احتفى المركز الثقافي للطفولة بالشعراء الواعدين المتأهلين للمرحلة النهائية من برنامج «الشاعر الواعد» في دورته الأولى، وتميزت الأمسية الشعرية التي احتضنتها قاعة المرقاب بفندق الفورسيزون برعاية سعادة الدكتور حمد بن عبدالعزيز الكواري وزير الثقافة والفنون والتراث، وحضور الأمين العام للوزارة مبارك بن ناصر الخليفة، ومبارك جهام الكواري الرئيس التنفيذي للمؤسسة القطرية للإعلام والدكتور علي أحمد الكبيسي رئيس مجلس إدارة المركز الثقافي للطفولة، بإعلان الفائزين بالمراكز الثلاثة الأولى بعد منافسة مثيرة في إلقاء القصائد والأشعار استمتع بها جمهور الحفل من شخصيات وشعراء وإعلاميين وأولياء أمور، وذلك في أجواء بديعة متميزة حفلت بلمسات عربية أصيلة أعادت الحضور لزمن الشعر والشعراء الكبار الذين زينت موائد كبار الضيوف بأسمائهم، كما كانت وسيلة كتابة الشعر في ذلك الزمان حاضرة بقوة من خلال شعار البرنامج «الريشة» التي قدمت منها هدايا تذكارية للجمهور، كما زينت كافة أرجاء القاعة بها، إلى جانب عزف موسيقى القانون والعود للعازفين صلاح الدين الغريب ويامن عبدالله علي من مركز الفنون الموسيقية. وكان للغة العربية وخطها الجميل حضور مميز في الأمسية الشعرية ل «الشاعر الواعد» بحضور ومشاركة الفنان الخطاط السيد في كتابة أسماء الحضور بخطوط عربية أصيلة. انطلق الحفل الذي قدم فقراته الطالب عبدالله الملا بمقطوعة موسيقية على آلة القانون أبدعتها بمهارة فائقة الطفلة رايدة ماهر الرقيق، بعدها قدم الطلاب علي محمد القحطاني وعبدالعزيز سعيد النعيمي وسلطان الكواري من مدرسة أبي عبيدة المستقلة بإشراف ومشاركة الشاعر علي ميرزا مشهدا تمثيليا يعرف ببرنامج «الشاعر الواعد» الذي أطلقه المركز الثقافي للطفولة منذ سبتمبر الماضي، محفزين الطلاب والطالبات على المشاركة في دورته الثانية التي انطلق الإعداد لها مباشرة بعد نهاية حفل اختتام الدورة الأولى. بعد ذلك تم عرض شريط وثائقي قصير صور المراحل المختلفة التي اجتازها المشاركون الاثنا عشر قبل وصولهم إلى هذه المرحلة النهائية وحصولهم على لقب الشعراء الواعدين. سفراء الشعر وقالت الدكتورة هند بنت عبدالرحمن المفتاح المدير العام للمركز الثقافي للطفولة في كلمة لها خلال الأمسية بعد ترحيبها بضيوف وجمهور المركز، إن برنامج «الشاعر الواعد» أُسس لاكتشاف المواهب الشعرية عند طلبة المدارس من الجنسين، وتنمية قدراتهم وإبداعاتهم وصقلها، لاسيَّما في كتابة القصيدة باللغة العربية التي أصبحت تواجه إشكالية وازدواجية في مأزق المحلية والعامية، كما تعاني من تحديات كثيرة أهمها الغزو الثقافي الأجنبي الذي بات يؤرق المهتمين باللغة العربية. وأضافت الدكتورة هند المفتاح أن المركز وإدراكاً منه لدوره باعتباره مؤسسة ثقافية في المقام الأول، قد أولى برنامج «الشاعر الواعد» اهتماما بالغا من خلال تنظيم عدة ورش تدريبية أسهمت في صقل موهبة الشعراء الناشئين، شملت النحو والبلاغة والعروض وفن الإلقاء، كما عمل أعضاء فريق البرنامج على مدار الأشهر الفارطة بكل جهد للوصول إلى النتيجة المشرفة بتخريج اثني عشر شاعرا، كل منهم قادر على كتابة قصيدة عربية بجمالياتها الأدبية، وإلقائها بالطريقة السليمة. وأوضحت المفتاح أن المركز سيواصل استثماره لمواهب الشعراء الواعدين من خلال التواصل المستمر معهم ليكونوا خير سفراء وممثلين للمركز ولدولة قطر محليا وإقليميا ودوليا. وكشفت الدكتورة هند المفتاح عن ملامح الاستراتيجية المقبلة للمركز الثقافي للطفولة التي من المنتظر أن تتضمن تنفيذ مجموعة من البرامج والأنشطة الأخرى تُحقق الهدف ذاته، ومن ضمنها برنامج «الإعلامي الواعد» الذي سيطلق قريبا، وبرنامج «الباحث الواعد»، و «الفصيح الواعد» وغيرها من البرامج التي يسعى المركز فيها لاكتشاف مواهب الأطفال والناشئة وتطويرها وصقلها وإنضاجها، مؤكدة أنه سيتم قريبا إطلاق استراتيجية المركز والإعلان عن رؤيته ورسالته وأهدافه للمرحلة القادمة، والمنطلقة من استراتيجية قطر الوطنية وبما يحقق الرُقي برفاه وثقافة الطفل والناشئة في قطر. كنز الشعر ومن جانبها، ألقت الدكتورة هيا بنت محمد الدرهم رئيس لجنة التحكيم كلمة حول أهمية برنامج «الشاعر الواعد» لاهتمامه بجانب هام من الثقافة والأدب العربي. وأكدت أن البرنامج جاء استجابت لحاجة «طالما نادينا بها بوجوب الالتفات إلى إبداعات الشعر لدى أبنائنا في المدارس»، مشيرة إلى أن «المركز الثقافي للطفولة جاء ليلتقط هذا الكنز ويقدم له الدروس التدريبية التي تعينه على الظهور والإفصاح، فكان هذا البرنامج: «الشاعر الواعد» الذي قامت من أجله لجان إشرافية وإعلامية وتنسيقية وتدريبية وتحكيمية تديرها مجموعة من الإخوة والأخوات في المركز وخارجه». ونوهت الدكتورة هيا السادة بتضافر جهود الجميع حتى ظهر هذا البرنامج بصورة مميزة، موجهة التحية لإدارة المركز الثقافي للطفولة ممثلة في المدير العام الدكتورة هند المفتاح، ورئيس اللجنة الإشرافية الأستاذة أمل عبدالملك، وموظفات المركز وموظفيه ممن قاموا بجهود بارزة في تنسيق مراحل المشروع، كما تقدمت بالتحية والشكر للأساتذة من جامعة قطر الدكتور عزالدين بوشيخي، والدكتور رشيد بلحبيب، والدكتور حسن مخلف، ومن الشعراء القطريين الأستاذ الشاعر علي ميرزا، والأستاذ الشاعر محمد إبراهيم السادة، اللذين قدما تدريباتهما للشعراء المتسابقين في فنون الإلقاء والبلاغة والنحو والصرف وبحور الشعر بحب شديد وعطف وتفانٍ وحنان، وقاما بالتحكيم. تكريم الشعراء الواعدين بعد ذلك أهدى الشاعر محمد إبراهيم السادة عضو لجنة التحكيم برنامج «الشاعر الواعد» قصيدة ألقاها نيابة عنه الطالب خالد محمد السادة، لينطلق بعدها التنافس بين المتنافسين في البرنامج، حيث قدم الشعراء الواعدون قصائد تناولت قضايا القدس وفلسطين، وقضايا الأمة العربية كسقوط بغداد وأجواء الثورات والحرية والربيع العربي، كما تغنت قصيدة أخرى بالأم وأفضالها، وتناولت قصائد أخرى موضوعات الحب والتوبة.. وبعد استعراض المواهب المتنافسة أعلنت لجنة التحكيم فوز الطالب عبدالرحمن عبدالعزيز المالكي بلقب «الشاعر الواعد»، بحصوله على المركز الأول وجائزته عشرة آلاف ريال قطري، بينما عاد المركز الثاني للطالب أسامة عماد الدين محمود، وجاءت الطالبة نور العين في المرتبة الثالثة. وقام السيد مبارك بن ناصر الخليفة الأمين العام لوزارة الثقافة والفنون والتراث بتكريمهم وتقديم الدروع والشهادات والجوائز لهم، بينما قامت الدكتورة هند المفتاح مدير المركز والسيد مبارك جهام الكواري الرئيس التنفيذي للمؤسسة القطرية للإعلام بتكريم باقي الشعراء الواعدين المشاركين في المنافسة . كما شهد الحفل تكريم لجنتي التحكيم والتدريب، والجهات الداعمة للبرنامج ممثلة في شركة كلاسيك دريم التي صممت شعار البرنامج وأنتجت شريطا تعريفيا به، وشركة الجابر للساعات التي قدمت هدايا للجهات المتعاونة من المدارس والمؤسسات الإعلامية وغيرها. آفاق «الشاعر الواعد» وكشفت أمل عبدالملك أن دور المركز الثقافي للطفولة بخصوص هذا البرنامج لن يقف عن حد إعلان الفائز بلقب «الشاعر الواعد»، بل سيتواصل من خلال عدد من التدابير والإجراءات التي خطط لها المركز، حيث سيعمل بكل إمكاناته وطاقاته للوقوف إلى جانب الشعراء الواعدين الفائزين لدعمهم إعلامياً، وذلك بالتواصل مع مختلف وسائل الإعلام محليا وخليجيا وعربيا للتعريف بتجربتهم الشعرية وإبراز مواهبهم وتقديمها للجمهور القطري والخليجي والعربي. كما يعتزم المركز التواصل مع إدارة قناة وبرنامج شاعر المليون لعرض تجربة الشعراء وإشراكهم في برامجها، واقتراح إنتاج برنامج للشعراء الصغار في قطر، كما يهدف المركز لتعزيز التعاون والشراكة مع وزارة الثقافة والفنون والتراث من أجل إشراك الشعراء الواعدين في الأمسيات الشعرية والمهرجانات الثقافية التي تنظمها الوزارة على مدار العام، علاوة على إبداعاتهم الشعرية في كتيب خاص وعبر الموقع الإلكتروني للمركز وصفحات التواصل الاجتماعي، وتنظيم أمسية شعرية يشارك فيها شعراء كبار ويتم تقديم الشعراء الواعدين لهم ليقدموا قصائدهم.