GMT 0:03 2013 الأحد 14 أبريل GMT 2:06 2013 الأحد 14 أبريل :آخر تحديث مواضيع ذات صلة احمد عياش لا أحد ينكر اهمية المشهد الذي اقترن بوصول تمام سلام الى سدة التكليف بتشكيل الحكومة الجديدة. فالصورة التي جمعته بالرئيس سعد الحريري في الرياض ثم الصورة التي جمعته بقوى 14 آذار في بيت الوسط حيث أُعلن ترشيحه اثبتت ان رياحاً هبت كانت راكدة منذ كانون الثاني 2011 عندما اطاح الرئيس السوري بشار الاسد بحكومة الرئيس الحريري وتولى "حزب الله" بتكليف ايراني تنفيذ المهمة. وبين ذلك التاريخ واليوم، بدا الاسد معزولاً في دمشق و"حزب الله" منكفئاً في بيروت فما الذي بدل الأمور؟ الحديث الذي تصاعد بعد استقالة الرئيس نجيب ميقاتي وتسارع تكليف سلام كان ينطوي على رواية ابطالها الرئيس نبيه بري والنائب وليد جنبلاط سقط خلالها ميقاتي. لكن هذه الرواية بدت ناقصة جدا عندما غيّبت اي دور ل"حزب الله": فلو كان الاخير خارج الرواية هل كان ليتصرف كما يتصرف عندما بدأ ميقاتي يسرّب قبل ايام من استقالته انه عازم عليها؟ ان عبارة "انك حر لتأخذ القرار الذي تشاء" التي حملها المعاون السياسي للأمين العام ل"حزب الله" حسين الخليل الى ميقاتي كانت اول الغيث الذي توالى بعد الاستقالة. فالحزب شيّع بصمت رجله في السرايا وهو يتنحى ثم أهال عليه التراب بتسميته سلام رئيساً مكلفاً. وهذا التحول يحاذر ميقاتي مقاربته عندما يشكو من "مكيدة" دبرها حليفاه بري وجنبلاط. اين طهران مما حدث؟ من يملك القدرة على التحليل اذا لم نقل انه يملك المعلومات يقول ان "حزب الله" في فترة من الانكفاء الايراني تصرّف على النحو الذي تصرف حيال استقالة ميقاتي وتكليف سلام. فالمرشد الايراني المشغول جداً واكثر من انشغال اللبنانيين باستحقاق الانتخابات النيابية يتجه الى حزيران المقبل الذي ستجرى فيه الانتخابات الرئاسية الايرانية بخيارات ستحدد مستقبل الجمهورية الاسلامية. وعندما قيل ان هناك حواراً بين طهران وواشنطن مهد للتغيير الحكومي في لبنان كان هذا القول يضخم جانباً على حساب جانب فعلي مؤداه ان الولاياتالمتحدة الاميركية التي تضع كل الخيارات على الطاولة في شأن تعاملها مع الملف النووي الايراني تنتظر ما سيقرره مرشد طهران في شأن الرئيس الايراني المقبل. إذا ما اختار رجلاً من الحرس الثوري فسيكون قد اختار التشدد في هذا الملف. أما إذا اختار رجلاً من مواصفات الرئيس السابق محمد خاتمي فسيكون قد قرر نهج الاعتدال والحوار. في فترة الانتظار هذه أعطى المرشد اذناً ل"حزب الله" أن يتصرف بما يراه مناسباً كي يبقى لبنان في الحد الأدنى من الركود على أن يعاد النظر لاحقاً في هذا الاذن. وفي الوقت نفسه يواصل الحزب بكل ما أوتي القتال في سوريا دعماً للأسد، وأي انكفاء للحزب عن هذا القتال يعني تسليماً صريحاً من طهران بأن الأسد قد انتهى. في مرحلة ما قبل الانتخابات الرئاسية الايرانية كانت الفرصة مؤاتية للتغيير الحكومي في لبنان، والتي يتعامل معها سلام مدعوماً من الرئيس ميشال سليمان و14 آذار بكفاءة. أما ما بعد، فكل الاحتمالات واردة بما فيها تكليف شرعي من المرشد ل"حزب الله" بالانقضاض على الاستقرار الهش.