هناك وزير يضيف للدولة اضافة، وهناك وزير يتوزر «تقديراً» له، وهناك وزير «غصبن على خشمك» تحطه وزير، الوزراء أنواع في الكويت! ليس لدينا طه حسين لنضعه وزيرا للتعليم ليضيف للوزارة كما فعلت مصر، ولا لدينا ستيفن شو الحائز على جائزة نوبل في الفيزياء، لنعينه وزيراً للطاقة كما فعلت أميركا... فمن لدينا إذاً؟ هل لدينا وزير «يترس العين»؟! يقولون انهم حين يختارون الوزراء في بلدي ينظرون لملفات السير الذاتية المقدمة الى مجلس الوزراء، ولا أعلم متى وأين أعلن ديوان مجلس الوزراء عن استقبال طلبات «التوزير»، وعلى الراغبين من الشعب تقديم سيرتهم الذاتية في موعد اقصاه... الله أعلم! ويقولون ان بوابة منصب الوزير هي المنظمات المدنية، فكل رئيس جمعية نفع عام لابد ان تُنظر أوراقه في كل توزير. ويقولون ان ذلك كله لا شيء امام ديوانية الفنان سعد الفرج «اللي عروقها بالماي» والتي ترشح من يمثلها للوزارة! أياً كانت الآلية، فاني أقول لمن يؤيدها: الآلية فاشلة! إن كانت المسؤولية أعطتهم مهمة الاختيار في «المقدمة»، فأنا أعلن فشل هذه المهمة من «النتيجة» التي وصلنا اليها! نتيجة العمل الوزاري اليوم سيئة بامتياز مع مرتبة «القرف»! والخوف ان تنتقل هذه الآلية في اختيار الوكلاء والوكلاء المساعدين والمديرين وكل المناصب الفنية الحساسة في البلد! والأمثلة كثيرة... فالوكيل المساعد في المواصلات يتم تعيينه وكيلاً في الشؤون، ووكيل الداخلية يتم تعيينه وزيراً للشؤون، ووكيل التربية يتم تعيينه وزيراً للصحة... هل القضية «ولاء» أم تخصص ومهنية؟ أنا أعرف الوضع السياسي الذي تمر به البلد، لكن بالمقابل علينا تصحيح أولوياتنا، والإيمان بأن هناك آلافاً من الموظفين سيتأثرون من هذا التخبط من تعيين قيادي وزارتهم على أساس سياسي و«ولاء» فقط! ناهيك عن التخبط والخسائر التي ستتكبدها الدولة من تعيين هؤلاء غير المؤهلين لمناصبهم. علينا الاختيار، إما دولة الأقرباء والأعوان، أو دولة الكفاءة والانجاز، علينا الاختيار دون مجاملة لأحد على حساب البلد. من الآخر، الاختيار على أساس الولاء السياسي يشكل «حجر عثرة» في سبيل الكفاءة والانجاز. * أتقدم بأحر التعازي القلبية بوفاة الوزير السابق الدكتور محمد العفاسي... رحمه الله رحمة واسعة، وأسكنه فسيح جناته وألهم ذويه الصبر والسلوان، «إنا لله وإنا إليه راجعون». ناصر بدر العيدان Nasser.com.kw