الفنان التشكيلي المصري جورج البهجوري واحد من كبار رسامي الكاريكتير ليس في مصر إنما على مستوى العالم، فهو المصنف رقم 17 في فن البورترية على مستوى العالم، وهو الصعيدي الذي لم تبهره العواصم الأوربية رغم إقامته ما بين القاهرة وباريس حيث مرسمه هناك، وحصل على العديد من الجوائز من مختلف المحافل الدولية من خلال مشواره ومعارضه الفنية التي تعدت 200 معرض في مختلف أنحاء العالم.. منذ قرابة الشهر أقام معرضه «عيش.. حرية.. عدالة» وهو المعرض الذي ما زال حتى الان، وحاليًا في مرسمه يعكف على معرض جديد سوف يفتتح قريبًا تحت عنوان: «مصر التي في خاطري» حيث العظيمة أم كلثوم تشدو بأغانيها، لوحة كبيرة يرسمها بهجوري لأم كلثوم تحمل منديلها المعروف وتشدو «مصر التي في خاطري».. «المدينة» اخترقت بهجوري في مرسمه في زحمة عمله لمعرضه الجديد، فكان هذا الحوار.. * «مصر التي في خاطري».. لماذا؟. - لأن مصر هذه ليست التي نتمناها كمصريين، إنما مصر الحضارة ومصر المحبة والسلام، فأنا أشعر بحالة من الأسى والحزن أن أرى مصر الفوضى تعم في كل مكان، وأريد من خلال هذا المعرض وأغنيات أم كلثوم مصر التي أريدها. * هل هذا بسبب أن الثورة لم تحقق أهدافها؟. - الثورة المصرية حدث عظيم وإشراقة أمل عوّل عليها الشعب المصري الكثير، لكنهم أصيبوا بخيبة من جراء ما يحدث، صارت البوهيمية والفوضى هي الغالبة، نحن أهملنا قيمة العمل بسبب الخلافات السياسية التي سوف تؤدي بنا إلى الهاوية، باتت الفوضى هل الفاعلة فقط. * هل الثورة لم تخرج لنا فنونها وإبداعاتها بعد؟. - ليس حقيقيًا أن الثورة أنتجت فنها وإبداعها ورسوماتها، حتى فن الجرافيك نفسه لم يعبّر عن الثورة، وحتى الأغنيات التي ظهرت لم تعبّر عن الثورة، ولنرجع إلى ثورة يوليو كان للثورة تأثيرها في السينما وفي المسرح وفي كتابات كبار الكتّاب وفي الأغاني العظيمة لكل مطربي مصر فظهر مطرب الثورة عبدالحليم وغنت أم كلثوم وشادية وحتى من هم ليسوا من أصل مصري تغنّوا بالثورة، ولكن الآن قل لي مطرب استطاعت أغنية له أن تعبّر عن ثورة 25 يناير أو مطرب نستطيع أن نقول إنه مطرب 25 يناير.. لا يوجد. * لكن البعض يقول إن إبداعات الثورة بحاجة إلى سنوات حتى يتم هضمها وظهورها؟. - هذا تحليل حقيقي ولكن الثورات دائمًا تلد حالة جديدة في كل الأشياء، في الحراك المجتمعي، في تقديس قيمة العمل والتحقق، ولكن نحن فضلنا حالة الجمود وحالة الفوضى على الاستمتاع بقيمة ثورة عظيمة مثل ثورة يناير. * بهجورى اختيارك لأم كلثوم في أعمالك بصفة مستمرة، لماذا؟. - أم كلثوم هي التاريخ وهي السيدة المصرية الأصيلة التي تسمعها فتشعرك بالزمن الجميل وتشعرك إن الوطن ينبض داخلك في الغربة، كانت أم كلثوم هي الونيس لي وللمغتربين في الخارج، هي تفكّرك بمصر الحضارة ومصر الفلاحين، دائمًا ما أرسم وأنا استمع إلى الست.. إنها حالة. * أنت تنتقد «الإخوان» في رسوماتك؟. - أنا لست مع أحد ضد أحد، أنا مع الوطن الكبير الذي يسع الجميع، ولكني أنتقد بعض التصرفات، وتاريخي يقول أننى أنتقدت جمال عبدالناصر ورجال الثورة وانتقدت السادات وسافرت هربًا إلى باريس وانتقدت عصر مبارك أشد الإنتقاد ورجاله وانتشار الفساد والفقر وتبديد ثروات البلاد من أجل حفنة من المقربين منه وعدم التطلع للنهوض بمصر حتى تصبح في مصاف الدول التي بدأت معنا. * بالمناسبة رغم أن الفنان فاروق حسني من النظام القديم، إلا أنك دائمًا ما تشيد به؟. - دعني أقول لك إن مصر لن تشهد وزير ثقافة بحجم وقيمة فاروق حسني، وهو رجل كان له رؤية ثقافية على المستوى المحلى والدولي، وهو فنان تشكيلي له اسمه عالميًا، وفي اعتقادي أن الكثيرون يبكون زمن فاروق حسني لأنه قدم للإبداع والحركة الثقافية الكثير، واستطيع أقول أن الإبداع والثقافة خسرت فاروق حسني بدليل أن هناك دولًا تستعين به حاليًا.