بعد ذلك ألقى معالي مدير الجامعة الدكتور بكري بن معتوق عساس كلمة بين فيها أن المملكةُ العربيةُ السعوديةُ هي حاملةَ العبءِ الأكبرِ في مسؤوليةِ التجديدِ اللغويِّ نظراً لاجتماعِ الإرادة السياسيةُ لخادمِ الحرمينِ الشريفينِ في خدمةِ العربية ظاهرةٌ، وتتمثَّلُ تجلياتُها في إنشاءِ مركزِ الملكِ عبدِالله بنِ عبدِالعزيز الدَّوْليِّ لخدمةِ اللغةِ العربيةِ، وفي مبادرتِهِ لإثراءِ المحتوى العربيِّ التي جعلتْ من المملكةِ بحمدِ اللهِ أكثرَ الدُّولِ العربيّةِ إثراءً للمحتوى العربيِّ على الشبكة ِالعالميّةِ للمعلومات وفي قرارات الإلزام باللغةِ العربيّةِ في المكاتباتِ الرَّسْميةِ والدوائرِ الحكوميةِ والسجلاتِ التجاريةِ والفواتيرِ وغيرِ ذلك والرُّؤيةُ العلميةُ تنسُجُها عشراتُ الكلياتِ الأكاديميةِ والمؤسساتِ العلميةِ السعوديّة، التي تعتني بشأن اللغةِ العربيةِ وتنشُرُ من أجلها البحوثَ، وتُقيم الملتقياتِ والمؤتمراتِ والمشاريعُ العمليةُ كثيرةٌ وفيرةٌ لعلَّ من أضخمِها وأكبرِها الملتقى التنسيقيَّ للجامعاتِ والمؤسساتِ المعنيةِ باللغةِ العربيةِ في دولِ مجلسِ التعاونِ لدُّولِ الخليجِ العربيةِ الذي ينظّمُه مركزُ الملكِ عبداللهِ بنِ عبدِالعزيز الدَّوْليُّ لخدمةِ اللغةِ العربية في الرياضِ الشهرَ القادمَ . وأبان أن كل ذلك يؤكد أن المملكة التقَتْ فيها ثلاثيَّةُ التمكينِ للعربيةِ عبرَ إرادةٍ سياسيةٍ ورؤيةٍ علميةٍ ومشاريع عمليّة فلعلّها أن تنهضَ بواجبِ هذهِ اللغةِ الشريفةِ ويكونَ لها قصَبُ السبقِ. وأعرب معاليه عن أمله من هذا المؤتمرَ الدَّوليَّ أن يمثِّلُ التقاءً للأركانِ الثلاثةِ فقد جاء برعايةٍ كريمةٍ من خادم الحرمين الشريفين، وتلك إرادة سياسيةٌ، واستقطبَ باحثين أكفاءَ علماءَ مما سينشئُ رؤية علميةً أصيلةً وتطرَّقَ للجانبِ العمليِّ الميدانيِّ: جانب تعليم اللغة وتكوين مهاراتِها مما سيجعلُ مخرجاتِهِ قطعاً مشتملةً على مشاريعَ عمليةً قابلةً للتنفيذِ وأنْ يتجاوزَ إصدارَ التوصياتِ إلى تنفيذِها وتشخيصَ العللِ إلى علاجِها . وأكد معاليه أنَّ العربيةَ ليست في خطرٍ لأنها محفوظةٌ بحفظِ الله ثمَّ بِبِنْيَتِها البديعةِ وإمكاناتِها الذَّاتيةِ ولكن أمامَها تحدياتٍ خطيرة تستوجبُ من الجميع القيام بواجباتهم اتجاهها راجيا أن يكونَ هذا المؤتمرُ جزءاً من القيام بالواجبِ ضمنَ سلسلةِ مشاريعَ لغويةٍ تعملُ الجامعةُ على إنجازِها وَفْقَ خٌطةٍ إستراتيجية دقيقةٍ بحيثُ ترتبطُ فيها القراءةٌ التحليليّةُ للواقع وعلاج مشكلاتِه بالرؤيةِ الاستشرافيّةِ لآفاقِ المستقبلِ الذي يحتاجُ منا جميعاً إلى مزيدٍ من العملِ الدءوب والتخطيطِ المحكمِ في زمنٍ لا مكانَ فيه للكسالى والمتواكلين . وفي نهاية الحفل قدم عميد كلية اللغة العربية درعاً تذكاريا لمعالي مدير الجامعة بهذه المناسبة . وسيواصل المؤتمر فعالياته يوم غد بعقد خمس جلسات لمناقشة محوري مهارات اللغة العربية والمناهج وتقنيات تعليم العربية تطرح خلالهما 38 ورقة عمل . // انتهى // 22:05 ت م فتح سريع