ألسنا جميعا نعيش تحت نظام واحد؟وقبل أن نهز رؤوسنا جميعا بالإيجاب، علينا أن نتابع ما يحدث على أرض الواقع الذي تثبت بعض التصرفات أن هناك قرارين، قرار الدولة يقابله قرار من إدارات الدولة، ويكون كل منهما معاكسا للآخر في الاتجاه والقوة.ولو أردنا ضرب أمثله لهذا التعاكس، فسنجد الكثير منها قائما، ما يتسبب في تعطيل القرار الرئيس، وإن لم يعطله يبقي على التناحر بين فئات المجتمع، ومن تلك الأمثلة الغريبة العجيبة ضرورة أن تستخرج المرأة البطاقة الوطنية، هذه البطاقة لا يتم قبولها في بعض المرافق الحكومية، وإن قبلت لا بد من أن تحضر المرأة شاهدين للتأكد من أن البطاقة تخص تلك المرأة (وهناك فئات تحارب تنفيذ هذا القرار وتمنع نساءها من استخراج البطاقة الوطنية، ولا يتخذ معهم أي وسيلة ردع، كون المنع هنا يتدخل في أمر سيادي).وهناك مثال صارخ لتضاد القرارات يتجسد في قرار الابتعاث (وهو قرار سيادي أيضا)، إذ يجابه من قبل المقررات الدراسية ويصم الابتعاث بأنه تغريب (ودلالات مفردة التغريب لها أبعاد عديدة جميعها يحمل الرفض والازدراء)، فكيف يجابه قرار سيادي ويوصم بتلك الدلالات أقلها أنه يدفع المجتمع للتغريب (وكلمة التغريب التي يستخدمها البعض تعني أن قائلها غريب على الواقع، إذ أننا جميعا غدونا في بوتقة واحدة ترج في كل حين وتمتزج سوائلها، ومن لا يعرف هذا يكون هو المغترب في هذا الواقع، فكيف يمكن لمناهج بلد أن تحارب قرارات بلدها؟!وهناك مثال آخر حول أبناء السعوديات، إذ يوجد قرار بأن يعامل أبناء المرأة السعودية المتزوجة من رجل أجنبي معاملة المواطن، وهو الأمر الذي ليس له وجود على أرض الواقع.وآخر ذلك التضاد ما أحدثه أحد أعضاء هيئة الأمر بالمعرف في مهرجان الجنادرية من تدخل (فردي) لمنع قيام نشاط على منصة الفعاليات الخاصة بالضيوف أثناء فعاليات إحدى الدول المستضافة في جناحها.وهو اعتراض غير مستساغ، كونه يمثل جهة رسمية متواجدة أيضا داخل مناسبة وطنية تقيمها جهة رسمية أخرى، إذ كان يقتضي وضعه الوظيفي إن رأى ما لا يتماشى مع الواقع الاجتماعي أن يتوجه مباشرة إلى إدارة الحرس الوطني المعنية بالمناسبة، ويبلغ عن تلك المخالفة، ويكون قد أدى دوره. أما أن يقوم في محفل عام (ووفق اجتهاد شخصي) بمنع قيام فقرة في نشاط يخص دولة أخرى، فهو التدخل الذي يقسم الناس إلى شطرين بين مؤيد ورافض لهذا التدخل (وبتلك الصورة).كما أن الاعتراض في صورته التي حدثت يحدث بلبلة ليس لها معنى سوى عدم الدربة على مواجهة ما يحدث في الواقع، وكيف يتم التصرف معه من غير إحداث لغط يهيج المجتمع. وهناك أمثلة كثيرة لتضاد القرارات مما يخلق تذبذبا وتأخرا في سير القرارات، فهل يمكن لنا القول إننا نعيش برأسين؟[email protected]للتواصل أرسل sms إلى 88548 الاتصالات ,636250موبايلي, 737701 زين تبدأ بالرمز 159 مسافة ثم الرسالة