لأن المؤسسات الثقافية بما فيها الأندية الأدبية وجمعيات الثقافة والفنون وغيرها من المؤسسات العلمية تدخل في فضاء الدولة هل تخضع هذه المؤسسات لرقابة ومراقبة من قبل الجهات المعنية بالفساد الإداري والمالي وهل يمكننا أن نتحدث عن الفساد الثقافي والعلمي داخل الجامعات السعودية والمؤسسات الثقافية وربط ميزانية كل جامعة ومؤسسة ومنشأة بالنتاج العلمي والفكري والثقافي وحجم هذا النتاج وتأثيره على المجتمع.ذلك أن الفساد حالة لا تقتصر على الفساد المالي والإداري والاجتماعي فقط.يقول الدكتور غازي العباسي الأمين العام للهيئة السعودية للمهندسين «إن المملكة فيها 4000 مكتب هندسي، وأكثر من 30 ألف مهندس سعودي نصفهم فقط مسجل لدى الهيئة، وهناك 120 مهندسا وافدا مسجلين لدى الهيئة».إن الفساد في عمومه يشكل أكبر إعاقة أمام تحدي المجتمع الذي تتحول مؤسساته ومنشآته إلى قلاع للفساد العلمي بدلا من أن تتحول إلى قلاع للتطوير والتغيير ومنارات علم ومعرفة وتنوير لا أن تتحول إلى قلاع للمنع والممانعة والفساد والتزوير.ثمة معلومة تقول: لقد وصل عدد الشهادات الوهمية والمزورة في المملكة إلى أرقام قياسية، ففي القطاع الصحي كشفت تقارير أن هناك أكثر من 15 ألف عامل في المجال الصحي في المملكة تم إيقافهم عن ممارسة العمل يحملون شهادات وهمية ومزورة منهم 75 طبيبا!.إضافة إلى بيع البحوث العلمية الذي يعد شكلا من أشكال الفساد، فيما يشكل شراء رسائل الماجستير والدكتوراه جريمة من جرائم الفساد الاجتماعي والعلمي والأكاديمي، ذلك أن الفساد ليس ممثلا في الفساد الإداري والمالي والاجتماعي فقط لكنه يشمل كل مجال وميدان وحقل.ما أعتقده أن من أسباب السقوط الحضاري أن يتحول ميدان العلم والمعرفة إلى سوق نخاسة.. للبيع والشراء كما رأينا الكثيرين قد أصبحوا حملة للماجستير والدكتوراه بقوة المال لا بقوة الفكر والوعي والذكاء، الخلاق أليس هذا هو أكبر وأخطر أنواع وأشكال الفساد؟! حتى العلم تحول إلى وجاهة!!.