محمد النجار-عمان أعلن التيار السلفي الجهادي بالأردن استمراره في نصرة الشعب السوري حتى إزالة نظام بشار الأسد، في الوقت الذي أعلن فيه التصعيد ضد الحكومة الأردنية للمطالبة بالإفراج عن معتقليه في السجون. وقال القيادي البارز في التيار محمد الشلبي الملقب بأبو سياف إنه لا يوجد أي مبرر للتخويف من التيار السلفي الجهادي الذي لبى نداء الشعب السوري الذي طلب النصرة على نظامه "الظالم". وأضاف للجزيرة نت -على هامش اعتصام نفذه نحو 200 من أعضاء التيار أمام مبنى رئاسة الوزراء للمطالبة بالإفراج عن معتقليهم في السجون الأردنية- "أبناء التيار ذهبوا لسوريا فقط لنصرة الشعب السوري المظلوم". وتابع "نحن ذهبنا للشعب السوري عندما طلب النصرة (..)، وهو لم يطلب النصرة من التيار السلفي الجهادي بل من كل المسلمين، ولم تتم تلبية النداء إلا من التيار السلفي الجهادي". ويقاتل الأردنيون ضمن جبهة النصرة التي تصنفها الولاياتالمتحدة ودول غربية "جماعة إرهابية" تابعة ل تنظيم القاعدة. وتشير إحصاءات التيار السلفي الجهادي إلى أن 37 أردنيا -كانوا يقاتلون في صفوف الجبهة- قتلوا في مواجهات مع جيش النظام السوري، ويتركز وجود الأردنيين في جنوبسوريا وريف دمشق وحمص وحماة. وكشف أبو سياف عن أن عدد أعضاء التيار الذين يقاتلون في سوريا "يتجاوز 500"، ولفت إلى أن المخابرات الأردنية تعتقل كل من يعود من هؤلاء المقاتلين، "علما بأنهم يعودون لممارسة حياتهم الطبيعية". وأوضح أن عدد الذين اعتقلوا في الأردن بعد عودتهم من سوريا يبلغ 30 شخصا يحاكمون أمام محكمة أمن الدولة في ثلاث قضايا مختلفة. وهدد القيادي السلفي الجهادي السلطات الأردنية بالتصعيد ضدها "في حال لم تف بوعودها بالإفراج عن نحو 100 معتقل سلفي جهادي محتجزين في السجون الأردنية". اعتصامات وقال إن التيار سينفذ اليوم اعتصامه الأول وسيتبعه بثلاثة اعتصامات بواقع اعتصام كل أسبوع، ملوحا بالبدء في اعتصام مفتوح بعد نحو شهر "إن لم تستجب الحكومة لمطالبنا بالإفراج عن معتقلينا". وأضاف "لقد طفح الكيل ومللنا الوعود الكاذبة، حيث وعدنا أكثر من مرة بالإفراج عن معتقلي التيار السلفي الجهادي وأنه لن يكون هناك أي معتقل من التيار مع نهاية 2012، لكن الاعتقالات والمداهمات الليلية والمعاملة المهينة استمرت". وطالب أبو سياف بإقالة مدير السجون الذي اتهمه بأنه "صاحب الملف الأسود الذي شهدت بأم عيني تعذيبه للمعتقلين". ومن أبرز معتقلي التيار في السجون منظّر التيار السلفي الجهادي بالأردن عصام البرقاوي الملقب بأبو محمد المقدسي، والذي يقضي منذ عام 2010 حكما بالسجن ثلاث سنوات بتهمة إرسال أموال لحركة طالبان الأفغانية، بينت التحقيقات أنها نحو 800 دولار. كما تعتقل الأجهزة الأمنية الأردنية كلا من القيادات البارزة في التيار عبد شحادة الملقب بأبو محمد الطحاوي، والدكتور سعد الحنيطي، إضافة لمعتقلين بعضهم لا تزال قضيتهم منظورة أمام محكة أمن الدولة، وبعضهم يقضي عقوبات بالسجن المؤبد. تحول سياسي وكان لافتا في اعتصام التيار السلفي الجهادي إطلاق اسم "الحراك السلفي الجهادي" على تجمعهم، إضافة لتبنيهم لمطالب سياسية واقتصادية، وهو ما يشير إلى تحول سياسي في خطابهم. وجاء في بيان للتيار -وزع على الصحفيين- مطالبة الحكومة الأردنية "ومن بيده النفوذ في هذا البلد بضرورة البحث عن كل الوسائل التي تعمل على رفع المعاناة عن جيب المواطن الأردني، وتحسين الوضع الاقتصادي بعيدا عن جيب المواطن ولقمة الخبز، قبل أن ينهار المواطن ويخرج عن صبره ويحدث في الأردن ما حدث في غيره من الدول العربية". بيان السلفيين الجهاديين ذكّر "بما حصل في تونس وليبيا ومصر واليمن وأخيرا في الشام، نتيجة الظلم الواقع على تلك الشعوب وعدم الأخذ على يد الظالم". كما وجه التيار دعوة للأمة الإسلامية بألا تقف مكتوفة الأيدي حيال "اعتداءات اليهود على الأرض والمقدسات في فلسطين"، معتبرا أن فلسطين من البحر للنهر أرض إسلامية لا شيء لليهود فيها. وتقدر مصادر مستقلة عدد المنتمين للتيار السلفي الجهادي في الأردن بنحو خمسة آلاف، وتتعامل معه الدولة في الأردن من المنظور الأمني دون اللجوء لأي حلول سياسية، وهو ما جعل خبراء في شؤون الحركات الإسلامية يخشون من أن يؤدي هذا التعامل إلى مواجهات غير محسوبة مع التيار، رغم تأكيد قياداته أنه لا يعتبِر الأردن ساحة مواجهة مسلحة مع النظام. المصدر : الجزيرة.نت الإماراتية للأخبار العاجلة أضف الإماراتية بالبلاك بيري PIN:29B53A9E