القانون الحالي صدر في 1997 ومطلوب مواكبته للمتغيرات الجديدة * معظم المستفيدات في سن العمل وحملة الثانوية وخريجات الجامعات * تعاون مع دريمة لصرف رواتب للأيتام ومجهولي النسب حوار - منال عباس : دعت السيدة نجاة العبدالله مدير إدارة الضمان الاجتماعي بوزارة الشؤون الاجتماعية إلى تعديل قانون الضمان الاجتماعي لمواكبة المتغيّرات وإضافة فئات أخرى لمظلة الضمان الاجتماعي. وكشفت ل الراية عن وجود 1214 مطلقة و307 أرامل تحت مظلة الضمان الاجتماعي، لافتة إلى أن إجمالي المنتفعين وصل إلى 12 ألفًا، بمعدّل زيادة سنوية تتراوح بين 250 إلى 300 منتفع. وأكّدت أن راتب الضمان الاجتماعي مناسب في الوقت الراهن، لا سيما أن المنتفع يتلقى خدمات السكن والتعليم والصحة والكهرباء مجانية من الدولة، فضلاً عن دعم التمويل والمساعدات التي ترد من جهات أخرى. وأشارت إلى أن صندوق الزكاة قدّم خلال هذا العام مبلغ 7 ملايين ريال تمّ توزيعها لمنتفعي الضمان الاجتماعي بعد تقييم ودراسة مدى حاجة كل منتفع. ونفت وجود ازدواجية بين ما يُقدّمه الضمان الاجتماعي من مزايا ودعم للفئات الخاضعة له، وبين ما تقدّمه الجهات المتخصصة في دعم بعض الفئات المستفيدة من راتب الضمان الاجتماعي. وطالبت المستفيدين من معاش الضمان الاجتماعي بتطوير مهاراتهم واختيار مجال العمل الذي يُناسب قدراتهم، لافتة إلى أهمية برامج تأهيل فئات الضمان الاجتماعي وتوجيههم للحصول على فرص عمل مناسبة يتجاوز فيها الراتب قيمة الضمان الاجتماعي .. وفيما يلي تفاصيل الحوار : هل هناك ازدواجية في تقديم الخدمات .. فمثلاً تحظى فئات المسنين وذوي الإعاقة بخدمات بعض الجهات المعنيّة فضلاً عن استفادتها بمظلة الضمان الاجتماعي؟ - ليس هناك تضارب في اختصاصات ومزايا الدعم الذي تقدّمه تلك الجهات لهذه الفئات المشمولة بمظلة الضمان الاجتماعي، حيث يعمل الضمان الاجتماعي ضمن سلسلة مترابطة، وهناك إدارة مختصّة بالمسنين وذوي الإعاقة بالوزارة، يقوم الضمان الاجتماعي بصرف رواتب شهريّة لهم، وقياس احتياجاتهم بشكل مستمرّ، وتوفير هذه الاحتياجات، والعمل الاجتماعي ينجح بالتكامل من أجل خدمة المجتمع. كيف يتم تقييم وضع الحالات المنتفعة ؟ - لدينا خدمة "آمرني" وهي خدمة موجهة للمسنين وذوي الإعاقة، ومن خلال بعض المشاريع مع إدارة المسنين، تحول لخدمة آمرني التي تقوم بدورها بتنظيم زيارات ميدانية لمعرفة وقياس الاحتياجات، وإعداد تقرير يُرفع للإدارة. كم بلغ عدد المنتفعين من مظلة الضمان الاجتماعي، ومعدّل الزيادة السنوي ؟ - عدد المنتفعين حتى الآن من الضمان وبدل الخادم 12 ألف منتفع، وحسب الإحصاءات فإن الزيادة السنويّة تتراوح بين ال 250 و300 منتفع. هل هناك حاجة لزيادة راتب الضمان لمواجهة الزيادات المستمرة في الأسعار ؟ - إذا نظرنا للواقع .. نجد خدمات الصحة والسكن والكهرباء والتعليم جميعها خدمات مجانية، كما أن التموين مدعوم من الدولة، لذلك نرى أن الراتب يمكن أن يكون كافيًا طالما أن كل هذه الخدمات تقدّم من الدولة مجانًا، وإذا كانت هناك حاجة، يجب على الإنسان أن يساعد نفسه، ونشير هنا إلى العديد من البرامج والمشاريع المتوفّرة التي يمكن من خلالها أن يساعد الفرد نفسه، كما أن الوزارة تقوم بمساعدة الفئات بطرق أخرى، وعلى سبيل المثال في المناسبات تقدّم التموين، كما تقدّم بطاقة هديتي التي تحتوى على مبلغ يساعد على شراء احتياجات المنتفع، بجانب المساعدات التي تقدّم للمدارس، ونشير إلى مشروع كمبيوتر لكل أسرة الذي تمّ تنفيذه، ونؤكّد أن الدولة ممثلة في وزارة الشؤون الاجتماعية تحمل على عاتقها الثقل كله، لمساعدة هذه الفئات وإعانتها، هذا بجانب الدعم الذي تقدّمه بعض الجهات، وعلى سبيل المثال فإن صندوق الزكاة قدّم هذا العام 7 ملايين ريال تمّ توزيعها على الحالات كل حسب حاجاتها. من المعروف أن القوانين تحتاج بعد مرور فترة إلى تعديلات لمواكبة التطوّرات والمتغيّرات التي تحدث، فهل هناك حاجة لتعديل قانون الضمان الاجتماعي أو إضافة أي من البنود ؟ - القانون الحالي كان قد صدر في عام 1997م، ومن ذلك الحين وحتى الآن من المؤكّد أن هناك كثيرًا من المتغيّرات التي حدثت، وظهور فئات جديدة في المجتمع التي تحتاج إلى أن تكون تحت مظلة الضمان الاجتماعي، وبلا شك أن الوزارة لن تألو جهدًا في مساعدة هذه الجهات. هناك تشابك وتشابه في بعض التخصصات مع عدد من أجهزة الدولة، فكيف يمكن حل هذه الإشكالية ؟ - المجلس الأعلى للأسرة هو المُخطط والراسم لإستراتيجيات الأسرة في الدولة، لهذا فإن هناك تعاونًا كبيرًا بين الإدارة والمجلس، وغيرها من الجهات بحسب الحالة، ويمكن أن ترد للإدارة حالة تتطلب الاستعانة بحماية المرأة والطفل أو العوين، أو الاستشارات العائلية، أو بإدارة الإسكان، أو مستشفى الصحة النفسية أو الرميلة فيما يتعلق بالمسنين وذوي الإعاقة، أو شؤون القاصرين فيما يختصّ بإدارة المبالغ المالية للأيتام، باعتبارها الجهة المختصة بذلك حفاظًا على حقوق الأطفال. ما هي طبيعة الخدمات التي تقدّمها الإدارة لمؤسسة دريمة؟ - من حق أي طفل مجهول الأبوين أو يتيم الحصول على المساعدة، ومجهول الأبوين هو الأحق بغض النظر أنه في كفالة من، ونحن نعمل مع دريمة ونحرص على إخطارنا بأي طفل تمّ تسجيله بالمؤسسة لصرف راتب الضمان، حتى إذا كانت هناك أسرة تتبنّاه ولا يحتاج للمساعدة، ويمكن أن توضع هذه المبالغ في حساب خاص باليتيم أو مجهول الأبوين، ليستفيد منه في المستقبل، والأمر متروك للشخص الذي يكفل اليتيم، مع المتابعة من قبل دريمة. كم عدد المطلقات والأرامل تحت مظلة الضمان الاجتماعي؟ وما هي نوعية الخدمات التي تقدّم لهن؟ - يبلغ عدد المطلقات تحت مظلة الضمان 1214، والأرامل 307 وتقدّم الإدارة العديد من الخدمات والبرامج التأهيلية لهذه الفئة، وعلى سبيل المثال استكملت إدارة الضمان الاجتماعي مؤخرًا دوراتها التدريبية ضمن برنامج "جدّد حياتك" الذي يستهدف المنتفعات من الضمان الاجتماعي، من خلال طرح دورة كيف تخطط لحياتك والتي تتركز حول فكرة تأسيس وإدارة المشروعات الصغيرة، لمساعدة المشاركات للتعرّف على الأساليب والطرق الصحيحة لإنشاء وإدارة المشروعات الصغيرة بأسلوب ميسّر ومبسّط تهيئ الفرد للدخول إلى عالم الأعمال. هل رصدتم تفاعل وحماس المنتفعات من هذه البرامج؟ - نعم هناك منتفعات حريصات على التعلّم والاستفادة من الخدمات التي توفّرها الدولة، وقد دعا الخبراء المشاركون في هذه البرامج المنتفعات بحكم الظروف التي مررن بها، إلى ضرورة التخلّص من المشاعر السلبية باعتبارها من أبرز العوامل التي تعيق توظيف عقل الإنسان وتقوده للوقوع في فخ الفشل والإحباط واليأس بدلاً من تطوّره وتقدّمه، ونؤكّد أهمية التمتّع بالإيمان، والإرادة، والطموح وهي ثلاثة متطلبات رئيسية لتحقيق التخطيط المميّز والمنظّم، وضرورة تحفيز وتشجيع الذات من خلال التوجيه الإيجابي والتخلّص في المقابل من المشاعر السلبية، والحرص على تنمية المهارات والبحث عن المشاريع التي بإمكانهن استثمارها. هل تعتقدين أن هناك فئات مستسلمة فقط لمساعدات الضمان على الرغم من قدرتها على العطاء؟ - المساعدات مهمّة لكن على الإنسان أن يساعد نفسه، وقالت إن الفرص متوفّرة والدليل على ذلك ما طرحته الإدارة من برامج مهمّة لتدريب المنتفعات، وأكّدت أن نتائج إيجابية تمّ رصدها، فيما يتعلق بالتغيير الذي طرأ على المنتفعات المشاركات في البرنامج، فضلاً عن الاستعداد والرغبة في تمليك المهارات اللازمة، وكان الهدف هو أن تستفيد المنتفعات خاصة صغيرات السن ومن هن في سن العمل، من الفرص التي توفّرها الدولة التي تشمل كافة مجالات التعليم والتطوير والتوظيف، وفرص لرسم المشاريع، وجميعها تُتيح للمنتفعة أن تختار لنفسها هدفًا في حياتها، وفي معظمهن ربات بيوت، كما أن الغالبية العظمى ممن خضعن للتدريب هن طالبات ثانوية وجامعة، وقد سبق أن تمّ تسجيلهن ضمن قائمة الباحثين عن فرص عمل، إلا أن بعضهن يشترطن العمل في أوقات وأماكن معيّنة، ومن هنا ندعو إلى ألا تعتمد هذه الفئات على راتب الضمان، باعتبار أن هناك فئات قادرة على العمل وزيادة دخلها، ونوّهت إلى أن راتب الضمان لا يتوقف إلا بعد التأكّد التام من استقرار الوضع المادي والعملي للمنتفع، وفي حال تمّ الاستغناء عنه من الوظيفة يتم إدخاله فورًا تحت مظلة الضمان، ونشير هنا إلى أن العمر لم يعد كما كان في السابق والإنسان في عمر ال 70 سنة يستطيع أن ينتج ويعطي كما أنه في الثلاثين، لذلك يجب أن تستثمر هذه الفئات حماس الشباب، وعدم الاستسلام، ووصفت أن هواء قطر نفسه فيه الدافعية الداعمة للعمل، وجميع الأبواب مفتوحة، لذلك لا بدّ من الاستثمار الصحيح للفرص التي وفّرتها الدولة لمواطنيها.