من البديهي القول إن التدريب هو عملية لزيادة المعرفة وصقل الكفاءة بهدف رفع المهارات العملية والمعرفة المفيدة المحددة. والتدريب برأيي هو انعكاس لكلمة التنمية المستمرة للإنسان والمؤسسات على حد سواء لتأدية العمل المطلوب بكفاءة عالية كما يحتمل معنى روحانياً إضافة للمعنى (التصنيعي المهاري) إن جاز التعبير فالاستخدام الديني والروحي، في التدريب يساهم في تنقية العقل والقلب، والتفاهم والتناغم بينهما للحصول على مجموعة متنوعة من الأهداف الروحية مثل القرب من الله، والتحرر من المعوقات والإقدام بكل الجوارح نحو التدريب لما فيه من فوائد على صعيد الروح والإفادة الحياتية،حيث يتم تزويد المتدربين بالمعلومات والمهارات والاتجاهات اللازمة وفق منحى قيمي هادف ونبيل. و لا شك أيضاً أن التدريب عامل رئيسي في صياغة التطور على مستوى الفرد أو المؤسسات لما يتضمنه من معلومات حديثة بل أحدث المعلومات حول مختلف جوانب الحياة العلمية والعملية وهذا التطور هو ما نبحث عنه جميعاً، خصوصاً في مجال التعليم الذي يتطور بسرعة فائقة تجعل من التدريب المستمر للعاملين في هذا القطاع المهم أمراً بغاية الأهمية ومنتهى الضرورة. و تنبع هذه الأهمية من كوننا نتعامل مع طلاب اعتادوا الفضاءات المفتوحة في ظل تكنولوجيا الاتصالات الحديثة حيث أصبح العالم في متناول أيديهم وعليه فهم بحاجة مستمرة لمعلم (مهاري) محترف أحدث وسائل التعليم وقادر على الولوج إلى عوالم النظريات التعليمية الحديثة المصوغة وفق رؤى أخذت بعين الاعتبار التطور الذي يعيشه الطالب في مختلف نواحيه الاجتماعية والنفسية والمعرفية وعليه يكون التدريب المستمر ضرورة تفرضها الحاجة ويتطلبها الواقع وليس ترفيهاً كما يقول البعض الذين في غالبهم لم يخوضوا هذا البحر. إذن إن التدريب عملية استثمار للطاقات وصقل للمهارات والمعارف والأساليب التعليمية وهو استثمار إنساني في المقام الأول وعلمي في المقام الثاني، استثمار يصب في بحر الوطن الحالم بمستقبل واعد لجميع أبنائه. والله ولي التوفيق..