إسطنبول: أثنى رئيس الوزراء التركي، رجب طيب أردوغان، على لجنة "العقلاء" التي اجتمع معها، الأسبوع الماضي، مؤكدا أنهم سيعملون في مختلف أنحاء البلاد، للمساهمة بإحلال السلام في البلاد. وأوضح أردوغان، في كلمة له امام اجتماع كتلة حزبه البرلمانية، في العاصمة التركية أنقرة، اليوم، أنه اجتمع مع 62 من أعضاء اللجنة، البالغ عددهم 63، فيما كان العضو الأخير متواجدا خارج البلاد. وأشار إلى أن الأعضاء قدموا خلال الاجتماع ملاحظاتهم، وأفكارهم عن المرحلة، وناقشوا عددا من المواضيع، وبأنهم سيقومون بالعمل في مختلف أنحاء البلاد، وسيكون هناك رئيسا لهم، حيث تقوم كل مجموعة، باعداد تقارير، ويتم اجتماعهم لاحقا لتقييم الوضع. وأكد على أن اللجنة ستعمل على إنجاز عدد من النشاطات والفعاليات، لنقل نبض الشعب، أما بالنسبة لمسمى اللجنة، الذي تداول اسمها في الرأي العام كثيرا، أشار إلى أن الموضوع لا يجب أن يقارب على الاسم وحسب، مؤكدا ان ذلك "جهالة وغفلة، ولن توقف مسير قافلة الحكومة". وشدد أردوغان على أن "أعضاء اللجنة اختيروا من بين المئات، وتم جمعهم في طاولة واحدة، وهم من مختلف المناطق والعرقيات والأفكار والمعتقدات، وهذا أمر صعب جدا، ولأن المسؤولية كبيرة، اجتمع هؤلاء، ووضعوا القضايا الجانبية بطرف، من أجل إطفاء الحرائق في البلاد، اجتمعوا ليعملوا بجد، ومن الصميم لحل الأزمة، واضعين مشاكلهم واختلافاتهم الجانبية على الرف في الوقت الحالي، ويهدفون ويركزون فقط على وقف الدماء والدموع"، في وقت استبشر في اجتماع أعضاء اللجنة بصورة واحدة، وذلك من أجل مستقبل البلاد. وانتقد أردوغان زعيما حزبي المعارضة الرئيسية في البلاد، وهما رئيس حزب الشعب الجمهوري المعارض، كمال كلجدار أوغلو، وزعيم حزب الحركة القومةي المعارض، دولت باهتشلي، حيث إنهما على حد وصفه، "لا يمتلكان أي صلاحية لتوجيه الانتقادات لهذه اللجنة، لأن هؤلاء الأشخاص، يمتلكون ميزات لا تتوفر بهاتين الشخصيتين"، أي كلجدار اوغلو، وباهتشلي، واعتبر أنهما فضلا "مراقبة مرحلة إحلال السلام، بينما اللجنة وافق أعضاؤها على المشاركة، وخوض الصعاب". ولفت إلى أن كلجدار أوغلو، دأب على السؤال عن المرحلة، دون المشاركة فيها، ومحاولة إعاقتها، وتوجيه اتهامات لحزب العدالة والتنمية فقط، مرجعًا ذلك إلى أن اللجنة تساهم في كسب الوقت، لحزب العدالة والتنمية، من أجل النجاح بالانتخابات المقبلة، وهذا ما رد عليه أردوغان، بأنهم لا يحتاجون لذلك. وزعم أردوغان أن الحكومة عملت بشكل مكثف في هذه المرحلة، مراعية "أرواح الشهداء ومشاعر عائلاتهم، ولكن وقف القتل وسيلان الدماء، من مهام الحكومة"، كما اتهم حزب الشعب الجمهوري، بالسعي الدائم "لدعم الإرهابيين، والمنظمات الأخرى". كما انتقد باهتشلي على "أسلوبه الفظ في كلماته التي لا تناسب السياسيين، ولا تناسب السياسة في البلاد"، مناديا أنصار الحزب، "بإعطائه الجواب المناسب لكلماته المخيبة"، مدعيا أن باهتشلي "غير مرتاح لحل مسألة الإرهاب في البلاد". واتهم اردوغان باهتشلي أيضا، باتباعه سياسة في حكمه للبلاد، والتي استمرت ثلاث سنوات ونصف، "أغرقت البلاد بالديون وتراجعت مكانته"، مؤكدا أن حكومته عملت على الإصلاح ودفع الديون التي ستنتهي الشهر المقبل. وامتدح أردوغان الأداء الاقتصادي الذي تقدمه الحكومة، في دعم موجودات المصرف المركزي وتعزيزه، في وقت كانت فيه الحكومات السابقة، تعمل على نهب وسرقة المصارف، في معرض رده على باهتشلي، الذي اتهم أردوغان بالخيانة، بينما لغة الأرقام، على حد وصف أردوغان، تشير إلى وفائه وحكومته للبلاد. وجدد أردوغان تأكيده على أن الحكومة دفعت جميع الديون المتراكمة على البلاد، مهما كان نوعها، والتي راكمتها الحكومات السابقة، مستعرضا أرقاما، أوضحت النجاحات الاقتصادية التي نجمت عن الاستقرار في البلاد، والثقة التي تتمتع بها. وشدد على أن الحكومة مستمرة في مشاريع التحول العمراني، في مختلف مناطق البلاد، وأن الحكومة مستمرة في ذلك، متعهدا للمواطنين الأتراك، بالالتزام بأوقات التسليم، ومشيدا بالمتعاونين مع الحكومة.