذوي الخبرة في إجراء العمليات الجراحية المعقدة لا يزال يمثل تحديا رهيبا ويزيد من سوء الوضع الإنساني الذي تشهده سوريا. وأعادت الصحيفة إلى الأذهان تقرير نشره مجلس الأممالمتحدة لحقوق الإنسان، في وقت سابق من شهر مارس الجاري، اتهم فيه طرفي الصراع في سوريا باستهداف مراكز الرعاية الطبية كجزء من استراتيجيتهما العسكرية، حيث أكد التقرير أن أفراد الخدمات الطبية والأطباء في المستشفيات يتم استهدافهم عمدا. وكما أشار التقرير إلى سلسلة من الانتهاكات التي ترتكبها القوات النظامية والمعارضة بحق الأطباء بشكل منهجى. وقد ثقت منظمة "أطباء بلا حدود" أيضا كيف أن طرفي الصراع في سوريا دمروا البنية التحتية لنظام الرعاية الصحية في مختلف أنحاء البلاد عبر استهداف المستشفيات والمراكز العلاجية بالأسلحة الثقيلة، معتبرة أن معظم المستشفيات أضحت هدفا عسكريا لكلا الجانبين. وأضاف التقرير أن الجيش السوري الحر قام بإنشاء بعض المراكز الطبية الخاصة لعلاج قواته، مما أدى إلى زيادة فرص استهداف القوات النظامية لهم. ونقلت الصحيفة الأمريكية عن شهود عيان قولهم إن كلا من القوات النظامية وقوات المعارضة قاموا بعمليات نهب وسلب وتدمير للمستشفيات الحكومية والخاصة، وأكدوا أنه تم إغلاق نحو 12 مستشفي حكومية في مدينة حلب وحدها، فضلا عن تزايد أعداد الأطباء الذين في عداد المفقودين بصورة مفزعة خلال الأشهر الأخيرة. وفي السياق ذاته سلطت الصحيفة الضوء على المآساة التي يعانيها المدنيين السوريين من أصحاب الأمراض المزمنة مثل مرضى القلب والسرطان فضلا عن تزايد تفشي الأمراض المعدية بين جموع السوريين، منوهة إلى ندرة الأدوية اللازمة لعلاج تلك الأمراض فضلا عن إرتفاع أسعارها بشكل كبير حال وجدت، وذلك على الرغم من أن حلب كانت تعد مركز صناعة الأدوية في سوريا بيد أن توقف المصانع هناك حال دون إنتاج هذه الأدوية بعد الأن.