حسيفٌ على الأيام والناس والهوى وحسبيَ ظنُّ الناس أنّيْ متيّمُ لهم سكراتٌ كلما أشرقتْ بنا خيولٌ أعنَّتُها على الشوق تُلجَمُ يظنون أنّ الشعرَ فيكم فريضةٌ فيصدقُ فِيَّ الظنُّ والله أعلمُ لأن سلَكَتْ درباً فإنِّيَ سالكٌ وإن حنَفَتْ عنيْ فإنِّيَ مُسلِمُ حذفتُ شآبيبَ الغرامِ مخافةً وكنتُ قوي القلبِ أقضي وأحكُمُ وأقدَرُ ما دام الفتى في شبابهِ فلمّا تولّى العمرُ فالشيبُ مُلزِمُ ونحن مع الدنيا نٌؤَمِّلُ وصلها فهل وصلَ الناجونَ إلا ليهدموا؟! فرٌدِّي عليه القولَ لو كان كاذباً وإنْ أناْ لم أُفصحْ فهاتيْ أترجمُ غريبٌ عن الأحبابِ أقتاتُ غربتي ونحن لدى الأعراب فرضٌ مُذمّمُ يقولون دعكم لا أباً لطريدكمٍ ألا تَبَّتِ القربى إذا الموتُ أرحمُ فإن كان حُسنُ الودِّ تجنيه علقماً وترضى بهِ صبراً فموتُكَ أقوَمُ أحجُّ إلى ربي دعائي وكربتي أعاودهُ الشكوى وما خابَ مُقدِمُ وإنْ يكُ حظُّ المرءِ لله دمعةً فتلك وأيمُ الله أجزى وأنعَمُ ولله أمرٌ غالبٌ في اصطفائهِ فقولي لهم صبٌّ نجيبٌ مُعَلَّمُ يسير على عينيهِ لُفّتْ عُصابةٌ فيبصرُ قلبُ الصبِّ ما الله يُلهمُ فإن تعبَ السُمَّار في لجَّة الهوى وخرَّتْ رحى الأرواح فالقومُ يُتَّمُ وضعتُ وشاحَ النور في حالك الدجى وقلتُ هلُمُّوا الآن فالموجُ يَعظُمُ إلى كوكبٍ مصباحهُ في سحابةٍ ستجري إلى أرض بها الحب يُظلَمُ وزيتونةٍ شقراءَ لا تفتنُ الذي يغازلها بالليل والناسُ نُوَّمُ بلادُ الفتى من كان يرجو وِدادها فتحضنه كالطفلِ يُغفي وتَبسِمُ تحوزُ له الدنيا إذا هوَ كاشحٌ وإن ضنَّتِ الدنيا فصبرٌ مُقسَّمُ وأسكبُ بالشعرِ الكريم مقالةً وأعرف أنّ القولَ بالشعرِ يُفهَمُ ليعرفَ أهلُ العشقِ أنّيْ متيمٌ ومن كان مثليَ في الهوى ليس يُرجَمُ