دبي - أحمد ناصر زيارة واحدة لدبي تكفي لنعلم أنها سحبت البساط الفني من الكويت التي كانت توصف بأنها عاصمة الفن في الخليج، فالمدينة الإعلامية هناك تجمع معظم القنوات العالمية والإقليمية. وفي دبي تصور من غير الحاجة إلى إجازة للنص، ومن غير الحاجة إلى رقابة العمل بعد الانتهاء منه، كما يمكن استئجار أي مكان للتصوير من دون الخوف من مخالفة الترخيص المخصص. خلال عشر سنوات مضت افتتحت روتانا مكتبها في دبي وأغلقت مكتبها في الكويت، كما أغلقت mbc مكتبها في الكويت وغادرت إلى دبي، والقنوات العالمية مثل cnn وbbc وcmbc وناشيونال جيوغرافيك وDiscovery عدلت عن افتتاح مكاتبها في الكويت وفضلت أن تفتتحها في دبي. عبدالحسين عبدالرضا سيصور في دبي بإنتاج مشترك مع شركة إنتاج إماراتية، وحسن البلام سيغادر قريبا إلى هناك ليصور، وناصر القصبي من السعودية سيصور في دبي، وكاظم الساهر وشيرين ونوال الزغبي ونجوى كرم انتهوا الاسبوع الماضي من إحياء حفلات غنائية في مدينة دبي الإعلامية، وفي دبي صورت قناة وناسة بالاشتراك مع mbc «جلسات وناسة» التي تضم كل النجوم العرب من إخراج أحمد الدوغجي. كل هذه الحركة الفنية العربية الجميلة كانت الكويت هي المسرح الذي يجمعهم في السابق، ولكنها انتقلت اليوم إلى دبي لاعتبارات وأسباب غاية في البساطة وليست أسبابا صعبة أو معقدة، ويمكن مناقشتها وتفاديها لتعود الكويت العاصمة الفنية التي يعرفها الجميع. تعتبر الرقابة من أهم الأسباب التي دفعت النجوم والفنانين للهرب إلى دبي والعمل هناك، فالفنانون والنجوم والعمل الفني لا يستطيعون أن يعملوا تحت راية الرقابة، كما أن عدم توافر البيئة الفنية المتخصصة للعمل قتلت العمل الفني في الكويت، فشركات الإنتاج والمنتجون أصبحوا مثل «الطراروة» يبحثون عن أي مكان لتقديم مسرحياتهم أو تصوير مسلسلاتهم وجلساتهم الغنائية فيها، ويضع هؤلاء المنتجون ميزانيات خاصة لترميم وتعديل وتهيئة المكان للعمل الفني، سواء المسرح أو التلفزيون، لأنه لا يوجد في الكويت مكان مهيأ تقنيا للعمل الفني، إذ كل ما نراه هو جهود فردية وكأننا في الخمسينات من القرن العشرين. كل الفنانين والمنتجين والمتابعين للعمل الفني ينتظرون قرارا جريئا من وزير الإعلام الشيخ سلمان الحمود في ما يخص قانون المرئي والمسموع، وكلهم متفائلون، ونحن معهم، لأننا نعلم أنه حريص على تطوير العمل الفني وجاد في اتخاذ القرارات المناسبة في هذا الموضوع، ويعمل جاهدا لتذليل كل الصعوبات أمام الفن والفنانين في الكويت، واجتماعه مع وفد الفنانين ونقابة الفنانين والإعلاميين رسخ هذا الإيمان في نفوس الجميع. من هذا المنطلق ننتظر جميعا من الوزير الحمود أن يكون القانون الجديد الخاص بالمرئي والمسموع فرصة لإعادة الكويت عاصمة للفن الخليجي والعربي على السواء، وأن يشتمل على تخفيف في الرقابة وتوسيع في دائرة الخدمات الإنتاجية وبناء المسارح واستديوهات وتأسيس رخص لبناء استديوهات خاصة في المناطق الخارجية التي تعود ملكيتها لأملاك الدولة أسوة بالقسائم الصناعية والحرفية.