تماشياً مع متطلبات التحصيل الدراسي وتسهيل العملية التعليمية، قدمت مجموعة من طلبة وطالبات كلية التقنية بالشارقة مشروعاً جديداً يواكب النقلة التي يشهدها التعليم في الإمارات والاتجاه إلى المنهج الإلكتروني . يقوم المشروع على إنشاء كتب إلكترونية لعدد من التخصصات الجامعية للسنة الأولى التأسيسية، وكتب أخرى تعليمية لطلاب المدارس والمعلمين، وسيتولى بعض الطلبة مهمة التواصل المباشر معهم من خلال مشروع "الصف المتنقل الإلكتروني" . تنبه مدرس تقنية المعلومات علي فرحات، إلى أهمية إنشاء كتب إلكترونية تسهم في العملية التعليمية للطلبة وتطبيقها على أجهزة "الآي باد"، إن كان في المدارس أو الجامعات، واستكمالاً لهذه الفكرة بدأ مشروع حافلة "الآي باد" المتنقل التي تشرف عليها طالبات التقنية وبعض المشرفين . يقول فرحات: "الصف المتنقل" عبارة عن حافلة تجول المدارس حيث تقوم الطالبات على تعليم المعلمات وتقديم الأفكار والدروس لهن عن كيفية استخدام جهاز "الآي باد" في المدارس، من خلال الإلمام بأهم قواعد العمل وأسسه على اللوح الإلكتروني وبرامجه وتطبيقاته المختلفة التي تساعد المدرسات على التواصل السلس مع الطالبات داخل الصف المدرسي . ويحتوي الصف المتنقل على مجموعة من أجهزة الكمبيوتر و"الآي باد" المتصلة بشبكة الإنترنت، والهدف من المشروع هو توسيع دائرة المعرفة الإلكترونية داخل المدارس كخطوة أولية، ثم في الجامعات . مبادرة دمج "الآي باد" في المدارس والجامعات التي أطلقها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، هي نقلة نوعية في مسيرة التعليم التربوي، كما يقول علي فرحات، لكن المشكلة تكمن في عدم توفر مواد تعليمية إلكترونية تطبق داخل "الآي باد" فالكتب الورقية لا تزال هي المسيطرة . واستناداً إلى الحاجة الملحة لمثل هذه الكتب أنشأ الطلاب في أربعة أشهر مجموعة من الكتب الإلكترونية الموجهة للمرحلة التأسيسية لطلاب التقنية في مواد مثل الرياضيات واللغة الإنجليزية والعلوم الصحية وكتب أخرى لطلاب المدارس . تجربة الصف المتنقل ستتيح للطالبة عائشة الطنيجي، سنة رابعة تكنولوجيا التعليم، التواصل مع كل الأعمار في المدارس، وعن دورها التعليمي تقول: لغة التواصل بين المعلمين والطلبة هي أساس نجاح تبادل المعلومات والاستفادة منها، لذلك سأبدأ عملي بتعريف الطلبة والمدرسين إلى طرق التواصل الإلكترونية الاجتماعية وكيف توظف في التعليم على أكمل وجه، وسأتوجه مع بقية الطالبات أسبوعياً إلى المدارس في الشارقة وأم القيوين وعجمان، وأنقل ما درسته في السنوات الماضية بالكلية إلى الآخرين لتعم المنفعة . مجموعة مؤلفة من ثلاث طالبات في قسم نظم المعلومات والإدارة أنشأن كتاباً إلكترونياً تعليمياً لمادة اللغة الإنجليزية، وتقول، الطالبة لطيفة خميس: لم يكن بالإمكان استخدام "الآي باد" لطلبة التقنية في السنة التأسيسية من دون وجود مواد تعليمية تشكل حجر أساس الدراسة الإلكترونية في هذه المرحلة، وبما أن أساس هذه السنة إجادة مستويات اللغة الإنجليزية الأربعة كان لا بد من إنشاء كتاب إلكتروني تعليمي، وهذا ما فعلناه، والكتاب مخصص للمستوى الثالث . تذكر سمية صالح البلوشي، آلية العمل الجماعي بين الطلبة بخصوص توفير أهم الكتب الإلكترونية التي يحتاج إليها طلبة المدارس والجامعات، وواجهتها، كما تقول، بعض الصعوبات في التنفيذ، خاصة في تنسيق أقسام الكتاب التعليمي بالإنجليزية وتخصيص بنود للقراءة والاستماع وغيرها، لكن تواصلها مع المدرس المشرف على سير عملها سهل لها المهمة . يجمع محمد الحمادي، بين دراسته نظم معلومات إدارية، وبين عمله كموظف في الهيئة الوطنية للمواصلات، ويرى أن استخدام "الآي باد" في تعليم الطلبة خطوة غاية في الأهمية وعليه ساهم مع مجموعة من الطلبة في سد احتياجات ومتطلبات التعلم عن طريق "الآي باد"، حيث دمج مقاطع الفيديو التعليمية في اللغة الإنجليزية في كتاب إلكتروني واحد سهل أسلوب التعليم وحوله لمادة تفاعلية إيجابية . مشروع "الآي باد" المتحرك اختصر صعوبات عديدة أمام الطلبة خاصة في المدارس، حسب محمد عباس، طالب الإدارة ونظم المعلومات، ويقول: الكتاب الإلكتروني والتعامل مع جهاز "الآي باد" سيجددان روح الدراسة لدى الطلبة ويبعدهم عن التململ والضيق من الدروس، إضافة إلى اختصار عدة كتب ثقيلة الوزن في كتاب واحد يحفظ في "الآي باد"، وبالتالي سهولة الوصول إلى كل المعلومات والاستفادة من الخدمات التي وفرناها . وتقول سهيلة مبارك الوالي، قسم تقنية المعلومات: وسائل التعليم الإلكتروني لاتزال غير مكتملة، لكن تكاتف طلبة التقنية والمدرسين سد هذا النقص، فمن مشروع الصف الإلكتروني المتنقل إلى إنشاء كتب إلكترونية نستغني عن التعامل مع الشركات الخارجية ونعتمد على كفاءات الطلبة ومهاراتهم التقنية . وتضيف: تبعاً لاحتياجات طلبة قسم العلوم الصحية في السنة التأسيسية، أُنشئ متصفح تعليمي إلكتروني يطبق على "الآي باد" يحتوي جميع المصادر والموضوعات والمعلومات لطلبة هذه المرحلة وبه شرح كاف وواضح بالصور والفيديو والنصوص الكتابية . سلطان حميد مصبح، خريج تقنية المعلومات، اختار التعريف ببعض الرياضات ككرة السلة والطائرة في متصفح إلكتروني خاص بالرياضة يستفيد منه الطلبة ومحبو الرياضة من خلال استخدامه على جهاز "الآي باد" وكتطبيق يثبت على أجهزة الهاتف المتحرك .