(جاك الذيب) عبارة تخويفية من تراثنا الشعبي يكثر استعمالها لتخويف الأطفال وإخضاعهم للالتزام بالطاعة، اختارها الأستاذ خالد السليمان لتكون عنوانا لأحد مقالاته عن مداهمة الجهات التفتيشية للبحث عن العمالة المخالفة. أعجبتني طرافة العنوان، الذي على بساطته يصور الحالة النفسية التي تتلبس البعض عندما يتمكن الرعب في صدورهم من رموز مخيفة، استغل غيرهم وجودها فأعطاها تأثيرا أكبر من تأثيرها، وحجما أضخم من حجمها، وقوة تفوق حقيقتها ليحقق مآرب خاصة به من خلال شل قدرات الآخرين أو إخضاعهم بإثارة ذلك القدر الكبير من الرعب في صدورهم. أعجبني العنوان لأنه جعلني أتأمل في أعداد الذئاب التي يمسك بها البعض لإخضاع غيرهم لما يريدون عن طريق التخويف منها!! (الذيابة) الذين يهدد بهم كثر، وفوق كثرتهم هم قادرون على الظهور في كل الأشكال والصور، أحيانا يظهرون في شكل أنظمة، وأحيانا يظهرون في شكل أشخاص، وأحيانا في شكل دول، وأحيانا في شكل ايديولوجيات، هم كالجن قادرون على التشكل في أي صورة أرادها المستغل لبلوغ مأربه. في تاريخنا القريب هزت قلوبنا جلبة الرعب من ذئاب كثيرة، مثل ذئب الغزو الفكري، وذئب الاسلاموية، وذئب الأخونة، وذئب الإرهاب، وذئب الربيع العربي، وكان أحدثها ذئب التشيع!! يتحدث البعض مرتعدا عن خطورة غزو الفكر الشيعي لشباب المسلمين السنة، بما يجعلنا نضع أيدينا على قلوبنا خوفا من خروج أبنائنا من إطار السنة الذي نود لهم الثبات عليه إلى ولوج الاتجاه الشيعي الذي نخطئه ونرى في اتباعه ضلالا وانحرافا عن الصواب. هكذا !! بمنتهى البساطة وجدنا أنفسنا مطوقين داخل دائرة الخوف من غير أن نسأل عقولنا لِم نخاف؟ هل أبناؤنا مجبرون على اتباع السنة ولذلك هم مستعدون للتخلي عنها في أدنى فرصة تسنح؟ هل التشيع أكثر إغراء لهم، فيه جوانب جذابة أو مقنعة أكثر مما في السنة؟ ما الذي يجعلنا نظن أن الحائل الوحيد بين شبابنا واعتناق التشيع هو أنهم لم يتعرضوا من قبل لمن يغريهم به، وأنهم بمجرد أن يلتقوا بمن يزينه لهم ويغويهم باعتناقه سيتركون ما هم عليه ويندفعون للوقوع في الفخ الشيعي؟!. إن هذا الخوف من اندلاع التشيع واكتساحه للسنة، كما يلوح به المختفون وراء (الذيب)، لا أجد له تفسيرا سوى أن الناس يعبرون بذلك الخوف عن عدم ثقتهم في أنفسهم وفي أنهم على الطريق القويم!!. من كان مؤمنا أنه على الحق، ووثق أنه رسخ الإيمان بذلك في أفكار أبنائه، لا ترتعد فرائصه خشية التحول السريع، ولا يرى نفسه صيدا سهلا لغيره يمكن له أن يشكله في أي فكر شاء.للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 160 مسافة ثم الرسالة