| عبدالعزيز صباح الفضلي | هل انقلب السحر على الساحر؟ هل ستتغير موازين حكم المحكمة بعد استماعها لشهادة مبارك الهاجري الوكيل العريف في حرس مجلس الأمة، والتي أكد فيها أن فتح بوابة مجلس الأمة كان بأوامر من آمر الحرس اللواء بسام الرفاعي؟ هل سيتحول المتهمون إلى أصحاب دعاوى ضد من اتهمهم باقتحام المجلس؟ أسئلة عديدة ستكشف إجاباتها الأيام المقبلة، لكن في اعتقادي أن من أخطر ما صرح به وكيل العريف الهاجري هو أن هناك من حاول بالترغيب أو الترهيب أن يجعله يغير من أقواله وأن يشهد بخلاف ما يعرف، أي باختصار يطلب منه أن يشهد شهادة زور. شهادة الزور أيها السادة القراء هي أن يشهد الإنسان على شيء لا يعرفه ويكون كما قال عادل إمام ( شاهد ما شفش حاجة ) أو أن يشهد بخلاف ما يعرف، ويكون الدافع وراء شهادة الزور إما القرابة أو المصلحة. ولا أدري حقيقة ما هذه الجرأة على قول الزور خاصة وأن النبي، قد جعل شهادة الزور من أكبر الكبائر بعد الشرك بالله وعقوق الوالدين! لقد أمرنا الله تعالى بأن نشهد بالحق ولو على أنفسنا ( يا أيها الذين آمنوا كونوا قوّامين بالقسط شهداء لله ولو على أنفسكم أو الوالدين والأقربين )، قد يُرضي الإنسان من خلال شهادة الزور مسؤوله في العمل لكن ليعلم أنه بذلك إنما يستجلب سخط الله تعالى عليه، ومن سخط الله عليه أسخط عليه الناس، ومن اتهم الناس بما ليس فيهم فسيأتي يوم القيامة وقد احتمل بهتانا وإثما عظيما. هناك صور متعددة من شهادة الزور تتم في حياتنا ونحاول بطريقة أو بأخرى أن نغير مسماها لنخفف من عظيم جرمها، فالتصويت لشخص ما كي يصل إلى كرسي مجلس الأمة أو البلدي أو حتى الجمعية التعاونية ونحن نعلم أنه إنسان غير أمين وليس بكفء فهي من أعظم صور شهادة الزور وخيانة الأمانة، يسميها البعض فزعة وآخرون رد جميل وأحيانا صلة قربى، ومرات الوقوف مع الصديق وقت الضيق إلى آخرها من تلبيسات إبليس كل ذلك من أجل تبرير شهادة الزور. وليعلم هؤلاء أن كل سرقة أو تجاوز يرتكبها من انتخبته وأنت تعلم أنه لا يستحق هذا المكان، فإنك مشارك معه في الإثم والجرم، ولن تنفعك قرابتك ولا صداقتك يوم القيامة وسيكون كل منكم لصاحبه خصيما. وأقول لأعضاء مجلس الأمة إن كل خطة أو ميزانية تقدمها الحكومة وأنتم تعلمون بأنه مُبالغ فيها أو أن هناك أيدي غير أمينة ستقوم بالعبث بها ثم توافقون عليها فإن هذه شهادة زور ستُسألون عنها أمام الله. ختاما، شكرًا لمبارك الهاجري على شهادة الحق التي نطق بها، وأعانه الله على تحمل نتائجها، وهو بلا شك قد كتب اسمه في سجل الشرف، وشتان بين من يبتغي رضا العبيد، وبين من قال كلمة الحق طمعا في رضا رب العباد. Twitter :@abdulaziz2002