نيفين أبولافي ما بين ربوع الفن الخضراء من العصر الذهبي للطرب العربي الأصيل، تنقل المشاركون في الموسم الثاني لبرنامج «أراب آيدل2» في الحلقة المخصصة للشباب، التي وصفتها اللجنة المحكمة بأنها حلقة تشبه فيلم الرعب لقوة الأصوات المشاركة فيها، وجمال ما أدوا من أغان، تنوعت في مقاماتها ومواويلها وكلماتها، كل تفرد في نوعه ومستواه، محلقين عاليا في سماء الغناء العربي الأصيل، وسط تشجيع الجمهور المتواصل الذي تميز بالرقي الفني. اثبت هؤلاء الشباب أن الجمهور «عايز كدة»، مستوى فني راق ولا يزالون متمسكين بالأرث الفني من النوع الفاخر، ممهورا بأصوات شابة لم تضل الطريق وما زالت تمشي على درب العمالقة بأصوات رنانة صدحت في سماء لبنان من داخل مسرح أراب أيدول. طرب أصيل كان من الواضح في حلقة مساء أمس الأول دهشة لجنة الحكم، وسعادتها بهذه الأصوات التي تنقلت ما بين المقامات العراقية والقدود الحلبية والمواويل الخليجية والمصرية، إلى الفنون المختلفة كالراي، ولم تخل الحلقة من المواقف الطريفة والجميلة بين المحكمين، حيث دبك كل من راغب ونانسي على أغنية «سيجنا لبنان». ووقفت اللجنة تقديرا لأغنية الشاب السوري عبدالكريم حمدان الذي أبكى اللجنة والحضور بموّالٍ مؤثّر كتب كلماته بنفسه عن الظروف المأساوية التي تعيشها مدينته حلب، قبل أن يغني من القدود الحلبية «قدك المياس» بصوت قوي وقدرة عالية على التنقل بين النغمات ليحوز على ثناء كل من راغب ونانسي وأحلام وحسن الشافعي الذين صفّقوا له طويلاً. وعلقت نانسي قائلة: «هذه هي الأصوات التي نريد سماعها لا صوت المدافع، لنقول لها آه مش أخ». أخلاقيات الفنان وحيت الفنانة أحلام الفتيات اللاتي شاركن زميلهن سعد نزار في تقديم أغنيته، معتبرة هذا التصرف من أخلاقيات الفنان الحميدة. أما الفنان راغب علامة فقد علق على الشاب محمد دغمان بأنه عندما خسر 15 كلغ من وزنه، ووضعها في صوته، الذي يتميز في أدائه مرة تلو الأخرى. بشكل عام لاقى المشاركون استحسان اللجنة على ما قدموه من أغنيات، وإن كانت هناك بعض الملاحظات الطفيفة، حيث غنى كريم حسام أغنية «الدنيا علمتني»، وقدم عمر الإدريسي أغنية «بلاش تبوسني في عنيه»، للموسيقار الراحل محمد عبدالوهاب، وقد تلقى بعض الملاحظات على أدائه. فن الراي أما فارس المدني، صاحب الصوت الدافئ والمميز، فقد غنى «يا غالي الأثمان» لمحمد عبده، بتميز واقتدار حيته على ذلك الفنانة أحلام، في حين غنى زياد خوري مطلع أغنية لوديع الصافي، اما مواطنه وائل سعيد فقد غنى «سيجنا لبنان». سعد نزار قدم أغنية من فن الراي، في حين غنى أحمد جمال أغنية «موعود» باقتدار، وقد كانت للمشاركة الشبابية العراقية جمالها في الحلقة، حيث غنى مهندس المرسومي وأسامة ناجي أغاني من التراث العراقي، في حين كانت لمشاركة الشاب عبدالكريم حمدان وقعها الكبير على المشاهدين والجمهور ولجنة الحكم، حيث كتب كلمات موال أهداه لحلب، وغنى بعدها «قدك المياس»، فكان مقنعا بمشاعره وأدائه، حيث اغرورقت عيناه بالدموع فحيته اللجنة وتفاعلت معه. ولا نغفل المشاركة المميزة لمحمد عساف وابراهيم عبدالله ووائل سعيد، حيث أثنت أحلام على أدائه قائلة: اشتهيت الباستا، كونه يجيد عملها في ايطاليا.