بدأ الجيش الفرنسي سحب قواته من مالي، بترحيل مئة جندي من أصل أربعة آلاف، وفق ما أعلنت رئاسة أركان القوات في باريس أمس. ووصلت المجموعة التي تم سحبها أول من أمس إلى بافوس في قبرص، إذ ستقضي ثلاثة أيام في فندق ينزل فيه عادة العسكريون الفرنسيون العائدون من مسرح العمليات في طريقهم إلى فرنسا، بحسب ما اوضحت رئاسة الأركان. وقال اريك دينيسي مدير المركز الفرنسي للبحوث حول الاستخبارات، إنّ «أكثر من 600 مقاتل متطرّف من أصل 1500 الى 2000، تمّ القضاء عليهم على الأرجح، ودمرت مخزونات اسلحة وذخائر ومحروقات بأعداد كبيرة»، مضيفاً : «أعدنا الإرهابيين خمس أو عشر سنوات إلى الوراء، هذا لا يعني أنّ التهديد زال نهائيا لكننا أبعدناه كثيرا». وفيما تستمر عمليات التمشيط في سلسلة جبال ايفوقاس وعلى طول الحدود الجزائرية، بدأ الجيش الفرنسي تخفيف عناصره وعتاده. وبات يركز جهوده حول تمبكتو وغاو، حيث يطارد مقاتلي حركة التوحيد والجهاد في غرب افريقيا التي باتت انشط المجموعات ميدانيا. على صعيد ذي صلة، حذّر الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون من امتداد الصراع في مالي إلى الصحراء الغربية، مشيراً إلى أنّ «جبهة البوليساريو» حذّرت المنظمة الدولية من احتمال حدوث تسلّل لإرهابيين». وقال بان في تقرير لمجلس الأمن المؤلف من 15 دولة: «خلال اجتماعات مع بعثة حفظ السلام لم يستبعد قادة جبهة بوليساريو تسلل إرهابيين»، مضيفاً أنّ «احتمال تسلّل مسلّحين ووجود ثغرات في التنسيق الأمني الإقليمي، ونقص الموارد من أجل السيطرة على الحدود بشكل فعّال، كلها أمور تعرّض المراقبين العسكريين للخطر».