تفسيرنا للحدث.. يفلت دائما من سياقه التاريخي... أو أننا اعتدنا بناء تقديراتنا للواقع وفقا للأمنيات المخزونة في صدورنا قبل أن نقيم وجودها حقيقة.مثلا... فوجئنا بانهيار الاتحاد السوفيتي وتفتت بنيته الفكرية والاقتصادية العتيدة... واختلال موازين التقديرات التي بنينا عليها استراتيجيات بعيدة المدى.. في الوقت الذي بشرت مراكز أبحاث المستقبليات بكل ما حدث. فوجئنا بغزو الجيش العراقي للكويت الذي نسف بقايا آمال عربية لإعادة ترميم شعارنا العتيد (أمة عربية واحدة من الطين إلى الطين) والأمثلة كثيرة عن الحقائق التي نحولها إلى مفاجآت نقف أمامها جاحظي العيون مأخوذين بالدهشة بعد أن غيبنا بفتح الغين عن أنفسنا المعلومة القائلة مسبقا بهذه الحوادث الجسام. الإشكال القائم هو عدم رغبتنا في تحليل الإجابة المبنية على سؤال صحيح وليس سؤالا اعتباطيا فبدلا من ترك الأسئلة المنطقية تأخذ مجراها في التاريخ وحسابات المصالح ومعطيات التواطؤات التي تهيئ المناخ المناسب للحدث... نحن نمنحها قدرة مطاطية تجعلها مطواعة للخداع و(التهبيل) حتى تميع معها أية إمكانية لتشكيل إجابات صحيحة وتفسير واضح لمجريات التاريخ. لماذا نخشى طرح السؤال هل لأننا لا نريد معرفة إجابته المفجعة أم أننا نعجز عن صياغته؟نحن نصوغ أسئلتنا متضمنة للإجابات... الإجابات الأكثر طمأنينة وراحة للبال. هل بشار الأسد حالة جنون فردية لا صلة لها بمخطقات كبرى اقتضت تهيئة أجواء وخلخلة حسابات اعتادها العقل العربي المدجج بالهزائم والانكسارات.من يستطيع إعادة تركيب هذا السؤال؟.. أعتقد أن الممكنات محدودة... لذلك أضع نفسي بين قوسي الغباء الذي شكله السؤال.. تاركا مساحة هائلة للمرارة. هناك أرتال من الدراسات الاجتماعية والنفسية والسياسية والتاريخية قام بها باحثون غربيون عن العرب.. هذه الدراسات كان يمكن لها أن تغرق المحيط لو لم يتم اختزالها في شرائح الميكروفيلم... ولكنها تشير إلى أن هؤلاء البشر أذكياء ويدركون أن هذا المخزون المعرفي يضع الحلول لمشكلاتهم المزمنة بين أصابعهم ويوفر لهم (الحيطة) المطلوبة بدلا من ترك مصائرهم عرضة للتيارات المفاجئة، لكنهم لا يريدون معرفة الحقائق المجردة.. فمتعتهم الأزلية أن يفاجأهم التاريخ... الذي يصنع المأساة.. وبالتالي تتاح فرصة عظيمة لإضافة المزيد من معلقاتهم الشعرية... ويبقى السؤال... سؤالا[email protected]للتواصل أرسل sms إلى 88548 الاتصالات ,636250 موبايلي, 737701 زين تبدأ بالرمز 278 مسافة ثم الرسالة