■ مواجهة كلامية حادة في الكونغرس الأميركي حول سوريا ■ السيناتور ماكين يصر على الحل العسكري.. والسفير فورد يتمسك بالخيار السياسي شهدت جلسة استماع للسفير الأميركي لدى سوريا، روبرت فورد، في الكونغرس الأميركي، مواجهة كلامية حادة مع عضو مجلس الشيوخ الجمهوري جون ماكين، حيث جدد الأخير إصراره على ضرورة التدخل عسكرياً في سوريا في وقت يتمسك فورد بضرورة إيجاد حل سياسي للأزمة السورية. وسأل ماكين: «الأدميرال ستافريديس وماتيس يقولان إن لدينا القدرة على فرض حظر جوي باستخدام صواريخ باتريوت وأسلحة هجومية، هل تؤيد مثل هذا الحظر الجوي؟». فأجاب فورد: «سيناتور. أنا اقتصادي ولست محللاً عسكرياً». وأضاف ماكين: «انتظر لحظة، من المفروض أن تعرف الوضع على الأرض، فأنت كنت السفير. إجابتك بأنك اقتصادي تشير إلى أنك لا تقوم بعملك، ربما من الأكثر ملاءمة لك أن تعمل كاقتصادي في وزارة الخارجية». تبع هذا التبادل خروج ماكين من الجلسة فيما كان أحد الشهود يجيب عن سؤال له. وقال فورد إن الوضع على الأرض في سوريا يشير إلى تقدم الثوار، وإن حل الأزمة يجب أن يكون سياسياً وليس عسكرياً، كما تحدث عن أهداف الولاياتالمتحدة في سوريا. وأضاف: «لا نريد أن يتم استخدام الأسلحة الكيماوية في سوريا، ولا أن يتم نقلها إلى أيدي الجهات الإرهابية، كما أننا لا نريد أن تصبح سوريا قاعدة للعمليات الإرهابية. يجب أن تكون سوريا مصدراً للاستقرار في المنطقة، وعدد اللاجئين لدول الجوار لا يساعد على ذلك». حذر فورد في شهادته من أن الصراع يأخذ طابعاً طائفياً أكثر، ويزداد تطرفاً كلما مر الزمن. ووصف دور إيران في الصراع بأنه «خبيث، لأنه يساعد نظام الأسد في تكوين ميليشيات طائفية، ويجذب حزب الله وميليشيات عراقية إلى سوريا». تأتي شهادة فورد في الوقت الذي تقول فيه الولاياتالمتحدة إنها ستزيد من تمويلها ودعمها للمعارضة السورية، لكنه ليس دعماً عسكرياً حتى الآن. وفي الوقت نفسه، كشفت مصادر عسكرية أميركية ان الولاياتالمتحدة «تعمل على تحديث خططها العسكرية لتشمل تدخلا عسكريا مباشرا في سوريا يشمل توجيه ضربات عسكرية». واشنطن - أ.ف.ب، كونا - كشفت مصادر عسكرية أميركية مطلعة أن الولاياتالمتحدة تعمل على تحديث خططها العسكرية، لتشمل تدخلاً مباشراً في سوريا، تتنوع أشكاله بين توفير المساعدات الإنسانية وتوجيه الضربات العسكرية المباشرة. في غضون ذلك، اعتبر الرئيس الاميركي باراك أوباما أن الوضع في سوريا يمر في «منعطف حاسم»، وأمر بالإفراج عن 10 ملايين دولار لتزويد المعارضة السورية مباشرة بمساعدة غير قاتلة مثل الاغذية والأدوية. منعطف دقيق وقالت المصادر العسكرية لشبكة «سي.إن.إن»: إن ضباط القيادة الأميركية الوسطى وقيادة الأركان المشتركة في وزارة الدفاع (البنتاغون)، عملوا بضغط من النواب الديموقراطيين والجمهوريين على تحديث خطط عسكرية، تتضمن تدخلاً مباشراً في سوريا، وتوجيه ضربات عسكرية مباشرة. وقالت المصادر إن الملامح الأولية للخطة، التي تتضمن أدواراً واسعة للقوات الأميركية، قد تظهر خلال الأسبوع المقبل، مع الشهادة المرتقبة لوزير الدفاع تشاك هاغل، ورئيس الأركان الجنرال مارتن ديمبسي، أمام الكونغرس، مع التشديد على ان الخيارات المطروحة تأتي في إطار تحديث الخطط العسكرية، وانها لا تدل بالتالي على أن البيت الأبيض على وشك توجيه أوامر بتنفيذها. وعلق مسؤول كبير في الإدارة الأميركية، طلب عدم كشف اسمه، قائلاً: إن الفريق الأمني في البيت الأبيض على علم بالخطط الجديدة، ولكنه شدد على أنها لا تختلف كثيراً عن تلك التي سبق للرئاسة الأميركية أن درستها. وبحسب المصادر، فإن بين الخيارات المطروحة استخدام صواريخ كروز لضرب القدرات الجوية السورية لنظام بشار الأسد، وكذلك استخدام الطائرات العسكرية الضخمة لنقل مساعدات إنسانية، وصولاً إلى إقامة منطقة عازلة داخل سوريا، ولكنها كلها خيارات قد تعترضها تحديات كبيرة عند التطبيق. 10 ملايين دولار وكانت واشنطن قررت تقديم حزمة جديدة من المساعدات غير الفتاكة إلى المعارضة السورية. وأمس، استقبل الرئيس الأميركي في البيت الأبيض الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، وبحث معه الوضع في سوريا. وقال أوباما: «بالتأكيد، الأزمة الإنسانية تتفاقم والأمين العام بان وأنا متفقان على القول باننا في وقت حاسم، وإننا نعلق أهمية على عملية انتقالية سياسية فعالة تحترم حقوق جميع السوريين». وقبل استقباله بان كي مون، وفي مذكرة الى وزيري الخارجية والدفاع، أمر أوباما بتقديم مبلغ يصل «حتى 10 ملايين دولار لتقديم مساعدة طبية وغذائية الى الائتلاف السوري المعارض والى المجلس العسكري الاعلى» السوري الذي يشرف على الجيش السوري الحر. منعطف حاسم بدوره، قال السفير الأميركي لدى دمشق، روبرت فورد، إن بلاده وحلفاءها الدوليين يتعين عليهم دعم ائتلاف المعارضة السورية الذي يواجه "منعطفا حاسما في القيادة" ومحاربة التطرف المتزايد داخل سوريا. وأضاف فورد، خلال جلسة استماع للجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ، أن جماعات المعارضة السورية هي «أفضل فرصة لدينا لعزل المتطرفين».