الدوحة- الراية: على بعد أكثر من 80 كيلو من الدوحة وتحديدا في منطقة الشمال تقع أحد أكبر المزارع التي يمتلكها لإنتاج وتفريخ الطيور النادرة وخاصة الطاووس، والتي باتت الأكبر من نوعها في البلاد التي تنتج الطاووس بجميع أشكاله وأنواعه، كما أصبح مالكها محسن الهاجري أحد أبرز التجار المشهورين في سوق الطاووس ويقصده كل من يريد أن يقتني هذا الطير الجميل. ويطالب الهاجري بتبني مشروع لإنشاء حديقة للطيور في أي منطقة بالدولة. وقال: أنا مستعد لتوفير كافة أنواع الطيور التي أقوم بإنتاجها لهذه الحديقة التي ستكون إضافة كبيرة ومتنزها هاما لكل العائلات والأسر في جميع الأوقات حيث إنه حتى الآن لا يوجد حديقة للطيور في قطر. البداية كانت منذ أكثر من 20 عاما حينما أهداه أحد الأصدقاء 36 طائرا من الطاووس لاقتنائها عندما وجد أنه معجب بها، ولكن قلة الخبرة في التعامل جعلته يفقد 34 طائرا منها، وكانت هذه المسألة في البداية مجرد هواية ولكن حبه للطيور والطاووس جعلت الأمر يتحول إلى عالم التجارة ليصبح أكبر منتج للطاوس في قطر حيث يقدم للسوق ما يزيد عن 600 طاووس من مزرعته سنويا. الأمر لم يقتصر على الطاووس فقط بل امتد ليشمل أنواع أخرى من الطيور النادرة مثل الراخ الهولندية الصغيرة التي تستطيع الطيران لمسافات قصيرة ومثل عصافير الجاوا وحمام الياكاريم وهو الأمر الذي كان الدافع ل الراية للقيام بجولة في هذه المزرعة للاقتراب أكثر من هذا العالم الجميل. يقول محسن الهاجري ل الراية: البداية كانت هواية ولكنها انقلبت إلى تجارة مع الوقت وبعد أن أهدى إليّ أحد الأصدقاء مجموعة من طيور الطاووس وخسرتها جميعا نتيجة قلة الخبرة منذ حوالي 20 عاما تعلقت جدا بهذا الطير الجميل الذي يجعلك تشعر أنك تعيش في عالم الطبيعة الخالصة التي لا يلوثها شيء وتعلمت كيف أتعامل معها وكيف أعالجها وكيفية تغذيتها وتكبدت خسائر كبيرة في العامين الأولين للتجربة ولكن مع الوقت أصبحت خبيرا في التعامل مع تربية الطاووس حتى أنني كنت في فترة من الفترات لا أتردد في شراء أي طاووس حتى لو كان مريضا حيث أقوم بعلاجه وبيعه بعد ذلك بسعر مرتفع بكثير عما اشتريته به، فالطاووس لا يمرض غالباً إلا بالعين والرئة ومن يستطيع التعامل مع هذين المرضين فإنه يكون قد تجاوز المراحل الهامة في سبيل اقتناء هذه الطيور الجميلة بلا مشاكل. وأضاف: كان أغلى سعر اشتريت به زوجا من الطاوس هو 13 ألف ريال فالأسعار تبدأ من 1500 إلى 15 ألفى للزوج وقد أصبحت أحد أكبر التجار المشهورين في قطر في هذا المجال إن لم أكن الأشهر على الإطلاق خاصة في مسألة الإنتاج فهناك أشخاص كثيرون يقتنون الطاووس ولكنهم لا ينتجون مثل مزرعتي التي تنتج في العام الواحد أكثر من 600 طاووس. وقال: موسم التزاوج يبدأ في شهر مارس ويستمر حتى منتصف سبتمبر والأنثي تضع في المرة الواحدة أربع بيضات ولكنني لا أنتظر حتى يتم تفريخ البيض من خلال الأنثي بل أقوم بجمع البيض، لتستمر عمليات التخصيب حتى يصل عدد البيض الذي تضعه الأنثي في العام الواحد خلال موسم التزاوج 28 بيضة وتستغرق عملية التفريخ حوالي 27 يوما وبعدها يتم التعامل مع صغير الطاووس بعناية فائقة فقد كنت في بداية الأمر لا أعلم ماذا يأكل ولا كيف أتعامل معها ولكن مع الوقت من خلال التجربة والتدريب على أيدي الأطباء البيطريين تعلمت جيدا كيف أحافظ على السلالات الصغيرة. وأشار إلى أنه يحرص باستمرار على السفر إلى دول كثيرة في العالم سواء كانت عربية أو أوروبية أو آسيوية للمعاينة على أرض الواقع كيف يتعاملون هناك مع الطاووس وما هو الجديد في هذا العالم العجيب الذي يستأثر كل من يدخل غماره. وأضاف: عدوي الوحيد في هذا المشروع هو الثعالب الذي يقضي على كثير من البيض وعلى الطيور الصغيرة ولذلك فأنا حريص للغاية على مواجهة هذا العدو بالعديد من الوسائل مثل إنشاء مراقد للإناث فوق الأشجار لوضع البيض فيها بعيدا عن الثعلب حيث إنه لا يمكنه تسلق الأشجار بالإضافة إلى تشديد الرقابة من خلال العمال المتواجدين باستمرار في المزرعة. وحول كيفية التعامل مع هذه الطيور في فترات الصيف الحارة قال الهاجري: الطقس في منطقة الشمال يكون أقل حرارة من المناطق الأخرى ولكن هذا لا يمنع أن الطقس يكون حارا للغاية عليها ومن ثم فإنني أقوم بإطلاق هذه الطيور في المزرعة وأقوم بفتح المياه في مجار أرضية كثيرة ويقف فيها الطاووس بقدميه فقط ولا يغمر نفسه في الماء ليبرد نفسه من حرارة الجو وعندما تبرد قدماه فإن جسمه يبرد تماما. وأوضح أنه بالنسبه للتفريخ فقد كان يقوم بهذه العملية من خلال استخدام أربع ماكينات للتفريخ ولكن مع الوقت كانت تتعطل هذه الماكينات وكنت أعاني في إصلاحها إن وجدت من يقوم بإصلاحها وإلا فإنني أقوم بإعادتها إلى بلد المنشأ للتصليح وكل ذلك بتكاليف باهظة ولكن في الوقت الحالي فإن عمليه التفريخ تتم من خلال غرفة تفريخ قمت ببنائها من خلال أحد الفنيين فقد قام ببنائها بالطين بطريقة تجعل البيض في بيئة أشبة بالبيئة التي توفرها ماكينة التفريخ، ويتم تجميع البيض في هذه الغرفة ويقوم أحد العمال بالمرور يوميا على الغرفة لتحريك البيض فلابد أن يتم تحريكه حتى لا يفسد ويقوم بوضع مياه بالداخل ويتم تشغيل شفاطات الهواء إلى أن يتم التفريخ بعد 27 يوما.