قيادة الدراجة النارية في مسار وعر مهمة صعبة وتتطلب أسلوباً خاصاً، ولأن حلبة سباقات الدراجات النارية هي بيئة مليئة بالتحديات والمنافسة، عزم فريق الإمارات للدراجات النارية على كسب الرهان وخوض هذه الهواية التي تتسم بالإثارة والاحتراف من خلال المشاركة في سباقات عربية وشرق أوسطية وضعتهم موضع المحترفين، في السطور التالية، يتحدث أعضاء الفريق عن مهاراتهم والأسلوب المطلوب في مثل هذا النوع من السباقات والمزيد . محمد البلوشي بطل الشرق الأوسط والعرب للدراجات النارية، يقول عن ارتباطه الوثيق بهذه الهواية ومراحل تشكل الفريق وتطويره: فريق "بلوشي ريسينغ" هو فريقي الأول الذي تحول إلى فريق الإمارات سنة 2009 بعد أن قدمت هذه الفكرة إلى الرياضي محمد بن سليم رئيس نادي الإمارات للسيارات والسياحة الذي وافق على الفكرة وتبناها ويعتبر الأب الروحي للفريق والداعم الأول لسباقاته . وبعد أن حقق الفريق عدداً من الإنجازات أبرزها إحراز لقب بطولة العرب لأربع سنوات متتالية على المستوى الفردي كان لا بد من التركيز على أداء أعضاء الفريق وتطويره وضمان استمراريته وفتح الباب أمام الهواة والراغبين للانضمام إليه، ويضيف "أثبت أعضاء الفريق إمكاناتهم وخبراتهم ومهاراتهم بشكل لافت على مستوى الوطن العربي، ولكي تحقق هذه الرياضة مستقبلاً مليئاً بالإنجازات لا بد من تطوير أجيال جديدة من الشباب الإماراتيين للوصول إلى العالمية، ومن خلال أكاديمية السباقات للدراجات النارية التي أنشأتها ستنفتح أبواب الدخول إلى هذه اللعبة بشكل أكبر، فهدفي هو نشرها بين أكبر عدد ممكن من الشباب بطريقة صحيحة مبنية على أسس وقواعد وتدريبات تنمي توجهات الهواة في هذه الرياضة للأفضل، وأدعو محبي الرياضة وعشاق الدراجات النارية إلى الانضمام إلى الأكاديمية المختصة بتأهيل الأشخاص في كل الأعمار وفق برامج وخطط مدروسة . ويضيف: سباقات الدراجات النارية تتم في حلبة مخصصة وينظمها اتحاد سباقات الدراجات النارية الدولي(FIM) الذي يمثل 90 دولة مقسمة على ستة اتحادات قارية، ولهذا فإن الحلبة تتطلب جهداً كبيراً منذ لحظة الانطلاق الأولى حتى النهاية، فهي مصممة على أرض خشنة جداً ووعرة وفيها عوائق ومطبات تصعّب القيادة وتجعلها أكثر متعة وتشويقاً ويتوجب على السائقين أن يكونوا جاهزين بدنياً وذهنياً . ومن الأخطاء الشائعة الملاحظة عند بعض الشباب هو انجرافهم خلف متعة السرعة وجنونها وعدم الأخذ بعين الاعتبار التحكم بالدراجة وتخفيف السرعة وقت اللزوم بحسب متطلبات الحلبة وتضاريسها والانعطافات المكونة لها، فهذه اللعبة 90% منها ترتكز على وضعية وقوف السائق على الدراجة والتحرك عليها وتوجيهها للوصول إلى نقطة النهاية بلا خسائر . وسباقات الدراجات النارية رياضة خطيرة للمبتدئين، فلا تكفي فيها الجرأة ولا الحماسة فقط إنما الدراية بقوانين اللعبة والخبرة وتجنب الوقوع في حوادث السباقات كما يوضح مبارك أحمد محمد آل علي، عضو في الفريق . ويقول: البداية مع هذه الهواية الرياضية انطلقت من التجمعات الشبابية في البر وتنظيم مسابقات عشوائية وصولاً إلى تكوين هذا الفريق الذي أصبح يشارك في السباقات بشكل رسمي ويمثل الدولة في الخارج، كما ترتبط نشاطات الفريق بفترة محددة من السنة وهي موسم رياضة الدراجات النارية والذي يبدأ في شهر أكتوبر/تشرين الأول، وينتهي في إبريل/نيسان وتنظم السباقات المحلية مرتين إلى ثلاث مرات بالشهر، وآلية المشاركة بين أعضاء الفريق مبنية على التآخي والتواصل والمسؤولية التي يتحملها كل عضو أثناء دخول الحلبة التي تحتوي على أنواع خطيرة من العوائق والمفاجآت بأشكال وأحجام عديدة، فهناك طرق متعرجة مؤلفة من منحدرات ومطبات منخفضة ومرتفعة، ولذلك فهي تحتاج لقوة قلب وتركيز، ولأنها تبعث في النفس الثقة والقدرة عالية على التحمل، لم أتردد في زرعها بنفوس ابني سلطان (8 سنوات)، وخالد (12 عاماً)، وستكسبهما أيضاً خبرة في التصرف والتحمل بردود الفعل . تحول شغف علي جاسم الكبيسي، بهذه الرياضة إلى مهنته، فهو يدرب الشباب وفق دروس وأسس وشروط معينة تتطلبها سباقات الدراجات النارية، فلا أحد يدخل هذه الرياضة بلا تأهيل ومعرفة حقيقة تمكنه من حماية نفسه من أي طارئ . ويضيف: التحقت بفريق الإمارات للدراجات النارية سنة 2009 وأتيحت لي فرصة المشاركة في بطولات عربية وشرق أوسطية وواصلت تطوير نفسي في هذا المجال مع الفريق إلى أن استطعت التخصص في مجالات عديدة مثل حصولي على شهادات في دورات ميكانيكية ودورات المدربين من وكالة "ياماها" للدراجات النارية، ومن هيئة الطرق و المواصلات بدبي، ورخصة منظم من الاتحاد الدولي للدراجات النارية . ويضيف: هناك من يعتقد أن هذه الهواية خطيرة أو مميتة لكن الواقع عكس هذا، فنحن لا نمارسها في الشارع إنما في مناطق مخصصة للتدريبات وخالية من الازدحام . وتصنف سباقات الحلبات إلى أنواع منها الموتوكروس التي تحدد مسافاتها 1600م إلى 2400م، والسوبركروس، وهي عبارة عن حلبة ضيقة حيث تكشف خبرة المتسابقين ومهاراتهم في القيادة لوجود العراقيل والمطبات والانعطافات الكثيرة في مساحات صغيرة وضيقة . سعيد أحمد الشنقيطي، يعتبر هذا النوع من السباقات جزءاً من حياته، فهي تجمع بين روح الإثارة والمغامرة، ويقول: في عام 2010 بدأت رحلتي الشيقة مع الفريق، ومع تشجيع قائده والمدربين استطعت تطوير طريقة أدائي وتعلمت مهارات عديدة، نحتاجها مثل التركيز العالي أثناء القيادة وتخطي العراقيل في وقت قصير مع تزاحم المتسابقين وتنافسهم على الفوز، فكلما قطعت المسافة من دون أخطاء اجتاز المتسابق مراحل متقدمة تؤهله للفوز، وتعتبر وضعية الوقوف طريقة آمنة تمكن الشخص من التحكم في مساره وتجنب المطبات والبقع المائية والطينية التي تؤثر في عملية القيادة وتفقد التوازن خاصة عند المنعطفات الحادة . لازمت سلطان علي البلوشي، هواية قيادة الدراجات النارية منذ صغره فوالده وأشقاؤه يمارسونها بتفنن وحرفية . ويقول: جمعتني هذه اللعبة مع أبطال كبار في العالم العربي وخاصة الخليج أمثال محمد جعفر وعبدالله الشطي ومعاذ الأنصاري، وطموحي هو تطوير مهاراتي إلى درجة أكون فيها محترفاً أنافس أبطال السباقات في العالم، وهذا لا يتحقق من دون تكثيف التدريبات وممارسة الحركات وإتقانها بشكل كبير يقلل حدوث الأخطاء، ويجب الأخذ بعين الاعتبار أهمية اشتراطات الأمن والسلامة التي تحفظ المتسابق من أي خطر، تشكل ملابس الوقاية عنصراً أساسياً في مثل هذه السباقات، وعلى الجميع الالتزام بتعليماتها وعدم المخالفة وتفرض التعليمات الالتزام بارتداء ملابس الوقاية وارتداء حذاء يقي عظمة الكاحل، وبنطال طويل، ومعطف واقٍ لحماية الظهر والذراعين والأكتاف، وواقي رقبة وخوذة، وقفازات لتغطية الأصابع كاملة .