من منا لا يبحث عن راحة البال والانشراح في الصدر وطمئنية في القلب والمتاع الحسن حيث قال الله تعالى في كتابة الكريم 'اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُمَتِّعْكُمْ مَتَاعاً حَسَناً' سورة هود، ان ما يؤرق المسلم هي كثرة الذنوب والمعاصي التي يفتعلها ولا تقتصر على الأفعال بل تكون المعصية إما بالنظر أو بالكلمة، وجاء ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم حيث قال (العين تزني وزناها النظر، والأذن تزني وزناها السمع، واليد تزني وزناها البطش). متفق عليه، حيث خلق الله الإنسان وهو مجبول على الشهوات بعكس الملائكة فهي لا تعصي الله، وقال الله تعالى في كتابه العزيز 'يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلائِكَةٌ غِلاظٌ شِدَادٌ لا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ' سورة التحريم. ومن رحمة الله بأن ان جعل لنا الاستغفار آيات تطهر القلوب وتغسل الذنوب وترحم العباد من يوم الميعاد، حيث قال الله سبحانه وتعالى في سورة نوح (فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا يُرْسِلِ السَّمَاء عَلَيْكُم مِّدْرَارًا وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَارًا مَّا لَكُمْ لَا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَارًا وَقَدْ خَلَقَكُمْ أَطْوَارًا)، وتدل الآية الكريمة على أن الاستغفار في الخير الكثير بإرسال الإمطار والذرية الطيبة والولد الصالح والمال الحلال والرزق الواسع بالإضافة إلى راحة البال وطمئنينة القلب، ولا ننسى سيد الاستغفار حيث قال رسول الله صلي الله عليه وسلم 'سيد الاستغفار أن يقول : اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت خلقتني وأنا عبدك وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت، أعوذ بك من شر ما صنعت، أبوء لك بنعمتك على وأبوء لك بذنبي فاغفر لي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت '، قال ومن قالها من النهار موقناً بها فمات من يومه قبل أن يُمسِ فهو من أهل الجنة، ومن قالها من الليل وهو موقن بها فمات قبل أن يصبح فهو من أهل الجنة ' رواه البخاري. وهنا أزف لكم بشرى سارة من حديث النبي صلى الله عليه وسلم حيث قال (من لزم الاستغفار جعل الله له من كل هم فرجاً ومن كل ضيق مخرجاً ورزقه من حيث لا يحتسب) سنن أبي داود, فيجب على المسلم أن يجعلها جل اهتمامه واهم أذكاره، وأن يذكر الله ويستغفره في كل الأوقات، كما تفضل بعد عمل الخيرات مثل الصلاة ان يذكر الله بعد الصلاة بالاستغفار وان يكثر منها، وتستحب أيضا في الأسحار لأن الله تعالى أثنى على المستغفرين في الأسحار. وصيغة الاستغفار هي (استغفر الله) أو ماشئت من الاسغفارات الآتية: (ربي اغفر لي) (اللهم إني ظلمت نفسي فاغفر لي، فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت) (رب اغفر لي وتب عليّ إنك أنت التواب الغفور، أو التواب الرحيم ) (اللهم إني ظلمت نفسي ظلماً كثيراً ولا يغفر الذنوب إلا الله، فاغفر لي مغفرةً من عندك، وارحمني إنك أنت الغفور الرحيم) (أستغفر الله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه)، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يستغفر أكثر من سبعين مرة في اليوم الواحد، لكثرة تقربه إلى الله وحبه للطاعة فهو قدوتنا. كما ذكر النبي صلى الله عليه وسلم الاستغفار في حق النساء حيث قال النبي عليه الصلاة والسلام لما جاء النساء، قال يا معشر النساء تصدقن، وأكثرن الاستغفار، فإني رأيتكن أكثر أهل النار، فقالت امرأة منهن جزلة: وما لنا يا رسول الله أكثر أهل النار! قال: تكثرن اللعن، وتكفرن العشير. رواه مسلم. فعلينا بكثرة الاستغفار فهو سعة للرزق وتكفير السيئات وزيادة الحسنات ورفع الدرجات، اللهم إني ظلمت نفسي ظلماً كثيراً ولا يغفر الذنوب إلا الله، فاغفر لي مغفرةً من عندك، وارحمني إنك أنت الغفور الرحيم.