شهدت سعادة الشيخة المياسة بنت حمد بن خليفة آل ثاني، رئيس مجلس أمناء هيئة متاحف قطر، صباح أمس بقاعة المحاضرات بمتحف الفن الإسلامي، افتتاح مؤتمر «إحياء القصر القديم»، بحضور سعادة الدكتور حمد بن عبدالعزيز الكواري، وزير الثقافة والفنون والتراث، وسعادة الشيخ حسن بن محمد بن علي آل ثاني نائب رئيس مجلس أمناء هيئة متاحف قطر، فضلا عن عدد من أعضاء مجلس أمناء هيئة المتاحف ومسؤوليها ومهتمين بالعمارة. ويسعى المؤتمر الذي ينظمه قسم الترميم التابع لهيئة متاحف قطر، وتختتم أشغاله اليوم، إلى تعريف المجتمع القطري والحاضرين بمراحل ترميم القصر القديم، قصر الشيخ عبدالله بن جاسم آل ثاني رحمه الله، والمواد المستخدمة في عملية الترميم، هذا بالإضافة إلى الأساليب الحديثة المطابقة للمعايير والمواثيق الدولية الخاصة بترميم المباني التراثية، فضلا عن المحافظة على التراث والهوية القطرية وذلك بالحفاظ على كافة المباني التراثية القديمة بما تحتويه من عناصر زخرفية وفنية تعكس الطابع المعماري الفريد والمميز وإعادة تأهيلها وتوظيفها بفعاليات ثقافية وسياحية مناسبة. وقال البروفيسور توماس ليستين، رئيس قسم الآثار وحماية التراث الثقافي في هيئة متاحف قطر في كلمته الافتتاحية للمؤتمر: إن عملية ترميم القصر القديم، قصر الشيخ عبدالله بن جاسم آل ثاني كانت معقدة جدا، مبرزا أن المؤتمر يأتي للاحتفال بترميم القصر القديم، متقدما في الآن ذاته، بالشكر لسعادة الشيخة المياسة بنت حمد بن خليفة آل ثاني، وسعادة الشيخ حسن بن محمد بن علي آل ثاني لمبادرتهما الكريمة في هذا السياق بعد شعورهما بالخطر في حال إزالة القصر القديم واستبداله بمبنى جديد . مؤكداً على أن الهدف من ترميم القصر القديم يكمن في الأصالة والمحافظة على البعد المادي للقصر بشكل أساسي وخلق الوعي الثقافي وربط الماضي بالحاضر عبر مقاربة مسؤولة للإرث الثقافي في قطر. وتوجه السيد عادل عبداللطيف المسلماني، رئيس قسم الترميم في هيئة متاحف قطر، من جهته، بالشكر والامتنان إلى سعادة الشيخة المياسة بنت حمد آل ثاني رئيس مجلس أمناء هيئة متاحف قطر لرعايتها هذا المؤتمر ودعمها الكبير والبارز في مجال الحفاظ على التراث والهوية القطرية في ظل الرعاية الحكيمة والقيادة الرشيدة لحضرة صاحب السمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، أمير البلاد المفدى، ولصاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر من خلال حرص سموهما الدائم بالحفاظ على تراث دولة قطر المادي والمعنوي. وقال عادل المسلماني: إن رؤية هيئة متاحف قطر أصبحت الآن حقيقة، الأمر الذي لمسناه بأنفسنا وتحقق على أرض الواقع في قسم الترميم ومن خلال السياسة العامة للدولة في الحفاظ على التراث والهوية القطرية. وبحسب المتحدث ذاته، فإن قسم الترميم ومنذ إنشائه وهو يسعى للتشبث بتلك الهوية بالحفاظ على كافة المباني التراثية في دولة قطر بما تحتويه من عناصر زخرفية وفنية تعكس الطابع المعماري الفريد والمميز لها وإعادة تأهيل تلك المباني وتوظيفها بفعاليات ثقافية وسياحية مناسبة. إلى ذلك، أوضح رئيس قسم الترميم في هيئة متاحف قطر، أنه من هذا المنطلق حرص القسم الذي يترأسه على إقامة مؤتمر إحياء القصر القديم بهدف تعريف المجتمع القطري والباحثين والمهتمين بمراحل ترميم القصر والمواد المستخدمة والأساليب الحديثة المطابقة للمعايير والمواثيق الدولية الخاصة بترميم المباني التراثية والتي قامت شركة ZRS بإعداد الدراسات التصميمية والتنفيذية لأعمال الترميم تحت إشراف قسم الترميم بالهيئة الذي يقوم بدوره بإمداد المشروع بالفنيين والعمال المتخصصين في مجال الترميم وتوفير الأدوات والخامات وكل متطلبات العمل، فضلا عن إقامة دورات تدريبية في مجال ترميم الأخشاب ومعالجتها مع مراعاة الأمن والسلامة. ومن جانبه، تحدث محمد علي عبدالله، الفنان التشكيلي وخبير ترميم في المكتب الهندسي الخاص، عن القصر الشرقي، مقدما لمحة تاريخية عن المنطقة. وقدم السيد محمد علي عبدالله، تفصيلا دقيقا عن القصر وما يضمه من مجالس، مثل مجلس العائلة والإضافات التي طرأت خلال الفترة ما بين 1906 و1913. وشدد خبير ترميم بالمكتب الهندسي الخاص، إلى أن الشخصية البصرية للقصر هي قطرية خليجية خالصة، منوها بتشابه العمارة على شطي الخليج العربي وصعوبة تسلل تغيرات عليها، بفعل تضاريس المنطقة، سواء السلاسل الجبلية في الضفة الشرقية، أو الصحراء المترامية الأطراف في الجهة المقابلة، التي كانت منيعة عن الذوبان وحافظت على أصالتها، وهو الأمر الذي يفند ادعاءات بعض الغربيين في دراساتهم للعمارة الخليجية وجذورها التاريخية واعتبارهم لها مجرد فنون تم استيرادها من الهند وتركيا وإيران كما يدعي رايت في كتابه القصر القديم. وكان المؤتمر مناسبة ألقت خلاله مجموعة من الشركات المنفذة لمشروع إحياء القصر القديم، الضوء على عملها في مجال الترميم، من قبيل شركة ZRS التي قامت بإعداد الدراسات التصميمية والتنفيذية لأعمال ترميم القصر القديم تحت إشراف قسم الترميم بهيئة متاحف قطر الذي يقوم بدوره بإمداد المشروع بالفنيين والعمال والمتخصصين في مجال الترميم وتوفير الأدوات والخامات وكل متطلبات العمل. وتحدث سيلفان روشيه عن ترميم القصر القديم، مشيراً إلى أن عمل الشركة التي يمثلها منشؤها ألمانيا، وأنها قامت بإعادة إحياء مجموعة من المآثر التاريخية مثل قلعة الجاهلي بالإمارات العربية المتحدة. وأرفق سيلفان حديثه بمجموعة من الصور للقصر سواء قبل ترميمه وأثناء الترميم وبعده، مبرزا أنهم قاموا بجمع المعلومات ودراسة التصدعات مع ضرورة الحفاظ على المواد الأصلية في البناء وعملية الصيانة وتدعيم الأسقف، لافتا بأنهم كانوا يقومون بإزالة كل ما من شأنه أن يؤذي المبنى سواء الطلاءات التي لا تترك للجدران بالتنفس وغيرها. أما جونغ إن مون، مدير مشروع بناء القصر القديم، فقدم شرحا عن الشركة التي يمثلها «هيونداي». في حين أن رجارد ابوياكو من شركة هيل إنترناشيونال، فتحدث عما قامت به شركته، مشددا على أهمية الحفاظ على مثل هذه المباني الأثرية، متسائلا في الآن ذاته عن بناء بنايات شاهقة بالقرب من هذا المعمار الأثري.