بغداد - باسل محمد: بعد أشهر طويلة من النفي, أقرت الجماعات الشيعية العراقية الموالية للنظام الإيراني بمشاركتها في القتال إلى جانب قوات النظام في سورية, وصعدت من حملاتها لتجنيد شبان شيعة تحت شعار "الدفاع عن المقدسات", ما يثير مخاوف من تصاعد وتيرة الحرب الطائفية وتمددها من سورية إلى العراق ومنهما إلى دول المنطقة. (راجع ص 43) وللمرة الأولى, شيعت بعض الاحياء الشيعية في بغداد خمسة مقاتلين من جماعتي "عصائب أهل الحق" برئاسة قيس الخزعلي و"كتائب حزب الله" برئاسة حسن ساري, إضافة الى احد المقاتلين قيل انه ينتمي الى جماعة يقودها ابو مهدي المهندس الذي يعتقد انه يرتبط مباشرة بقائد "فيلق القدس" الايراني قاسم سليماني. وكشف مواطنون شيعة, في حي بغداد الجديدة, شرق العاصمة, أن حملات التطوع للقتال في سورية ازدادت في الاسابيع القليلة الماضية بسبب تصاعد المعارك الفاصلة في دمشق, مؤكدين أن أشخاصاً من الجماعات السياسية الشيعية غير المشاركة في الحكومة العراقية تشرف على هذه الحملات. وأوضحوا أن حملات التطوع تجري تحت شعار الدفاع عن مقامي السيدتين زينب ورقية القريبين من دمشق. وأكد مصدر رفيع في "التيار الصدري" ل ̄"السياسة" ان رحلات السفر الى سورية ازدادت بين الشباب في الاحياء الشيعية ببغداد, سيما الصدر والكرادة والنعيرية والأمين والمشتل والحبيبية والبياع وغيرها, موضحاً أن المتطوعين لا يذهبون مباشرة الى سورية بل يتم تصنيفهم بين من يعرف استعمال السلاح وبين من لا يعرف, وفي الحالتين يتم إرسالهم إلى معسكرات إما داخل سورية على الارجح وإما في مناطق محددة من العراق ليجري تدريبهم على بعض الاسلحة, ثم ينتقلون عبر معبر الوليد المقابل لمعبر التنف, وهو المعبر السوري الوحيد الذي مازال خاضعاً لسيطرة قوات النظام على الحدود مع العراق, وفي مرحلة لاحقة يجري توزيعهم على وحدات تشرف عليها قيادات ايرانية ومن "حزب الله", ثم يتم إرسالهم إلى جبهات القتال في منطقة السيدة زينب الساخنة التي غالباً ما تشهد معارك عنيفة. وبحسب بعض اهالي حي النعيرية الواقع شرق بغداد, فإن عمليات التطوع تتم على مرأى من القوات الامنية العراقية, التي لا تتدخل أبداً, وإنما يتعاطف بعض عناصرها أحياناً مع حملات التطوع على اعتبار أنها أساسها ديني.