| كتب عبد العزيز اليحيوح | أماط اللثام رجال المباحث عن جريمة الشدادية التي قضى فيها وافد مصري نحبه وعثر على جثته مطمورة في التراب، بعد ان دلت تحرياتهم ان مرتكبها مصري أيضا، أقدم على ارتكابها للتخلص من غريمه في الحب الذي وقع في هوى عشيقته السيلانية وأقام العلاقة معها. مصدر أمني أفاد «الراي» انه بعد مرور خمسة ايام من العثور على جثة شاب مطمورة في الشدادية وتبين بعد نقلها الى الطب الشرعي انها لمصري يعمل في احدى الشركات، واتضح ان سبب الوفاة ناتج عن ضربات بالرأس، تمكن المباحثيون من تفكيك ألغاز الجريمة والوصول الى قعر الحقيقة. وتابع المصدر «ان الغوص الى قاع الحقيقة بدأ بإرشادات من الوكيل المساعد لشؤون الامن الجنائي اللواء عبد الحميد العوضي، ومدير عام الادارة العامة للمباحث الجنائية العميد محمود الطباخ اللذين أوعزا الى مدير مباحث الفروانية العقيد منصور الهاجري بالتحري عن أسباب الجريمة وضبط مرتكبها، وعليه قام العقيدالهاجري ونائبه المقدم حمد العجمي بتشكيل فريق عمل يقوده الرائد هادي المطيري قام بجمع المعلومات عن الضحية، وتم استدعاء اكثر من 20 شخصا للتحقيق معهم، وذلك لصلة المعرفة التي تربطهم به». وأضاف «ووضع رجال المباحث في حسبانهم فرضية ان تكون الجريمة حصلت بسبب خلاف مالي، كما رجحوا فرضية ثانية ان يكون الثأر سببا، لكن على هذين المسارين لم يتم التوصل الى اي مشتبه به ضمن قائمة من تم التحقيق معهم». وزاد «وفي غمرة مواصلة التحقيق توقف رجال المباحث عند حيازة المجني عليه خطين هاتفيين احدهما لاستخدامه الشخصي، والآخر استدلوا بعد التدقيق عليه انه تلقى على هاتفه الاول مكالمات من الثاني، وإحداها فقط على رقم بقال تبين انه في منطقة حولي، وعندما اتصل المباحثيون على رقم المحمول ردت عليهم امرأة، فلم يكملوا المكالمة خشية هروبها، ومن ثم لا يتمكنون من تعقب خطاها، فاتجهوا الى البقالة واستجوبوا البائع عن الرقم، فأنكر معرفته بصاحبه، متعللا بأن كثيرين يطلبون اليه توصيل سلع لهم، ولا يعرفهم بالتحديد، فلجأ رجال التحري الى مراقبة البقالة من قرب واستجوبوا بعض مرتاديها، وقادهم حسهم المباحثي الى مباغتة آسيوية لدى دخولها البقالة وطلبوا الاطلاع على محمولها، وعلى الفور طلبوا الرقم الذي يبحثون عنه وانفجرت الدهشة في عيونهم عندما تبين ان الرقم محفوظ على ذاكرة هاتفها، ولدى سؤالها أخبرتهم انه رقم صديقتها التي تحمل الجنسية السيلانية، ودلتهم عليها وألقوا القبض عليها بعدما تبين انها مخالفة لقانون الاقامة ومسجلة بحقها قضية تغيب». وأكمل المصدر «ان المباحثيين أخضعوا السيلانية للتحقيق حول علاقتها بالمجني عليه وقصة الهاتف، ولم يمر وقت طويل حتى انهالت الاعترافات على لسانها، وأفادت بأنها تجمعها به علاقة غرامية (عميقة)، وأنها فقدت أثره منذ أسبوع، وبعدما تأكد المحققون من عدم تورطها في الجريمة، سألوها عما إذا كانت لديها علاقات أخرى، أجابت بأنها على علاقة موازية مع شاب مصري آخر يقطن في منطقة جليب الشيوخ، وزودت المباحثيين برقم هاتفه، فاستدعوه للتحقيق الذي أنكر في بدايته معرفته بالمجني عليه، نافياً وجود أي اتصالات بينهما، لكن الارتباك الذي ظهر على وجهه دفعهم إلى تضييق الحصار حوله، لينهار معترفا بأنه هو القاتل، وأفاد بأنه كان يتربص بالمجني عليه ويراقبه، بعدما علم بأنه على علاقة مع عشيقته السيلانية التي أنفق عليها مبالغ طائلة على مدى عامين، ووفر لها سكناً بمنطقة حولي، وأنه كان يتلصص على المجني عليه في مسكنه ليسمعه من خلف الباب وهو يتحدث مع عشيقته». وتابع المصدر: «في يوم الجريمة، كان المجني عليه على موعد معها (السيلانية) وقبل أن يتوجه إليها فاجأه الجاني عند الباب وطلب إليه أن يتحدث معه في أمر مهم، واستدرجه حتى وصلا إلى مشروع جامعة الشدادية، وأمره بالابتعاد عن عشيقته، لكنه أنكر معرفته بها، وبعد حوار عنيف امتد ساعات طلب المجني عليه السماح له بقضاء حاجته، وحينئذ استغل الجاني اللحظة، والتقط حجرا كبيرا، وهوى به على رأسه ثلاث مرات أسقطته أرضا، فاقداً الوعي حيث عمد الجاني إلى دفنه، وهو لايزال على قيد الحياة، وتوجه إلى منزله بمنطقة جليب الشيوخ، واستمر في الذهاب إلى مقر عمله بشكل طبيعي، حتى تم العثور على الجثة بعد ارتكاب الجريمة بخمسة أيام». وكشف المصدر «ان المجني عليه لم يلفظ أنفاسه في اللحظة نفسها، وظل يصارع الموت لمدة تتراوح بين 24 ساعة و48 ساعة، استناداً إلى أن الجثة لم تكن متحللة بالكامل». وختم المصدر بأن «المتهم أحيل على النيابة العامة، متهماً بجريمة القتل العمد، وهي جريمة القتل الثانية - في أسبوع واحد - التي يكتشف خيوطها رجال مباحث الفروانية».