استهدف انفجار كبير بسيارة ملغومة البنك المركزي السوري في منطقة السبع بحرات في العاصمة دمشق أمس ما أسفر عن مقتل 20 شخصا على الأقل وجرح العشرات فضلاً عن خسائر مادية كبيرة جراء اندلاع النيران في سيارات وإلحاق الضرر بمبان مجاورة، في حين أعلن النشطاء سيطرة الجيش الحر على ميدان رماية هام جنوبي العاصمة دمشق، تزامناً مع تكثيف قوات النظام قصف أحياء حمص القديمة المحاصرة بصواريخ أرض أرض. وذكر التلفزيون السوري ان انتحاريا شن هجوما بسيارة ملغومة في مرآب البنك ما أسفر عن مقتل 20 شخصا على الأقل واندلاع النيران في سيارات وإلحاق الضرر بمبان مجاورة تضم وزارة المالية ومبنى رئاسة الوزراء القديم. وذكر التلفزيون أن الانفجار أدى إلى إصابة 53 شخصا بجروح مختلفة. ووصفت إحدى المقيمات في دمشق الانفجار بأنه أكبر انفجار سمعته بالعاصمة السورية خلال الانتفاضة المستمرة منذ عامين ضد الرئيس بشار الأسد وقالت إن أعمدة ضخمة من الدخان تتصاعد من منطقة السبع بحرات، حيث موقع البنك المركزي ووزارة المالية السورية. وقال سكان ونشطاء من المعارضة إن دوي اطلاق نيران سمع وكذلك صافرات عربات اسعاف. وافاد التلفزيون باطلاق أعيرة نارية في الهواء لفتح الطريق أمام عربات الاسعاف، وعرض لقطات لسبع جثث في الشارع بينها جثتان متفحمتان وسط حطام حافلة مقلوبة. وتخمد عربات الاطفاء النيران المندلعة من سيارات دمرها الانفجار. وحمل رجال امرأة على نقالة وجهها ملطخ بالدماء بينما هرعت نساء محجبات ترتدين أثوابا طويلة سوداء في فزع صوب المكان. وأوضحت لقطات تلفزيونية بعض الأطفال في الزي المدرسي وهم يضعون ضمادات. ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن الهجوم إلا أن وسائل الاعلام الرسمية ألقت باللوم على «إرهابيين» وهو وصف تستخدمه الحكومة في الإشارة إلى مقاتلي المعارضة. واتهمت جماعات المعارضة الحكومة بتنفيذ الهجوم. تقدم للمعارضة من جانب آخر، سيطر الجيش الحر على حقل رماية تابع لقوات النظام بريف دمشق والذي اندلعت فيه أيضا اشتباكات عنيفة بين الجيش الحر والقوات النظامية. وأفادت لجان التنسيق المحلية بأن الجيش الحر سيطر على حقل الرماية التابع للفرقة السابعة بعد اشتباكات عنيفة مع قوات النظام في بلدة شقحب بريف دمشق على الطريق الواصل بين دمشق ودرعا. وتقدم مقاتلو المعارضة الذين يتمركزون على مشارف دمشق صوب مناطق قريبة من قلب العاصمة وصعدوا من الهجمات بقذائف هاون وسيارات ملغومة. وأكد الجيش الحر أنه استهدف رتل دبابات في حي العباسيين بدمشق، ودمر دبابة وأعطب اثنتين. وتحدثت شبكة شام الإخبارية عن قصف بالمدفعية الثقيلة وقذائف الهاون فجر أمس على أحياء جوبر والقابون وأحياء دمشق الجنوبية واشتباكات في محيط حي جوبر كما استهدف الجيش الحر بقذائف الهاون فرع المخابرات الجوية بساحة العباسيين. قصف حمص على صعيد آخر ذكرت شبكة شام الإخبارية أن قوات النظام السوري قصفت أحياء حمص القديمة المحاصرة بصواريخ أرض أرض فجر أمس، حيث سقط صاروخ على المنازل بحي جورة الشياح، مما أدى إلى انهيار أحدها وتضرر مبان أخرى. كما تعرضت مدينة الحولة بريف حمص لقصف عنيف بالمدفعية الثقيلة من قبل قوات النظام. وقال ناشطون إن اشتباكات عنيفة اندلعت فجر أمس بين الجيش الحر وقوات النظام في محيط مطار الطبقة العسكري بريف الرقة. وكان الجيش الحر قد قصف المطار مساء أمس بصواريخ محلية الصنع. ويأتي ذلك رداً على الغارات الجوية التي تشنها طائرات النظام على مدينة الرقة وريفها. كما بث ناشطون سوريون صورا لعملية تفجير دبابة على الطريق الدولي بين خان شيخون ومعرة النعمان بإدلب. حماة ودير الزور وتصدى الجيش الحر لرتل عسكري يحمل إمدادات عسكرية لقوات النظام وكان يحاول التقدم من محافظة حماة باتجاه معسكري وادي الضيف والحامدية المحاصرَيْن. وفي دير الزور قصف الطيران الحربي أحياء الحميدية والشيخ ياسين بالتزامن مع قصف عنيف براجمات الصواريخ على معظم أحياء دير الزور، في حين يقصف الطيران المروحي للنظام بالبراميل المتفجرة قرية الشرائع بمنطقة اللجاة بريف درعا تلاه قصف عنيف بالمدفعية الثقيلة على المنطقة.