عيّن من اجل التوازن في الاسرة. عيّن من اجل ارضاء كتلة من النواب في المجلس. عيّن من اجل رد الجميل للقبيلة. عيّن من اجل تعويض فلان عن خسارته كرسي الوزارة. عيّن من اجل اسكات نائب وتهديده بالاستجواب. عيّن من اجل خلق توازن مذهبي بالمؤسسة. عيّن من اجل فنه في لعب الكوت بوستة. عيّن من اجل سوالفه الحلوة ودمه الخفيف في الديوانية. عيّن من اجل تعويض خسارته في البورصة. عيّن من اجل جمال ابتسامة وحيوية اخته. عيّن من اجل تضبيط قعدات وجلسات ما بعد الدوام الرسمي. عيّن من اجل ابوه الذي دوخنا ويريد منصبا لولده. عيّن من اجل امه التي توزع علينا لقيمات في رمضان. عيّن من اجل جيرته لبيت الوزير وسائقهم صديق سائقه. عيّن من اجل ولده الذي يغشش ولدنا في الاختبارات المدرسية. دائما الحديث عن الاشخاص، عن جابر المبارك وزيارته للمرضى في لندن دون ان يفكر في زيارة مستوصف في الكويت، وفي احمد الحمود وسرقة الذخيرة، وهرب خادمة، وانتحار اسيوي، وفي رولا وخططها، وذكرى ومحاربتها للعمالة بو 100 الف كل سنة، وفي وزير الاعلام وقانونه... وفي قصص الوكلاء والوكلاء المساعدين، ومستمرون في متابعة ما قال فلان، وما رد عليه فلان. القضية يا سادة ليست في الاسماء انما في كيفية ادارة المؤسسات، وفي كيفية تجميد وتخزين «الكفاءات» في ثلاجة المؤسسات والوزارات، وتعيين العاهات بدلا منهم، ولا اريد ان اظلم الجميع، نعم هناك الكثير من الكفاءات، لكنهم مع الاسف يضطرون الى ركوب عربة الواسطة للوصول الى المنصب الذي يرون انهم يستحقونه، وعليه بعدها ان يدفعوا ثمن منصبهم لصاحب الواسطة، وان يسيروا على نهج الآباء والاجداد في تعيين الربع والاهل والخلان. تستمر الحياة هكذا في الكويت، تتطور البشرية، يصلون الفضاء الاوسع، يخرقون الجبال، ينزلون البحار، يخترعون، ينتجون، يزرعون، يتقاتلون، يتصالحون... ونحن على حالتنا، لا نتحدث عن قضايا معلقة منذ سنوات، او قيم مزيفة ترسخت في المجتمع، أو أزمات ومشاكل تخنق الناس يوميا، ولا يشغل بالنا تغيير نمط التفكير في ادارة المؤسسات... بل كل حديثنا، شيلوا فلان حطوا فلان... طيب سمعنا الكلام، وشلنا فلان، بعدها ماذا نفعل...؟ بعدها... حطوا فلان! جعفر رجب [email protected]