جلوس الطالبة لتحتسي القهوة أو الشاي وتقرأ ما تسنى لها من كتب في مقهى ثقافي مدرسي عصري أمر مشجع على القراءة، ويسهم في نشرها في المجتمع المدرسي، وهذه التجربة طبقتها مدرسة واسط النموذجية في الشارقة، وتمكنت من الخروج عن الشكل المألوف والرتيب للمكتبة المدرسية، متخلية عن حبس الكتب على الرفوف وتركها تجمع الغبار، إذ أصبحت في متناول أيدي الطالبات اللواتي يتنافسن على القراءة والاستعارة . تقضي مريم النقي "الصف العاشر" وقت فراغها في المقهى الثقافي، سواء للقراءة أو الاستمتاع . وتقول: تمكنت من قراءة عدد كبير من الكتب بعد تأسيس المقهى، لأن الأجواء فيه تشجعنا على القراءة والتعبير ومناقشة ما قرأناه . إضافة إلى ذلك، أحرص على الاستعداد للامتحانات في المقهى، واكتسبت مهارات عدة من خلال القراءة المستمرة . ميثاء عمر "الصف الحادي عشر، أدبي" تقول: تعودت القراءة لكتّاب بعينهم، ولكن من خلال المقهى أصبحت أقرأ لغيرهم، وأصبحت أقضي ساعات طويلة في الوقت للقراءة، وأستفيد من زميلاتي اللواتي يقرأن كتباً لم أعتد على قراءتها . إضافة إلى ذلك، فالأجواء في المقهى مريحة وتبعث على الراحة النفسية، وتجربة القراءة مع تناول المشروبات تمنحنا المتعة الحقيقية . مريم الحوسني "الصف الحادي عشر، علمي" أشارت إلى أن المقهى عامل جذب للطالبات، وأنهن أصبحن يتهافتن على المقهى للقراءة والاستمتاع بوقت الفراغ . وتقول: الروايات تستهويني بشكل كبير، إضافة إلى ذلك أتردد إلى المكتبة لإجراء البحوث والتقارير، واستعين كثيراً بأمينة المكتبة للوصول إلى المراجع العلمية، ونقترح عليها تزويد المكتبة بالكتب التي تستهوينا . ليلى القصير "مديرة المدرسة" أشارت إلى أن الهدف من المقهى إيجاد جو مختلف عن الأجواء الروتينية للمكتبات، وجذب الطالبات للقراءة والاطلاع . وتقول: المقهى يضم مركز مصادر التعلم وجلسة للمقهى الثقافي وأخرى في الهواء الطلق، ومقهى متنقلاً تحت شعار "يحكى أن"، إضافة إلى ذلك ننظم ورش عمل للمدارس الأخرى لتشجيعها على القراءة، وعند استضافة الأطفال من مدارس أخرى تقرأ لهم طالبات المدرسة . منى المطروشي "أمينة مركز مصادر التعلم والمشرفة على المقهى" تقول: يهدف إلى استقطاب أكبر عدد من الطالبات لزيارة المركز وقراءة أكبر عدد من الكتب، وتوفير جو مناسب للاطلاع على المراجع العامة التي تخص المنهاج الدراسي والأبحاث العلمية . واختيار الكتب التي زود بها المقهى كان بناء على إجراء الاستبانات ومعرفة رغبات الطالبات، ونحرص على قراءة الروايات قبل وضعها في متناولهن، ونوفر آلة للتصوير وبعض التقنيات لتسهيل المهمات على الطالبات والمعلمات . وتشير إلى تخصيص صندوق للكتب المعارة لتتمكن الطالبة من إرجاع الكتاب في أي وقت يناسبها . وتضيف: يستضيف المقهى كتّاباً ومؤرخين وشعراء لتشجيع الطالبات على القراءة والثقافة، ولدينا اتفاقية مع رابطة الأدباء لاستضافتهم على مدار العام، وهذا المقهى نفذ بالتعاون مع ولية أمر من خلال توفير بعض الأجهزة والإشراف . وتلفت إلى زيادة عدد الطالبات المقبلات على القراءة بعد تأسيس المقهى وتوفير الأجواء المريحة للقراءة، موضحة أن الطالبات يلجأن للمقهى في حصص الفراغ والمناشط . شاركت شفاء عبدالله اليافعي "ولية أمر" المدرسة في تأسيس المقهى وتزويده بالمعدات التي تسهم في تشجيع الطالبات على القراءة، إيماناً منها بأهمية الاطلاع وأثره في حياة الطالبة . وتقول: أعجبتني فكرة إدارة المدرسة ورغبت في أن تكون لي بصمة في المقهى، ووفرت الأجهزة .