اختتمت مساء أمس الأحد في كتارا فعاليات مهرجان «حلال هل قطر» الذي تنظمه المؤسسة العامة للحي الثقافي كتارا. ويعد هذا الحدث سابقة تعكس رؤية كتارا العميقة لمفهوم التراث والثقافة، إذ إن المهرجان سلط الضوء على فعاليات العزب والمزاد والمزاين ورصد جوائز مالية ضخمة لمسابقة المزاين التي شملت أجمل فحل وأجمل شاة وأجمل إنتاج لسلالات محددة هي السوري والعرب والعوارض، حيث رصدت عشر جوائز مالية يومياً لمسابقات المزاين، والتي بلغت بمجملها على مدار أيام المهرجان 3.075 مليون ريال قطري، كما يرافق المهرجان نشاط تراثي إنساني يعكس الموروث الشعبي لأهل قطر في المجالات اليومية من حياتهم في الماضي. وأعرب سعادة الدكتور خالد السليطي مدير عام كتارا عن سعادته بنجاح مهرجان «حلال هل قطر»، حيث قدم صورة حية وواقعية لتفاصيل الحياة التي عشناها في طفولتنا بكل عفويتها وبراءتها، كما قدم كثيرا من المفردات التي يحتويها تراثنا، كذلك سلط الضوء على جزء مهم من حياة الإنسان العربي الملتصق ببيئته في تعامله مع فصائل الأغنام المختلفة التي كانت من رموز الاقتصاد الشعبي آنذاك وما تزال، وإن تغيرت الملامح مع إظهار القيمة الجمالية ولا يسعني إلا أن أشكر اللجنة المنظمة للمهرجان والقائمين على نجاحه، وقد أثبت الشباب القطري قدرته على تحمل المسؤولية والنجاح بها إذا ما أعطي الفرصة ليبرز إمكاناته، كما أن إسناد المهمات لأهلها ومن خبرها يعتبر من نقاط القوة في إنجاح أي مشروع، وما قدمه مدير المهرجان وزملاؤه يعتبر فخرا لنا، وهم كانوا على قدر المسؤولية، ويستحقون التقدير والاحترام بما أنجزوه. من جانبه أعرب السيد محمد الخليفي مدير مهرجان «حلال هل قطر» عن ارتياحه بنجاح المهرجان من خلال تحقيق أهدافه الوطنية القيمة بإبراز الهوية القطرية ورسالته التربوية للعالم في نشر الأدب التراثي الاجتماعي والاقتصادي في قطر لما درج عليه الآباء والأجداد في حياتهم البسيطة التي عاشوها بصبر وحكمة، مشيراً لتفاعل الجمهور وشكرهم وثنائهم، خاصة الأجانب عندما تفاعلوا بكل مجريات المهرجان مبديين إعجابهم وتقديرهم للثقافة القطرية ولعاداتنا، مؤكداً بالوقت نفسه أن مشاركة الدول الخليجية أسهمت في زيادة الحراك السياحي، وعززت من قيمة هواية المزاين لسلالات مؤصلة في جانب الأغنام، مما أسهم في استعداد المنافس القطري أن يكون في مرتبة عالية، ويمنحهم الثقة في المشاركة الخارجية، كما أن المهرجان شهد بيع أنواع من الفحول تصل إلى 300 ألف ريال قطري، وهذا دليل على أهمية المهرجان عند أصحاب الحلال، مشيراً إلى أن الفضل لكتارا في تمهيدها للطريق وتهيئتها لبيئة خصبة دعمت أصحاب الحلال في كل فئاته، وتقدير هذا الجانب من التراث الشعبي القطري. وعن زيادة قيمة الجوائز والفعاليات التنشيطية التي تسبق المهرجان أكد الخليفي أننا نسعى لرفع قيمة الجوائز، وبالنهاية الأمر متروك للمسؤولين في ذلك، وبخصوص الفعاليات التنشيطية فهذا يتم ترتيبه بين أصحاب الحلال أنفسهم في مناطق الدوحة المختلفة، ونحن في كتارا تبنينا هذا المهرجان ليُقام سنوياً، ليكون له ارتقاب ومنافسة وإعداد نوعي وكمي مميزين. كما أشاد الخليفي باللجان المنظمة التي أسهمت بإنجاح المهرجان بصورته الكلية، مشدداً بالوقت نفسه إلى شكر فئة من الأشخاص قاموا بدافع شخصي بتواجدهم اليومي وتفاعلهم وغيرتهم على إنجاح المهرجان، وهم أهل الصملة، كما وصفهم ويستحقون الشكر، وهذا ما عرفناه دائماً من أبناء قطر الأوفياء، ويستحقون أن أقول فيهم: «الأفعال تعرّف الرجال... وهل الصملة الكل منهم صميدع؟» على حد قوله. كما أشاد بتواجد الشركات التي واكبت عروضها في المهرجان من أصحاب التخصص، مثل شركة الرمث القطرية التركية الزراعية الحيوانية، والتي قدمت نموذجا جديدا من زراعة الشعير في حاويات خاصة، كذلك شركة حصاد قطر المتخصصة في زراعة البرسيم، كذلك مؤسسة حمد الطبية والبيطرة الذين أسهموا بنجاح المهرجان. وأضاف الخليفي نحن اليوم نجني النجاح بجهود كل الذين عملوا على إنجاح هذا المهرجان الذي غذي من رؤية قائد البلاد وولي عهده الأمين والذين يدعمون التراث والحفاظ على الهوية العربية بما تحويه من أصالة ثقافية للعالم كافة، كما أشكر سعادة السيد عبدالرحمن الخليفي رئيس مؤسسة الحي الثقافي على دعمه اللامحدود في إنجاح هذا المهرجان، وأشكر الدكتور خالد السليطي مدير عام كتارا على دعمه للمهرجان، كما أشكر رؤساء اللجان والفعاليات وكل من أسهم في هذا المهرجان. وأعربت السيدة ملكة آل شريم مدير إدارة العلاقات العامة والإعلام رئيس اللجنة الإعلامية في كتارا عن فرحها بنجاح المهرجان، وتقدمت بالشكر لكل من أسهم في نجاح المهرجان، مشيرة بالوقت نفسه أن وسائل الإعلام المختلفة كان لها دور كبير في تسليط الضوء على المهرجان، وإبراز تفاصيل الفعاليات وأهداف المهرجان وإظهار جمالياته. ويدل على ذلك الحضور الجماهيري الذي تجاوز الخمسين ألف زائر من مواطنين ومقيمين من كافة الجنسيات العربية والأجنبية والسياح من دول مجلس التعاون الخليجي خلال أيام المهرجان وعطلة نهاية الأسبوع، وقد لاقت المعروضات التي قدمت في السوق الشعبية رواجاً بين المتسوقين. كما أبدى الزائرون والمشاركون إعجابهم لهندسة العمارة للنمط الخليجي وخصوصية العمارة القطرية وطبيعة الحي الشعبي «الفريج» وتفاصيله البسيطة التي تفوح منه عبق الذكريات للطفولة سواء المسجد أو السوق الشعبية أو «الدكك» الجلسات في الحي بصورة تظهر تفاصيل الحياة الاجتماعية للناس في ذلك الوقت من خلال أجواء ترفيهية أدخلت في نفس الزائر لموقع المهرجان البهجة والاستئناس لبساطة الحياة.