GMT 0:00 2013 السبت 6 أبريل GMT 2:17 2013 السبت 6 أبريل :آخر تحديث مواضيع ذات صلة الياس الديري تناهى إلى مسمعي في جلسة كان بعض قدامى السياسيّين والمخضرمين يتحدّثون خلالها بإعجاب يقارب الاستغراب والدهشة عن "ظاهرة الإجماع" التي تجلّت معالمها خلال الاستشارات التي يجريها الرئيس ميشال سليمان، وحتى قبل الاستماع إلى آخر نائب الساعة الأولى بعد ظهر اليوم. ظاهرة، أجل. وللمرة الأولى. وقد قيل في تفسيرها إن عوامل كثيرة، مرتبطة ب"حدوثها"، تعود إلى شخصيّة تمّام سلام الذي مارس السياسة وفق قواعد ورثها عن والده صائب بك الذي لم تعرف الأحقاد والثارات إلى نفسه ومواقفه وآرائه سبيلاً. إنما هذا جزء من كل، وليس كل العوامل والدوافع والأسباب. فثمّة قلق كبير وعميق يساور الناس، والمسؤولين منهم بصورة خاصة، فضلاً عن المخاوف التي تجتاح معظم اللبنانيّين وما يدعى الرأي العام. وخصوصاً على الصعيدين الأمني والاقتصادي، والجمود الذي يهيمن على حركة الانتاج، والأسواق، والمؤسّسات السياحيّة بصورة عامة. وبما أن كبار المسؤولين والقياديين والمرجعيين يعرفون تمام سلام، سواء داخل الحكم كوزير، أو على الصعيد السياسي وعلاقاته بالأفرقاء، وتعامله المتروّي والمسؤول مع الأزمات العاصفة، والاهتزازات والمواجهات، فإن لبنان سيكون على موعد مع صفحة جديدة. وقد تكون في الأمر أسباب أخرى. إلا أن ذلك لا يلغي أهمية هذه "النعم" الاجماعية للرجل الذي سيصير بعد ظهر اليوم مكلَّفاً رسميّاً تأليف حكومة جديدة، تستظل الوحدة الوطنيّة، وتتكئ بمجملها على فريق عمل من التكنوقراط ربما. من السابق لأوانه، بل من المستحيل التحدّث منذ الآن عن حكومة مهمّتها الأساسيّة محصورة ضمن جدران الاستحقاق الانتخابي، ولفترة قد لا تتجاوز الأشهر الثلاثة مبدئيّاً. على رغم ذلك، لا يسعني إلاّ أن أسجّل هنا تمنيات تلقيتها من أصدقاء للرئيس "المكلّف"، ومن أناس ضاقوا ذرعاً بكل هذا الاستهتار الذي يوليه من هم في صدارة الفيترينا، وبكل هذا الاستئثار بالمناصب والمكاسب... والبحث دائماً عن المزيد. يودّ هؤلاء أن يقرأوا في البيان الوزاري تعهّدات ووعوداً تؤكد العمل والسهر لتحقيق كل ما يجمع اللبنانيّين، ويزيل الحواجز النفسيّة والفعليّة التي تجعل البلد يبدو كمجمع للدويلات، أو الكانتونات، أو المربّعات الأمنيّة. ثمة إجماع على وجوب العودة إلى لبنان الواحد، والدولة الواحدة، والمصير الواحد، والمواثيق الواحدة، والحرص على إنقاذ هذا اللبنان من الضياع والتشرذم. مجرّد أفكار. مجرّد تمنيات طال انتظارها، ولا تزال حبراً على ورق الذاكرة.