13 بيروت-جيهان الفطايري حذر الموفد الأممي العربي إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي في ختام زيارته اليوم إلى بيروت من "أن الأزمة في سوريا لا يمكن أن تبقى داخل حدود سوريا للأبد، فإما أن تُعالج أو تمتد وتأكل الأخضر واليابس". كلام الإبراهيمي جاء خلال جولة قام بها على الرؤساء الثلاثة، وناقش معهم اقتراح الهدنة في سوريا بمناسبة عيد الأضحى وسبل حل النزاع الدائر منذ 20 شهراً. وأمل أن توفر هذه الخطوة على الشعب السوري مزيداً من المآسي، معتبراً أن وقف إطلاق النار سيكون خطوة مهمة جداً ومقدمة لخروج سوريا من أزمتها، وكشف أنه سمع من الرؤساء اللبنانيين الثلاثة مخاوفهم من انتقال الوضع في سوريا إلى لبنان. وأعرب عن أمله في أن تكون الهدنة المقترحة لعيد الأضحى خطوة توفر على الشعب السوري ما هو جار الآن، ولفت إلى أنه "إذا قل عدد من يدفن أيام العيد لعلها تكون بداية لعودة سوريا من الوضع الخطير الذي انزلقت إليه وما زالت، ولعلنا نستطيع أن نتكلم مع الأطراف الداخلية والخارجية لمساعدة سوريا على حل مشاكلها". من جهته، اعتبر الصحافي راجح خوري، أن الموفد الأممي لم يقدم جديداً، فمن المعروف تماماً أن شظايا الأزمة السورية وصلت إلى الدول المجاورة كلبنان والأردن وتركيا. واعتبر أن هذه الجولة الثانية ستصل إلى حائط مسدود كما حصل في الجولة الأولى. واللافت هذه المرة أنه يحاول تعويم الاقتراحات الإيرانية والعراقية الأخيرة التي تدعو إلى بقاء الأسد رغم كل المذابح والمآسي التي تغرق سوريا منذ عامين تقريباً. وصرح خوري أنه بعد مضي شهر ونيف على ما سماه "مهمة مستحيلة" يتبين الآن أن أقصى طموحات الأخضر الإبرهيمي، أن يتوصل إلى تأمين هدنة بمناسبة عيد الأضحى، مشيراً إلى أن الهدنة لن تصل إلى سوريا، فمطالعة وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أمام زملائه الأوروبيين من "أن الأسد لن يترك السلطة أبداً وأن القضية متعلقة بمسألة حياة أو موت" تقطع الشك باليقين بأن القتال سيستمر حتى آخر نقطة دم. أما الصحافي إبراهيم بيرم، فلفت إلى أن الجديد في الموضوع أن الإبراهيمي يطرح مبادرات تشجع على الحل السلمي مع بقاء رئيس الجمهورية بشار الأسد بالسلطة، بعد أن أيقن الجميع أن إقصاء الأسد لن يجلب سوى مزيد من الدمار والاحتراب إلى سوريا. وأكد أن جميع المسؤولين اللبنانيين كانوا يتوقون إلى لقاء الموفد الأممي للحديث عن سبل حل الأزمة التي باتت تنعكس أكثر وأكثر على الواقع اللبناني في ظل تردي الوضع الأمني والركود الاقتصادي والاحتقان السياسي. بعد زيارته إلى بيروت توجه الموفد الأممي إلى عمان في إطار الجولة التي يقوم بها في المنطقة والتي حملته حتى الآن إلى السعودية وتركيا وإيران ومصر. أما هدف الجولة كما يقول هو "للاطلاع على آراء المسؤولين في هذه الدول التي يهمها الشأن السوري وتتأثر بما يجري فيها وتؤثر عليها".