المبالغون في التحليلات المتعلقة بحملة تصحيح أوضاع العمالة المخالفة لأنظمة العمل يقولون ماذا لو؟ أي ماذا لو صدر قرار إعطاء مهلة الثلاثة أشهر لتعديل أوضاعهم قبل بدء الحملة؟ والرد على ذلك أنه لو أعطيت هذه المهلة منذ البدء لطالب المستفيدون من هذا الوضع الخاطئ وكل ما ينتج عنه من أضرار بتمديد المهلة والصراخ بالشكوى أنها لا تكفي، في محاولة للعب على عامل الوقت أملا في أن تهدأ الأمور ويخبو حماس القرار شيئا فشيئا لتعود الأمور إلى ما كانت عليه أو لخلق وضع خاطئ جديد يحتاج إلى قرار آخر يتناسب معه. هكذا تقول لنا تجاربنا الماضية مع بعض القرارات التصحيحية لبعض الأوضاع الخاطئة، وهي تجارب أثبتت أنه يجب التحفظ على افتراض حسن النوايا لدى المستفيدين منها؛ لأنها لو كانت كذلك لما تورطوا فيها وقرروا الاستمرار في التكسب منها. صحيح أن كثيرا من الثغرات وكثيرا من التساهل والتجاوزات هي التي خلقت أو ساعدت على خلق تلك الأوضاع، لكن لا يجب عرقلة الخطوات التي تسعى إلى تصحيحها، وبالتالي كان ضروريا منذ البداية إيصال رسالة جادة وحازمة بأن حملة التصحيح لا رجعة فيها، ثم إعطاء مهلة بحسب ما يتضح بعد البدء فيها، وما دام قد صدر قرار المهلة لثلاثة أشهر، فإننا نأمل أن تتضاعف جهود القائمين على هذا الموضوع الحيوي بتكثيف العمل وتسريع إجراءات التصحيح حتى لا نضطر إلى مهلة إضافية جديدة، وحتى لا تنتهي مهلة لتبدأ أخرى.وعلى أي حال، فقد تطرقت هذه الزاوية يوم أمس إلى أهمية الدور الإعلامي خلال حملة التصحيح، من حيث أنه يجب أن نتوقع ونستعد لبعض المبالغات، بل والمغالطات في بعض وسائل الإعلام الخارجية التي ندرك أنها تتمتع باستقلالية وحرية في طرح ما تشاء، إلا أنه من الضروري أن ينهض إعلامنا بدوره، ليس بالدخول في سجال وردود أفعال، وإنما بطرح الحقائق وبيان قانونية الإجراءات وتفنيد أي ملابسات بسرعة وموضوعية. لقد تابعت صحيفة شهيرة مثل «نيويورك تايمز» صدور قرار مهلة الثلاثة أشهر، ونشرت تقريرا عن حملة التصحيح في السعودية وإجراءات بعض الدول الخليجية في تقليص العمالة الوافدة، نقول ذلك للتأكيد على أن الإعلام العالمي يتابع ما يحدث، ويطرحه وفق رؤيته وتفسيره، كل على هواه، وهنا لا بد من التذكير بأن ما يحدث منعطف وطني هام سيكون مردوده الإيجابي كبيرا على شبابنا واقتصادنا واستقرارنا وأمننا ومستقبلنا بكل تفاصيله؛ لذا يجب على الجميع التضامن لإنجاحه[email protected]للتواصل أرسل sms إلى 88548 الاتصالات ,636250 موبايلي, 737701 زين تبدأ بالرمز 259 مسافة ثم الرسالة