دانت محكمة جنايات أبوظبي خمسة شبان بتهمة هتك عرض فتاة (14 سنة) بالاكراه، بعدما تعرفوا إليها من خلال مواقع التواصل الاجتماعي، وحكمت على ثلاثة منهم بالحبس ستة أشهر لكل منهم، والحبس سنة لكل من المتهمين الثالث والرابع، لإدانتهم أيضاً بتهمة الحرمان من الحرية من دون وجه حق. وتعود تفاصيل القضية إلى تهديد المتهم الأول الفتاة المجني عليها بفضح العلاقة التي تربطهما على أحد مواقع التواصل الاجتماعي أمام أسرتها إن لم تخرج برفقته، فخرجت معه فهتك عرضها ثم تركها في أحد الشوارع، كما قام بقية المتهمين أيضاً بهتك عرضها، بعد تعرفهم إليها عبر مواقع التواصل الاجتماعي، إضافة إلى قيام المتهمين الثالث والرابع بحجز حرية المجني عليها من دون وجه حق. وكان المحامون عن المتهمين أثاروا خلال القضية إشكالية عمر المجني عليها، إذ إنها تجاوزت الرابعة عشرة وفق التقويم الهجري، ولاتزال دون هذه السن وفق التقويم الميلادي، مطالبين باعتماد التقويم الهجري في نظر القضية، ما يرفع عنصر الإكراه عن المتهمين، إذ يعتبر القانون في دولة الإمارات أن إرادة الأطفال دون الرابعة عشرة معدومة، ويكون هتك عرضهم بالإكراه، وإن تم برضاهم، وهو ما لم تأخذ به المحكمة التي دانت المتهمين بهتك عرض المجني عليها بالإكراه. إلى ذلك، طالبت دائرة القضاء في أبوظبي الأهالي بمتابعة أبنائهم في سن المراهقة، وتلمس احتياجاتهم العاطفية والنفسية قبل المادية، بما يساعدهم على تجاوز هذه الفترة الصعبة من حياتهم بأمان. وأوضحت أن السماح للأطفال باستخدام مواقع التواصل الاجتماعي من دون رقابة يضعهم في دائرة خطر التواصل المباشر مع غرباء لا يمكن التكهن بنوازعهم وسلوكهم، مشيرة إلى أن محاكم أبوظبي نظرت خلال الفترة القليلة الماضية عدداً من الجرائم التي وقعت بسبب الانفتاح غير الواعي على العالم الافتراضي، خصوصاً من قبل الأطفال والمراهقين.