السحر في الإسلام من أمهات الكبائر المحرمة شرعاً * ضرر السحر كبير على الأبدان والعقول ويفرق بين المرء وزوجه تقدم النواب د.عبدالرحمن الجيران وخالد الشليمي وطاهر الفيلكاوي وسعد البوص ومبارك العرف بالاقتراح بقانون بشأن السحر والشعوذة. ونصت مواده على الآتي: المادة الأولى: تضاف الى قانون الجزاء المادتان التاليتان: 1 مادة رقم 164 مكررا: «يعاقب بالحبس المؤقت مدة عشر سنوات وبغرامة لا تقل عن خمسة آلاف دينار كل من مارس أعمال السحر والشعوذة بأي صورة كانت او شارك في ذلك، وتكون العقوبة الحبس المؤقت مدة خمس عشرة سنة إذا ترتب على ممارسة تلك الأعمال الاضرار بدنيا او نفسيا بأحد الأشخاص ما لم يكن ذلك معاقب عليه بعقوبة أشد فتوقع تلك العقوبة». 2 مادة رقم 164 مكررا أ: «يعاقب بالحبس المؤقت مدة خمس سنوات وبغرامة لا تقل عن ثلاثة آلاف دينار كل من استورد او جلب او حاز او احرز او باع او سلم مواد مما تستعمل في الأعمال الموضحة بالمادة السابقة وهو عالم بذلك». المادة الثانية: ينشر هذا القانون بالجريدة الرسمية ويعمل به من تاريخ نشره وعلى الوزراء المختصين تنفيذه. المذكرة الايضاحية السحر في الإسلام من أمهات الكبائر المحرمة شرعا لما فيه من اخلال بالعقيدة واضرار بالناس وتحريمه ثابت بالكتاب والسنّة والاجماع. ودليله من الكتاب قوله تعالى: (واتبعوا ما تتلو الشياطين على ملك سليمان وما كفر سليمان ولكن الشياطين كفروا يعلّمون الناس السحر وما أنزل على الملكين ببابل هاروت وماروت وما يعلّمان من أحد حتى يقولا إنما نحن فتنة فلا تكفر فيتعلمون منهما ما يفرّقون به بين المرء وزوجه وما هم بضارين به من أحد إلا بإذن الله ويتعلمون ما يضرهم ولا ينفعهم ولقد علموا لمن اشتراه ماله في الآخرة من خلاق ولبئس ما شروا به أنفسهم لو كانوا يعلمون ولو أنهم آمنوا واتقوا لمثوبة من عند الله خير لو كانوا يعلمون البقرة: 101 103). وتدل الآيات السالفة على ان السحر كفر وأن تعلمه كفر أيضا. وقوله تعالى (وأوحينا إلى موسى أن ألق عصاك فإذا هي تلقف ما يأفكون فوقع الحق وبطل ما كانوا يعملون فغلبوا هنالك وانقلبوا صاغرين الأعراف: 117 118 119). وقوله تعالى (وقال فرعون ائتوني بكل ساحر عليم فلما جاء السحرة قال لهم موسى ألقوا ما أنتم ملقون فلما ألقوا قال موسى ما جئتم به السحر ان الله سيبطله إن الله لا يُصلح عمل المفسدين ويحق الله الحق بكلماته ولو كره المجرمون يونس: 79 80 81 82). وتكشف تلك الآيات على ان السحر إفساد في الأرض وان السحرة مجرمون. وقوله تعالى في (قالوا يا موسى إما أن تلقي وإما أن نكون أول من ألقى قال بل ألقوا فإذا حبالهم وعصيهم يخيّل إليه من سحرهم أنها تسعى فأوجس في نفسه خيفة موسى قلنا لا تخف إنك انت الأعلى وألق ما في يمينك تلقف ما صنعوا إنما صنعوا كيد ساحر ولا يفلح الساحر حيث أتى طه: 65 66 67 68 69). وهذا دليل على ان الساحر يضر ويكيد وان الله سبحانه وتعالى لا يفلحه بسبب مكيدته. أما الدليل من السنّة فعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «من أتى كاهنا فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد» رواه أبو داود وأخرجه أهل السنن الأربعة وصححه الحاكم. وعن عمران بن حصين رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ليس منّا من تطيّر أو تُطير، أو تكهن أو تُكهن له، أو سَحر أو سُحر له، ومن أتى كاهنا فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد» رواه البزار بإسناد جيد. وقد أجمع أهل العلم عن النهي في اتيان الساحر والكهنة والعرافين وأمثالهم وسؤالهم وتصديقهم والوعيد على ذلك. أما معنى السحر: فهو عزائم ورقى وعقد وأعمال تؤثر في القلوب والأبدان فيمرض ويقتل ويفرّق بين المرء وزوجه. وسُمي بالجبت وهم الذين يدّعون معرفة الغيبيات او يستحضرون الجن ليستعينوا به ويُطلق الساحر على العرّاف والمنجّم والكاهن والرمّال. أما صور السحر فهي مثلا أدوية وتدخين وسُقى ومشط والشاطة (وهو الشعر الذي يسقط من الرأس أو اللحية) والحف (طلع النخل) يخلط من النجاسة ويكون التقرب الى الجن بالذبح او تمتمتهم بالطلاسم او صب الرصاص، ومن صوره ايضا خرزات وعظام وقماش وتسمى حرزا ومن صورة الودعة وهو الصدف وينظم في خيوط وتعليق الأوتار والتمائم والتولة يصنعونه بادعاء انه يحبب المرأة الى زوجها. أما ضرر السحر فكبير فإنه يؤثر على الأبدان والعقول ويقتل في بعض الأحيان كما انه يؤثر في القلوب ويفرّق بين المرء وزوجه وأهله كما انه هدر للأموال لأن السحرة يطلبون المبالغ الباهظة لعمل ذلك. ونظرا لكثرة المشعوذين في الآونة الأخيرة ممن يدعون الطب ويعالجون عن طريق السحر او الكهنة وانتشارهم في البلاد واستغلال السذج من الناس فقد أعدوا أوكارا لذلك وجلبوا وسائل السحر والشعوذة من الخارج فضلا عن عملهم في الداخل ولهم أعوان في ذلك طلبا للمال وغيره، ومن ثم جاء هذا التشريع مجرما لجميع أنواع السحر ووسائله على النحو الوارد به.